[esi views ttl="1"]
arpo37

أنباء متتابعة عن تدهور صحة مبارك وانشغال غربي بسيناريوهات خلافته

قال وزير الإعلام المصري ، أنس الفقى ، إن الأنباء الواردة مؤخرا حول تدهور صحة الرئيس حسني مبارك "83 عاماً"، هى أخبار غير صحيحة بالمرة، فالرئيس في حالة صحية جيدة، وهذا ما أعلنه الأطباء بعد عملية إزالة المرارة التى تمت في ألمانيا. وجاءت تصريحات الفقي ردا على إستفسار لوكالة "رويترز" .

وأضاف "نحن بالطبع نتفهم الاهتمام بهذا الموضوع نظرا للثقل الجغرافى والسياسى الذى تحظى به مصر، بالإضافة إلى دور الرئيس مبارك في الشرق الأوسط كقوة لحفظ الاستقرار، ولكن التقارير الاعلامية المنشورة حول صحة الرئيس تبنى فقط على الإشاعات والتكهنات، دون أى أساس من الصحة، بما في ذلك تقرير صدر مؤخرا مستشهدا بمصادر مخابراتية مجهولة".

وحسبما ذكر موقع "اخبار مصر" الالكتروني، أكد الفقى "على عكس ما تناقلته هذه التقارير، فالرئيس مبارك لم يجر أى فحصوصات طبية ولم يدخل المستشفى خلال زيارة العمل التى قام بها مؤخرا لباريس، كذلك فإن التقارير حول زيارته لألمانيا مرة أخرى لتلقى العلاج هى أيضا تقارير غير صحيحة".

وصرح الوزير أن هذا يتناقض مع الشفافية الكاملة التى حرص عليها الرئيس بنفسه خلال فترة علاجه مؤخرا في مستشفى هايدلبرج الألماني والتى قدم خلالها فريق علاجه تقارير يومية عن حالته.

كما أشار إلى أن الرئيس مبارك يواصل برنامجه كاملا، وخلال الأيام العشرة الأخيرة سافر الرئيس إلى الجزائر لتقديم العزاء للرئيس الجزائرى عبدالعزيز بوتفليقة في وفاة شقيقه، كما التقى الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى في باريس، وعند عودته إلى مصر شهد مراسم تخرج العديد من دفعات الكليات العسكرية، كما عقد مباحثات متعمقة خلال لقاءاته مع كل من الرئيس الفلسطينى محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو والسيناتور جورج ميتشل المبعوث الأمريكى إلى الشرق الاوسط، كذلك فقد التقى الرئيس مبارك هذا الأسبوع الرئيس الصوم إلى وسيلتقى غدا "اليوم" الأربعاء الرئيس التركى، كما سيوجه بيانا إلى الأمة بمناسبة ذكرى ثورة يوليو.

في غضون ذلك، ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة "الأسبوع" المستقلة، أن الرئيس مبارك سوف يقوم بزيارة إلي أوغندا يوم السبت المقبل يناقش خلالها مع نظيره الأوغندي قضية الخلافات الناشبة.بين مصر والسودان من جهة ودول حوض النيل من جهة أخري حول أزمة مياة النيل.

ومن المتوقع أن يطلب مبارك من الرئيس الأوغندي التوسط لدي أثيوبيا وبعض الدول الإفريقية الأخري لمراجعة الاتفاقية الإطارية الموقعة بين عدد من دول حوض النيل مع ضرورة الحصول علي تعهدات من دول المنبع للحفاظ علي استمرار حصة مصر من المياه والبالغة 55 ونصف مليار متر مكعب سنوياً وعدم بناء أية سدود علي نهر النيل إلا بالاتفاق مع القاهرة.

"صحة مبارك زي الفل"

وتاتي تصريحات الفقي بعد ساعات من نفى وزير الدولة لشؤون المجالس النيابية في مصر د. مفيد شهاب، التقارير الأخيرة عن تدهور صحة مبارك، مؤكدا في تصريحات لصحيفة "الجريدة" الكويتية أن "الريس بصحة جيدة وحالته زي الفل، وبخير، ولن يصيبه مكروه بإذن الله".

وقال شهاب وهو عضو أيضاً في أعلى هيئة في الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم: "الرئيس قام بأربع جولات على الكليات العسكرية خلال الأيام القليلة الماضية، واليوم الثلاثاء، سيزور أكاديمية الشرطة، وغدا الأربعاء سيزور الكلية الحربية".

