[esi views ttl="1"][esi views ttl="1"]
رياضة

قصة رجلٍ مسلم.. أنقذ آلاف الأرواح في تفجير فرنسا!

يظهر الكثير من الأبطال في المواقف الصعبة، والجميع ما زال يذكر ويعيش تبعات الهجوم الإرهابي الذي طاول العاصمة الفرنسية باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني، والذي راح ضحيته 129 شخصاً، وعشرات الجرحى، وذلك أثناء مباراة فرنسا وألمانيا الودية استعداداً لكأس الأمم الأوروبية 2016، والتي ستحتضنها فرنسا الصيف المقبل.

ومع مرور الأيام انكشفت الكثير من الحقائق لكن قصة أخيرة مهمة، تفيد بأن رجلاً مسلماً من موريتانيا يدعى سالم تورابالي، هو من حال دون حصول كارثة مرعبة داخل أرضية الملعب، لأن منفذي العملية كانوا يخططون لجعل التفجير بين مدرجات ملعب فرنسا، لكي يسقط عدد أكبر من الضحايا، وتنطلق في تلك اللحظة الاعتداءات المسلحة في باقي المناطق المحيطة بمسرح اللقاء.

تورابالي مهاجر موريتاني مسلم يبلغ من العمر 42 عاماً، يقطن في شقة عادية في برج سكني شمالي شرق باريس، في ضاحية لو بلان ميسنيل، ويعيش بصحبة زوجته التي تدعى بيبي (55 عاماً) وابنتهما يزا البالغة من العمر 15 عاماً، وسردت قصته البطولية صحيفة "ميل أون صنداي" بعدما التقت معه في مقابلة حصرية.

وكان بلال حديفي صاحب العشرين عاماً، أحد انتحاريي، تنظيم الدولة (داعش) يسعى للتسلل إلى داخل الملعب عبر المنطقة الشمالية، حيث كان يتواجد عدد كبير من المشجعين، ومن بينهم الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، ليقدم بعد ذلك على تفجير حزامه الناسف، لكن رجل الأمن المسلم تمكن من إيقافه في اللحظة الأخيرة، ويقول سليم: "أنا لست بطلاً لقد قمت بواجبي، أنا رجل عادي".

لكن الحقيقة غير ذلك، فلو دخل حديفي إلى المدرجات وفجّر نفسه، لكانت العواقب وخيمة جداً، وبعد معرفة سالم وإدراكه بأنه أوقف المهاجم الانتحاري، قال: "شعرت بقشعريرة أسفل ظهري، وسيطرت عليّ حالة من التعب، كنت مفجوعاً، قلت لنفسي إنني لو سحمت له بالدخول، لكنت شعرت أنني شريك في قتل كل هؤلاء الناس الأبرياء".

وكان سالم ضمن فريق أمن يتألف من 150 رجلاً، وهي المرة الأولى التي يذهب بها للحراسة في الملعب، وتلقى قبل اتجاهه إلى العمل تحذيراً من ابنته الصغيرة، بوجوب الانتباه، بعد إخلاء بعثة المنتخب الألماني للفندق الذي كانو يتواجدون فيه على إثر الاشتباه بوجود قنبلة معدّة للتفجير. وتواجد المهاجر الموريتاني عند البوابة "L"، وأكد أنه كان فرحاً بوجود هذا الحشد الكبير وروح الدعابة والمرح تسيطر على المشجعين.

وبينما كانت الحشود تتدفق إلى أرضية الملعب، والأعداد إلى ازدياد، شاهد سالم الذي كان حذراً بشدة، شاباً عربياً يرتدي سترة سوداء، وكان يحاول المرور بين المشجعين بسرعة، حيث اندفع للدخول إلى الملعب دون أن يراه أحد. تورابالي في تلك اللحظة أوقفه بعد أن بدت ملامحه وتصرفاته مثيرة للشك، إذ أجرى مكالمات هاتفية، ليحاول بعدها الدخول من بوابة أخرى، فاندفع رجل الأمن المسلم نحو زميله، وحذره مباشرة، فانتبه الانتحاري لذلك، واختفى عن الأنظار.

في تلك الدقيقة لم يكن سالم على دراية بأن ابن العشرين عاماً يحمل حزاماً ناسفاً، ولكن ما إن مضت 50 دقيقة، حتى سمع صوت الانفجار، إلا أنه لم يدرك ما الذي حصل، ولم يربط تواجد الحديفي بهذه الأحداث، لكن بعد أن عرضت عليه مجموعة من الصور من قبل الشرطة تمكن من التعرف على وجه وملامح الانتحاري الإرهابي الذي غطي وجهه بالدماء.

ويقول تورابالي عن تلك اللحظة: "لم أشعر بالخوف طوال حياتي بهذا الشكل، لقد شعرت بذلك داخل معدتي، كنت خائفاً من الذهاب إلى الموت، فكرت في عائلتي، زوجتي وابنتي، ثم فكرت مباشرة بالرجل الأكثر أهمية في المباراة، وهو الرئيس فرانسوا هولاند". ولكن ذلك لم يمنعه من مساعدة صديقه المصاب، حين اتجه للبوابة "دال" وقال عن ذلك: "كان هناك الكثير منا في موقع الانفجار، كنا من دون قيمة، شاهدت بعدها ثلاثة عمال جرحى، كانوا يصرخون من شدة الألم، والدماء تسيل منهم، كل ما فعلوه هو القيام بعملهم، وأخذ أجر زهيد، ساعدتُهم، وحاولت أن أزرع الطمأنينة في أنفسهم، وبأنهم سيبقون على قيد الحياة، لكنني تصورت في تلك اللحظة أنني قد أكون بعد قليل ضحية مثلهم على الأرض خاصة بعد مجيء الإسعاف ومشاهدتي لأمر مروع".

تراجع بعد ذلك رجل الأمن المسلم إلى الوراء، وبقي لوقت متأخر قرب الملعب، على أثر الانفجار الثالث، للبحث عن ضحايا أو مصابين لمساعدتهم، ومن ثم ركب القطار وعاد أدراجه إلى البيت، الذي وصله في تمام الساعة 1:30، وحاول حينها النوم لكنه شعر بالقلق: "لم أكن قادراً على النوم، وكنت أستعيد شريط ذكريات الساعات الماضية المروع".

ومع انتشار قصته عقب الأحداث الدموية في باريس، أشيد بسالم البطل، حيث استقبله رئيس البلدية لو بلان ميسنيل، وعقد معه جلسة سرية لتهنئته. وسالم حالياً يخشى من المجزرة الآتية، بعد أقل من عام على قتل 17 شخصاً في أحداث شارلي إيبدو، وأن هذه الأعمال تزيد من الفهم الخاطئ لصورة الإسلام، وختم حديثه بالقول: "هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بذلك هم منتحلون، يقدمون رسالة خاطئة، جئت إلى فرنسا عندما كان عمري 16 سنة، هذا هو البلد الذي نجحت فيه، أنا فخور بأن أكون فرنسياً".

زر الذهاب إلى الأعلى