كشفت مصادر مطلعة في صنعاء لـ"العربية.نت" عن سر عدم ظهور نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض إعلامياً للتعليق على المشهد الراهن في اليمن،
مشيرة إلى أن رموز المعارضة اليمنية في الداخل والخارج طلبوا من البيض الذي يقيم في احد البلدان الاوروبية بأن يبقى بعيدا ويمتنع نهائيا عن الإدلاء بأي تصريح أو حديث إعلامي خشية أن يصب ذلك في مصلحة الرئيس علي عبدالله صالح وينعكس سلبا على المتغيرات التي تشهد يوما عن يوم انضمام قطاعات واسعة من القيادات العسكرية والأمنية والسياسية وزعماء القبائل إلى ثورة التغيير وساحات التظاهرات والاعتصامات.
وقالت هذه المصادر لـ" العربية نت " إن التظاهرات الاحتجاجية التي تعم مختلف المدن اليمنية خلقت حالة توحد حقيقي بين اليمنيين حيث أسقط أبناء المحافظات الجنوبية الشعارات الانفصالية التي كانت تنادي بفك الارتباط، ورفعوا جنبا إلى جنب مع إخوانهم من أبناء المحافظات الشمالية شعارا واحدا يطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح. وأن أي ظهور لعلي سالم البيض الذي ينادي بفك الارتباط ويدعو الجنوبيين إلى التخلص مما أسماه الاحتلال الشمالي سيكون في مصلحة الرئيس صالح.
معنويات البيض "مرتفعة"
ونقلت هذه المصادر عن معارضين على تواصل مع البيض قولهم إن علي سالم البيض يعيش حالة نفسية منتعشة، وقد استعاد ابتسامته بعد أن بات على يقين أن الرئيس صالح يعيش أصعب مرحلة في تاريخه السياسي ويمكن أن يتنحى في أي لحظة أو يرحل شاربا من نفس الكأس التي أذاقها البيض عام 1994 حين دعاه لتسليم نفسه إلى اقرب قسم شرطة.
ويرى المحلل السياسي عبدالعزيز المطوع أن البيض الذي التزم الصمت 15 عاما خلال اقامته في سلطنة عمان ولم يظهر من اخباره حينها سوى قصة الزفاف الأسطوري لابنته تماني من الفنان اللبناني ملحم زين كان يحلم باللحظة التاريخية التي يرى فيها حلفاء صالح يتخلون عنه وينضمون إلى خصومه والمطالبين برحيله.
ونوه إلى أنه من الطبيعي أن علي سالم البيض ينتظر بفارغ الصبر سقوط صالح وبخاصة أنه كان رئيسا وجاء إلى الوحدة ليسلم لصالح دولة كاملة ويصبح هو نائب رئيس، ثم بعد ذلك يجد نفسه وقد تم تصنيفه من شريك في صنع الوحدة إلى انفصالي وخائن ومطارد.
وكان علي سالم البيض المولود عام 1939 في مديرية قصيعر بمحافظة حضرموت الامين العام للحزب الاشتراكي اليمني والرئيس الفعلي لجنوب اليمن خلال الفترة من 1986 إلى 1990.
وفي 22 مايو/أيار 1990 أعلن البيض مع الرئيس صالح عن قيام الوحدة اليمنية حيث أصبح صالح رئيسا لمجلس الرئاسة المشكل من خمسة أعضاء والبيض نائبا له ليتم تقاسم السلطة بين حزب المؤتمر الشعبي العام ( حزب الرئيس صالح ) والحزب الاشتراكي اليمني ( حزب البيض )، غير أن السنوات الأولى للوحدة اليمنية شهدت خلافات وأزمات سياسية انتهت بقيام الحرب بين الطرفين واعلان البيض في 21مايو 1994 عن جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية والعودة إلى ما قبل الوحدة . وفي السابع من يولو من نفس العام خسر البيض وحلفائه المعركة ليلجأ إلى سلطنة عمان التي منحته الجنسية بشروط تتضمن عدم قيامه بأي نشاط سياسي. وقد رفعت الحكومة اليمنية دعاوى قضائية بحق من وصفتهم بقائمة الـ16 الانفصالية حيث اصدرت محكمة يمنية في 1997 حكما بالاعدام على نائب الرئيس السابق علي سالم والبيض ورئيس الوزراء الاسبق حيدرالعطاس وثلاثة أخرين من قيادات الحزب الاشتراكي وأحكاما بالسجن على بقية رفاقهم.
وفي 21 مايو 2009 و عشية الذكرى الـ19 للوحدة اليمنية ,وفي إستجابة منه لدعوات الحراك السلمي الجنوبي أنتقل على سالم البيض إلى أوربا وأعلن نيته السعي لفك الإرتباط بين جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية -التي يمثلها باعتباره رئيسها عند توقيع الوحدة- والجمهورية العربية اليمنية مطالبا الدول العربية والعالم بتاييد مطالبه لإعادة الدولة الجنوبيه باعتبار أن الوحدة السلمية إنتهت بعد حرب 1994 وما نتج عنها من احتلال للجنوب من الشمال حسب تعبيره.