طوال فترة حكم الرئيس اليمني، المنتهية ولايته، علي عبد الله صالح ظل الدكتور عبد الكريم الارياني حاضرا ومؤثرا في الساحة السياسية، حتى وان كان خارج المناصب التنفيذية، فهو كان ولا يزال يعرف بمهندس العلاقات اليمنية الاميركية, لكنه بات مؤخرا من ابرز الداعمين لانتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا جديدا لليمن، كما انه بات أبرز المرشحين لمنصب نائب الرئيس.
والارياني، المولود في عام 1934 في محافظة اب، ينحدر من اسرة كانت جزءاً من الحكم في مختلف مراحل اليمن، وان غلب عليها الانتماء إلى حزب البعث, غير ان الرجل الذي حصل على شهادة الماجستير والدكتوراه في العلوم الزراعية من الولايات المتحدة في عام 1967, وتولى أول حقيبة وزارية عام 1977، برز كأحد اركان حكم الرئيس صالح عندما عين رئيسا للوزراء في عام 1980، وشغل هذا المنصب أكثر من مرة كان آخرها خلال الفترة 1998-2001.
مهندس علاقات
وعرف الارياني بمهندس العلاقات بين نظام الرئيس صالح والولايات المتحدة، كما أمسك الارياني بالدبلوماسية اليمنية من خلال موقعه على راس وزارة الخارجية، وخصوصا عقب توحيد شطري اليمن في عام 1990, وحمل حينها المسؤولية عن الموقف الذي اتخذته صنعاء من الغزو العراقي لدولة الكويت، حيث ذهب إلى البرلمان ليبرر موقف اليمن في مجلس الامن الدولي المتحفظ على قرار ارسال قوات دولية لتحرير الكويت, كما حمل مسؤولية الموقف الغربي تجاه الحرب الاهلية عام 1994، والتي هزمت فيها قوات الحزب الاشتراكي على يد القوات الموالية لصالح.
ولان الارياني صاحب توجهات ليبرالية، ازداد قربا من الغرب وتوجهاته، حتى اصبح رمزا لتلك التوجهات, إذ اطلق تصريحات عنيفة ضد المتمردين الحوثيين في شمال البلاد وضد المطالبين بانفصال جنوب البلاد عن شمالها, لكنه مع ذلك ظل على صلة وثيقة مع مختلف القوى السياسية ومحل احترام لدى هذه القوى ولدى النخب السياسية والثقافية.
العودة للواجهة
ومع اندلاع الثورة الشعبية ضد نظام حكم الرئيس صالح في فبراير 2011، عاد الارياني إلى واجهة الاحداث مع انه كان خارج اطار مركز صناعة القرار بصورة مباشرة، حيث كان يشغل منصب المستشار السياسي لرئيس الجمهورية منذ العام 2001, ولايزال يشغل نفس المنصب حتى الان إلى جانب منصبه التنظيمي كنائب لرئيس حزب المؤتمر الشعبي، الذي حكم به صالح البلاد نحو ثلاثين عاما.