[esi views ttl="1"]
arpo37

السودان يرفض المساومات الأمريكية بشأن أبيي

أعلن السودان الاثنين رفضَه للمساومات التي قدّمتها الولايات المتحدة بشأن النزاع المتعلق بالاستفتاء في منطقة أبيي، بعدما قدمت واشنطن عرضًا برفع الخرطوم من قائمة الدول الراعية لما يسمى "الإرهاب" إن مضى هذا الاستفتاء وآخر بشأن انفصال الجنوب في الموعد المقرّر.

وكان مسئولون أمريكيون قد قالوا: إنّ الولايات المتحدة سترفع اسم السودان من قائمتها للدول التي تَرْعَى ما يسمى ب"الإرهاب" بحلول يوليو 2011 إذا أجري استفتاء أبيي في موعده في التاسع من يناير وهو نفس الموعد المقرر لإجراء الاستفتاء على انفصال الجنوب عن الشمال.
وتَمّ الاتفاق على إجراء الاستفتاءين في اتفاق سلام أُبْرِم عام 2005 وأنهى حربًا بين الشمال والجنوب كانت أطول حرب في القارة الإفريقية. لكن الجانبين اختلفَا حول ترتيبات الاستفتاء على ضمّ أبيي للشمال أم للجنوب مما أثار مخاوف من تأجيله ومن حدوث استفزاز يؤدّي لتجدد الصراع.

ويتركز الخلاف على قبيلة المسيرية التي تتنقل في منطقة أبيي لبضعة أشهر كل عام لرعي أغنامها.

ويرى حزب المؤتمر الوطني الحاكم أنّ أبناء القبيلة يجب أن يدلوا بأصواتهم في الاستفتاء في حين تقول الحركة الشعبية لتحرير السودان في الجنوب: إن أبناء المسيرية لا يعيشون في المنطقة بشكل قبيلي متكامل ومن ثم لا يمكنهم المشاركة في استفتاء أبيي.

وأوضح إبراهيم غندور المسئول البارز بحزب المؤتمر الوطني أنّ المشكلة مازالت قائمة وهو ما يعني أن من غير المرجح إجراء استفتاء أبيي في حينه.

وقال في تصريح لوكالة "رويترز": "ما من جائزة على وجه الأرض، لا قائمة الإرهاب ولا غيرها يمكن أن تقنع حزب المؤتمر الوطني بحرمان المسيرية أو غيرهم من سكان أبيي من حق المشاركة في الاستفتاء."

وأضاف غندور: "ما من سبيل لضمّ أبيي للجنوب دون استفتاء" لكنه أضاف أن حزب المؤتمر الوطني يتقبل فكرة التوصل لشكل من أشكال التسوية يكفل حقوق كل مواطني المنطقة.

واستعان حزب المؤتمر الوطني بأبناء المسيرية في القتال مع الجنوب خلال سنوات الحرب الأهلية. ومن المرجّح أن يؤيد أبناء القبيلة الوحدة لحماية ما يتمتعون به من حقوق الرعي.

وقال الجيش الشعبي لتحرير السودان إنه يمكن التوصل لتسوية من خلال ضمّ أبيي للجنوب وإعطاء قبيلة المسيرية حقوق مواطنة وتقديم تعويض مالِي للشمال لتخفيف الأثر الاقتصادي المترتب على انفصال الجنوب.

ويأتِي أكثر من نصف إنتاج السودان النفطي وهو 470 ألف برميل يوميًا من الجنوب الذي يريد أن يحتفظ بإيرادات النفط كاملة في حالة استقلاله.

وتأجلت أيضًا ترتيبات استفتاء الجنوب واختصرت اللجنة المكلفة بإنجازها إجراءات عديدة لوضع جدول محكم يتضمن بدء تسجيل أسماء الناخبين في 15 نوفمبر.

وأودى الصراع بين الشمال والجنوب بحياة نحو مليوني شخص توفي معظمهم بسبب الجوع والمرض كما تسبب في زعزعة الاستقرار بمعظم أنحاء شرق إفريقيا.

زر الذهاب إلى الأعلى