واستطرد: "جميعنا رأينا الرئيس مبارك، في غاية النشاط يوم الأحد، حيث أجرى 4 مقابلات مهمة، وحضر حفل تخريج دفعة الكلية الفنية العسكرية"

وأكد شهاب أن "التقارير الصحافية التي تنشرها الصحف الإسرائيلية والأميركية عارية تماما من الصحة، والرئيس مبارك بخير".

كانت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية ذكرت في عدد سابق لها أن الدوائر الأمريكية باتت قلقة علي مستقبل الحكم في مصر، حيث تقف القاهرة علي مشارف الانتخابات الرئاسية دون أن يكون واضحاً أو معلناً هل سيرشح الرئيس مبارك نفسه أم يقرر الاكتفاء بفتراته الخمس نظراً لظروفه الصحية ويتقدم للترشيح شخصية أخري.

اضافت، إن الولايات المتحدة تخشى من احتمالات دخول مصر في حالة فوضي سياسية، مشيرة إلى رفض الرئيس المصري دعوة نظيره الأمريكي باراك أوباما بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، زاعمة أنه فشل في تأسيس ائتلاف يضم المؤسسات السيادية لتسهيل تمرير السلطة لنجله جمال مبارك.

ولم يقل مبارك إنه سيرشح نفسه لفترة رئاسة سادسة في الانتخابات التي ستجرى العام المقبل، لكن محللين رجحوا اتخاذه قرارا بذلك في الوقت الذي يتكاتف فيه المعارضون لمنع ابنه جمال من الوصول إلى المنصب، رغم أنه يشغل حاليا منصب الأمين العام المساعد للحزب الوطني وأمين السياسات بالحزب.

إلا أن تصريحات رئيس مجلس الشورى المصري صفوت الشريف التي أكد فيها أن الحزب الوطني الحاكم يأمل في أن يكون الرئيس مبارك هو المرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وأنه أسطورة لا يمكن أن يكون هناك بديل عنه،تمهد الطريق أمام مبارك لفترة رئاسية سادسة.

الأمريكيون وصحّة مبارك

في نفس السياق، ذكرت تقارير صحفية أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية تراقب الحالة الصحية للرئيس المصري في ضوء التقارير التي أشارت إلى أنه "في مرحلة متأخرة من المرض".

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيليب كراولي، إنه "ما من أحد في الولايات المتحدة ينظر إلى ما بعد مبارك، لأنه ما زال رئيساً لمصر، ونحن نعتمد عليه وعلى حكومته لممارسة دور مهم يؤدونه في أمن الشرق الأوسط واستقراره".

ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية عن ثلاثة مسؤولين أمريكيين، لم تكشف هوياتهم، قولهم إن "مجلس الاستخبارات القومي الأمريكي والقيادة المركزية الأمريكية، طلبا من محللين استخباريين وضع سيناريوهات لما بعد وفاة مبارك وكيفية تأثير رحيله على مسألة انتقال السلطة في مصر".

وزعم الخبير في الشؤون المصرية في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، ستيفن كوك، أنه "خلال زيارته الأخيرة إلى العاصمة المصرية قبل شهرين، قال له كثيرون إن الرئيس المصري ليس في صحة جيدة. وتم اعداد طابق كامل في مستشفى المعادي العسكري في القاهرة لعلاج مبارك"، مشيراً إلى أنه سمع كذلك أنهم "يمدّونه بشيء يجعله قادراً على أداء وظيفته كي يتمكن من عقد هذه الاجتماعات، ويشارك في أحداث عامة".

فيما أوضح مسؤول رفيع المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية أن "الحكومة المصرية ستجد نفسها أمام اتخاذ قرار تاريخي بعد رحيل مبارك، وعليها أن تأخذ في الاعتبار رغبات الشعب المصري الذي يطالب بمزيد من الانفتاح بعد سنوات من الحكم السلطوي".

وحسبما ذكرت صحيفة "الأخبار" اللبنانية في عددها الصادر الثلاثاء، رأى هذا المسئول أن "الحملة الرئاسية بدأت بطريقة ما، ورغم بعض الانفتاح في المجتمع المصري، إلا أنه ليس كافياً لتنافس المرشحين فعلياً، مع العلم بأن لدى أكثر من واحد فرصة للفوز".

