[esi views ttl="1"]
arpo28

نفوذ الحوثيين بشمال اليمن يتسع والقبائل تحذر

تشهد منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران جنوب صعدة شمالي اليمن هدوءا نسبيا بعدما شهدت بنهاية يوليو/ تموز الماضي معارك ضارية قتل فيها العشرات من المتمردين الحوثيين وقوات الجيش وأفراد القبائل، وأسر أثناءها 228 جنديا وفردا من قوات الحكومة والقبائل.

ويرى مراقبون أن قيام قطر بمساع حميدة لدى الحوثيين بطلب من الدولة اليمنية، قد ساهم في استقرار الوضع وهدوئه، لكن بعد استتباب الأمر للحوثيين وسيطرتهم على موقع الزعلاء العسكري الإستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة.

وقال المتحدث باسم جماعة الحوثي محمد عبد السلام، خلال اتصال مع الجزيرة نت، إن هناك تواصلا مع القطريين لتطبيع الوضع وتهدئته، وأكد أن "الطرق مفتوحة والناس يتحركون بحرية، ولا توجد أي إشكالية أمنية".

وجدد الترحيب بالمساعي القطرية وتقديمهم التسهيلات التي تساهم وتعزز تطبيع الوضع وإنهاء الأزمة، والوصول إلى حل يضمن طي صفحة الماضي بكل جراحاته في سفيان ومحافظة صعدة عموما.

ورأى الناطق الحوثي أن ما حدث مؤخرا بمديرية حرف سفيان كان حادثة استثنائية وأن الوضع الميداني هادئ، وأنه لا وجود للمتمردين بأي مواقع عسكرية مشيرا إلى أن اللجان المشرفة على اتفاق وقف النار تقوم بعملها دون مشاكل.

من جهته أكد عضو اللجنة الدائمة عن حرف سفيان بحزب المؤتمر الشعبي الحاكم هدوء الوضع بالمديرية، وتمنى عدم تفجره مجددا.

وأشار الشيخ بكيل حبيش بحديث للجزيرة نت إلى أن الحوثيين يسيطرون على المنطقة بشكل عام، سواء قبل سقوط موقع الزعلاء بأيديهم أو بعد ذلك، معتبرا أن الدولة غائبة بشكل تام.

تصفية حسابات
وقال إن هناك تصفية حسابات يقوم بها الحوثيون تجاه القبائل التي ساندت الدولة أثناء الحرب، حيث يعتبرون هذه القبائل "منافقين وعملاء للسلطة"، مشددا على أنه رغم اتفاق الحكومة مع الحوثيين على وقف النار فإنه (الاتفاق) لم يشمل القبائل.

واعتبر الشيخ حبيش أنه من المفترض أن يحتسب أي اعتداء من الحوثيين ضد القبائل كخرق لاتفاق وقف النار، مشددا على دخول القبائل ضمن إطار الاتفاق و"أن يحدث صلح عام بالمنطقة حتى لا تبقى بؤرة لتفجر الصراعات مجددا".

إلى ذلك أبلغت مصادر محلية بمديرية حرف سفيان الجزيرة نت أن هدوءا حذرا تشهده المنطقة حاليا "لكن الوضع قد ينفجر في أي لحظة".

وترى المصادر أنه في وقت يشعر فيه رجال القبائل أن الحوثيين بسطوا سيطرتهم على مناطق تابعة لهم، فإن الجانب الحكومي يبدو غير قادر على المواجهة.

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن الحوثيين باتوا يمدون نفوذهم وسيطرتهم على كامل محافظة صعدة، ومديرية حرف سفيان بمحافظة عمران، إلى جانب سيطرتهم على مديريتين بمحافظة الجوف.

وأضافت أن الحوثيين يتفوقون على القبائل بنوعية السلاح، إلى جانب التكتيك القتالي والخبرة الميدانية بحرب العصابات، بالإضافة إلى المخزون البشري من المسلحين.

إستراتيجية حوثية
من جانبه رأى الخبير الميداني محمود طه أن لدى الحوثيين إستراتيجية يعملون على تنفيذها، وتتمثل في التوسع، وتمشيط مديرية حرف سفيان والسيطرة التامة عليها، ومن ثم الانتقال إلى الجبل الأسود جنوبا حيث تتركز قوات العمالقة (الحرس الجمهوري) وعدد من الألوية العسكرية التي تتمركز هناك وتنطلق منه القوات باتجاه سفيان وصعدة.

وتوقع طه أن يتجه الحوثيون إلى محافظة حجة غربا، بعد سيطرتهم على مديريتين في محافظة الجوف شرقا، مشيرا إلى أن هدف هؤلاء على ما يبدو هو الوصول إلى العاصمة صنعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى