ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أن الولايات المتحدة شنت منذ عام تقريبا حربا سرية ضد تنظيم القاعدة في اليمن، ولكن على ما يبدو لم يكن النجاح حليفها، فالمسلحون غير متأثرين بالحملات التي تشنها واشنطن، في الوقت الذي تسعى فيه حكومة اليمن لدرء الضغط الأميركي لتصعيد مستوى القتال.
واعتبرت الصحيفة أن نظام الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح، نظام ضعيف واهن، يعتمد بقاؤه على ولاء القبائل والتحالفات مع المتشددين المسلمين. وتخشى السلطات اليمنية شن قتال عنيف ضد القاعدة، لأنه سيتسبب في نهاية المطاف بعزل السكان المسلمين المحافظين والذين تنتشر بين صفوفهم المشاعر المناهضة للولايات المتحدة الأميركية، لذا يعتمد التكتيك اليمني في كثير من الأحيان على التفاوض مع القبائل في محاولة لإقناعهم بتسليم المسلحين الهاربين. ويؤكد المسؤولون اليمنيون أن واشنطن تضغط عليهم في محاولة لحثهم على تبني نهج أكثر عنفا.
ونقلت نيويورك تايمز عن ياسر العوضي، وهو نائب بارز قريب من الرئيس اليمني الذي حكم البلاد على مدار 32 عاما، قوله «الأميركيون يضغطون بشدة ولكن الحكومة تقاوم بشدة أيضا».
ولفتت الصحيفة إلى أن مسلحي القاعدة عززوا من وجودهم في اليمن على مدار أعوام كثيرة، وصنعوا لهم معاقل آمنة مع القبائل التي تقطن الجبال التي لا تخضع لسيطرة صنعاء، ولكنهم على ما يبدو تمكنوا من تعزيز نفوذهم الدولي الذي ظهرت مخاطره جلية في ديسمبر الماضي، عندما شنوا محاولة فاشلة يوم الاحتفال بعيد الميلاد لتفجير طائرة في الولايات المتحدة الأميركية.