سبتمبر.. الحرية والوطن..!!
رئيس مركز الوحدة للدراسات الاستراتيجية
سبتمبر.. لحن يلامس الروح, وأمل يفجر فينا طاقات الأمل والإبداع.. هو فجر جمهوي فتح بوابة واسعة للأمل.. اضاء في زمن معتم ومحيط دكتاتوري يطفح بالظلام.
سبتمبر معزوفة كل اليمنيين ولحن حاديهم في علان.. اغنية البسطاء في الحقول والوديان.
سبتمر.. نشيد وطني يهز الوجدان.. يشدك إلى رحاب الحرية والانعتاق.. إلى زمن البركان الذي انفجر في وجه الطغاة, ورفض ظلم وكهنوت الامامة المتخلفة التي استمدت طغيانها من تجهيل الناس وتضليلهم بالشعوذة والتمائم والجن و"القطرنة".
كان زمن ما قبل سبتمبر 1962م فضيعا, تسيد فيه الجهل, وانتشر فيه الفقر والمرض.. عصف بالوطن عصفا.. وجره إلى مجاهل التاريخ المظلمة.. كان مفهوم التعليم فيه لأبناء وبنات القبائل معيبا وخروجا على العادات والتقاليد.. وهو ما استمرأ السير في طريقه المتحجرون من الزعامات القبيلية والسياسية المتخلفة بعد الثورة, التي اسهمت بصورة مبالغ فيها في مواصلة سياسة التجهيل التي ابتدعها نظام الامامة.
سبتمبر الذي أطلق بيدقه القردعي, وسار في مضماره الموشكي, والثلايا ثم العلفي واللقية.. وانتصر له علي عبد المغني, ومحمد الشرعى وعبد الرحمن المحبشى..ومحمد مطهر , وصبره, والسلال, وكل بيت في جبال اليمن وسهوله ووديانه.. هو أغنية الوطن الجميلة التي تسكن الافئدة وتظللنا بغيمات من أحلام العصر..! !
سبتمر, هواء نتنفسه, وحرية نعشقها.. عمل وشراكة وأمل..واقع عشنا بعضه, لكنه الهام يتفتق فينا إبداعا وروعة..!!
سبتمبر, إشراقة لا تغيب شمسها.. ووهج لا ينطفيء نوره.. سبتمبر علمنا كيف نتجاوز عتبات المذلة والهوان.. علمنا كيف نكون أحرارا و علمنا كيف نتعلم.. علمنا كيف نصرخ في وجوه الطغاة والمستبدين والمتعجرفين وكيف نرفض عنجهية الأميين والجهلة..!!
سبتمبر, علمنا أن الحرية تبدأ من حيث أنت تقف.. ومن حيث أنت تقبل بالدولة والنظام فقط, وترفض الوصاية والتسيد و"الهنجمة" من أي كان أميرا, أوزيرا, أو خفيرا أو شيخا, أو داعية أو مشعوذا... فتلك مسميات كانت من تاريخ مضى, لم يعد لها مكان في هذا العصر.. الذي تتسابق فيه الحريات لتحيي الآباة والشامخين.
سبتمبر, الذي نعشق, علمنا أن نكون مواطنين لا رعايا.. علمنا أن لا نقبل بالطغاة وأن كانوا صغارا, لأن الطاغية الصغير.. هو "الفقاسة" في بيت العفن الذي ينتج للطغاة ضحاياهم من الآدميين الذين "ولدتهم أمهاتهم أحرارا" وفطرهم الله على الحرية والكرامة.!!
ذلك هو سبتمبر الذي نعانق به السماء.. ونعلم به أجيالنا كيف يعشقون.. ليكون سبتمبر نافذتهم إلى العصر وطريقهم إلى المستقبل والأمل.
تحية لسبتمبر المجيد في يوم مولده وذكراه الـ55. وتحية كبيرة لأكتوبر.
المجد والخلود لكل شهيد سقط إنتصارا لرفع رايته.. تحية لشعبنا العظيم الذي يكابد أملا في انتصار إرادته.