احتفاء باليوم العالمي للتوقيع على اتفاقية حقوق الطفل وتحت شعار(واقع الطفولة المعاش)، نظم ملتقى (مدار) الحقوقي التابع لمؤسسة مدار القانونية صباح اليوم الأربعاء بمقر نقابة المحامين فرع صنعاء فعالية احتفالية حضرها العديد من الأكاديميين والحقوقيين والإعلاميين..
وفي كلمة الملتقى رحب نضال زيدان بالحضور الذين تفاعلوا مع الملتقى سواء كانوا حضورا أو مشاركين أفرادا أو مؤسسات ممثلة بمنظمة سياج لحماية الطفولة ونقابة المحامين وغيرهما وقال زيدان نتمنى إبراز واقع الطفولة المعاش ومشكلاته في اليمن منوها إلى ضرورة العمل سويا لإيجاد الحلول المناسبة للتغلب على هذه المشكلات والمعوقات والمساهمة في نشر ثقافة الطفل..
من جانبه دعا عضو لجنة الحريات وحقوق الإنسان بمجلس النواب شوقي القاضي إلى ضرورة القضاء على أحد أهم معوقات التنمية في بلادنا وهو الفقر والذي بحسب القاضي يشكل عقبة كؤود في وجه التنمية والتنوير بالإضافة إلى العوامل الأخرى كالفساد والرشوة والأمية وانخفاض جودة التعليم في المدارس العامة والخاصة.
مشددا على ضرورة اهتمام منظمات المجتمع المدني بقضايا الأطفال ومعاناتهم منها على وجه الخصوص زواج الصغيرات التي وصفها بأنها أصبحت ظاهرة في المجتمع اليمني بحسب دراسات عزاها القاضي إلى مركز دراسات المرأة والتنمية التابع لجامعة صنعاء وجاء فيها أن نسبة زواج الصغيرات في المجتمع اليمني تساوي 52% في الريف والحضر. وأوضح رئيس المنظمة اليمنية لتنمية المجتمع ان زواج الصغيرات لا يتفق مع أهداف ومقاصد الزواج التي تشمل الإنجاب والمحافظة على النسل وقيام الأسرة بمسئولياتها وواجبها كلبنة في المجتمع وغير ذلك من المتطلبات الحياتية.
كلمة القاضي تبعتها مداخلات وتعقيبات من قبل أكاديميين ومختصين ساهمت في إثراء الموضوع وإغنائه المعلومات والحقائق والتوضيحات. ودعا الشيخ شوقي في نهاية التعقيبات والمداخلات إلى أهمية حل المشاكل الأخرى للطفولة والمرأة الجامعية وقضايا أخرى.
من جهته أكد أستاذ القانون الدولي بكلية الشريعة والقانون جامعة صنعاء الدكتور محمد نعمان أن اتفاقية حقوق الطفل وقعت في عام 1989م ودخلت حيز التنفيذ بعد ذلك بسنة على عكس بقية الاتفاقيات الأخرى التي أخذت عشرات السنوات حتى تقر، مضيفا بأن اليمن وقعت على الاتفاقية بعد دخولها حيز التنفيذ، وأنه بالرغم من توقيع الاتفاقية عالميا إلا أن هناك أطفال في جميع أنحاء العالم ما زالت تنتهك حقوقهم ويحرمون من ابسط متطلبات الحياة، وتابع قائلا إن مسؤولية حماية الأطفال لا تقتصر على الدولة فقط بل يجب على الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والاتحادات المختصة الاشتراك في هذه المسؤولية.
رئيس منظمة سياج لحماية الطفولة أحمد القرشي قال في كلمته: أنه وبالتزامن مع هذه الاحتفالية يوجد ألاف النازحين في عدد من المحافظات جراء ما وصفها بفتنة التمرد والتخريب الحوثية.. مضيفا أن المنظمة نزلت إلى مخيم المزرق بحجة وأن أوضاعهم المأساوية ما تزال بحاجة إلى جهود إضافية إلى جانب الجهود الحكومية وجهود منظمات الإغاثة.
داعيا كافة الجهات ذات العلاقة إلى مواجهة مشكلة النازحين وما يترتب عليها من حرمان الأطفال من التعليم والصحة والأمان.
الجدير بالذكر أن ملتقى مدار الحقوقي يشرف عليه مجموعة من طلاب كلية الشريعة والقانون بجامعة صنعاء أبرزهم حسين محفل وعسير عبد الرحمن عمرو وزمزم القليسي، ويقوم بالعديد من الأنشطة الحقوقية ومنها النزول الميداني إلى دار ومحكمة الأحداث و دار الأيتام لتقصي أوضاع واحتياجات الأطفال.
هذا وقد تخلل الفعالية تقديم مسرحية معبرة عن أوضاع الأطفال وعددا من الأناشيد.