وتابع المسؤول: "مبارك رئيس لمصر منذ 30 سنة، وسيكون رحيله حدثاً تاريخياً عند حصوله"، مشيراً إلى أن نجله جمال مبارك ، 47 عاماً، هو "بديل محتمل، ولكن يبدو أن المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، محمد البرادعي، مستعد للمنافسة على الرئاسة في ظل ظروف محددة".

وأشارت الصحيفة إلى أنه "مع رفض مبارك اختيار نائب له، وهو الشخص الذي سيكون بالتالي مرجّحاً لخلافته، فإن التعديلات الدستورية الأخيرة بشأن الترشّح للرئاسة تعزز من فرصة جمال مبارك الذي يترأس لجنة السياسات في الحزب الوطني الديموقراطي الحاكم في مصر".

وذكرت أنه "وفقاً للدوائر السياسية الأمريكية، هناك منافسون محتملون لجمال من داخل المنظومة العسكرية، مثل رئيس الاستخبارات عمر سليمان، إلا أنهم ليسوا أعضاءً رسميين في الحزب الحاكم".

مزاعم صحفية

كانت صحيفة "السفير" اللبنانية ذكرت في عددها الصادر الثلاثاء الماضي، أن الرئيس مبارك سيتوجه إلى ألمانيا خلال اليومين المقبلين، في رحلة علاجية جديدة في مدينة ميونيخ تستمر عشرة أيام.

وزعمت أن هذه الزيارة تأتي بعد مرور أربعة أشهر فقط على خضوع مبارك لعملية جراحية في مستشفى هايدلبرج الجامعي بألمانيا لاستئصال الحوصلة المرارية وزائدة لحمية في الاثني عشر، تسببت بغيابه عن مصر لمدة ثلاثة أسابيع، وأثيرت خلالها تكهنات حول خطورة وضعه الصحي، وتأثير ذلك على مستقبل الحكم في مصر.

وصاحب غياب مبارك والذي دخل عامه ال "83" في مايو/ايار الماضي، شائعات عن تدهور وضعه الصحي، حتى بعد عودته إلى مصر في السابع من مارس/آذار الماضي.

ولأن ظهوره الإعلامي بات منتظماً بعد ذلك، تراجعت الشائعات حول "صحة الرئيس"، وكادت تنسى، إلا أن الحديث عن هذه القضية أثير مجدداً بعدما نشرت صحيفة "هآرتس" العبرية تقريراً في السابع من يوليو/ تموز الحالي، عقب زيارة مفاجئة قام بها مبارك لفرنسا، زعم أن هناك تحولا في الوضع الصحي للرئيس المصري، واحتمال إصابته بالسرطان، مشيراً إلى أنّه أجرى عدداً من التحاليل الطبية خلال هذه الزيارة.

يذكر أن مبارك أجرى في السادس من مارس/اذار عملية جراحية ناجحة بمستشفى هايدلبرج الألماني لإزالة الحوصلة المرارية والالتصاقات المحيطة بها، وكذلك إزالة الزائدة اللحمية في الجزء الثاني من الاثني عشر بطريقة أمنة للغاية، حسبما ذكر بيان صادر من المستشفى.

وأصدر الرئيس قبل خضوعه للجراحة قراراً جمهورياً بتولي الدكتور أحمد نظيف- رئيس مجلس الوزراء- جميع اختصاصات رئيس الجمهورية طبقاً للمادة "82" من الدستور إلي حين عودته إلي مباشرة مهامه.

وهذه المرة الثانية التي يفوض فيها مبارك رئيس الحكومة صلاحياته، وكانت المرة الأولى في يونيو/ حزيران 2004 عندما أجرى جراحة في الظهر في ألمانيا أيضاً ونقل صلاحياته إلى رئيس الحكومة آنذاك الدكتور عاطف عبيد.

وكان مبارك سقط مغشياً عليه خلال القائه خطاباً داخل البرلمان المصري في العام 2003 لكن الأطباء في حينه أرجعوا ذلك إلى تناوله عقاراً ضد الانفلونزا، مما عرّضه إلى حال من الدوار.

وفي عام 2004 أجرى مبارك عملية جراحية في العمود الفقري في مستشفى ميونيخ في ألمانيا بعدما فشلت جهود الأطباء في أن يؤدي العلاج الطبيعي إلى "تحسن سريع في الألم" الذي كان يعانينه آنذاك. وأصدر مبارك وقتذاك قراراً بنقل صلاحياته إلى عبيد الذي ترك موقعه في تغيير وزاري في الشهر التالي.

زر الذهاب إلى الأعلى