من جانبه حذر د.عبدالله المسند عضو علم الفلك والباحث المناخي من ان العاصفة ستصل الخفجي قادمة من العراق وهي شديدة تحد من الرؤية الافقية بمساحه صفر بالمئة وبمساحة اجمالية تقدر بـ3900كم مربع وطول كتلة الغبار الرئيسية 1100كم وعرضها 500كم. وتضرب المناطق الشرقية ودول الخليج الكويت وقطر والبحرين والإمارات والمنطقة الوسطى من حائل شمالا إلى وادي الدواسر ثم الجنوبية وبعدها تضرب اليمن لتعود برياح جنوبية غربية وتضرب الغربية والبحر الأحمر وسواحل مصر وسيناء. وتقدر عاصفة الشبح الرملية حسب التقديرات الأولية انها اقوى موجه غبارية تضرب الجزيرة العربية من أكثر من عشر سنوات.
ومن ناحيته أوضح خالد الزعاق، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، أن "المواسم تنقسم إلى قسمين: مواسم انتقالية ومواسم انفصالية، والموسم هذا الذي نعيشه موسم انتقالي وأيضاً موسم انفصالي، ومن ميزات هذه المواسم أن تكون الأجواء مكفهرّة فتخلق سحابة غبارية كثيفة تشكلت في المنطقة الواقعة بين إيران والعراق، كما تخلقت سحابة غبارية ثانية فوق المنطقة الواقعة بين الكويت والعراق، فتماسكت الأيدي وتجاسرتا ودخلتا الحدود السعودية مروراً بجنوب العراق والكويت".
وذكر أن الشهور المنصرمة مرّت بحالة جفاف على المنطقة الواقعة بين العراق وإيران، وهي المغذي الرئيس للغبار الوارد إلى الخليج، ما جعل الرياح الشمالية الشرقية تعمل على تجفيف منابع تخلق السحب المحلية وعلى كسح السحب العابرة، وبذلك كانت السماء صحوة في كل تلك الفترة، حسب قوله.
وأضاف الزعاق أنه "جرت العادة الكونية على أن أي نظام طقسي مهما طالت مدته يخلفه نظام آخر مغاير، وهذا ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية، فدخل علينا نظام طقسي مستورد وأحدث هذا التدخل تصادماً جبهياً فتخلق الغبار".
وأشار إلى أنه من المنتظر أن لا ينقطع معين هذا الغبار حتى يتمايز الصيف الفعلي بعد شهرين من الآن، مضيفاً أنه "سيحمل الغبار أرضيته الثقيلة ويصعد إلى طبقات الجو العالية ويتمطى ويتمدد ويأخذ قسطاً من الراحة بين السحب، بينما تبقى أتربته الخفيفة عالقة على شماعة وجه السماء".
وكانت العاصفة الغبارية أثرت على حركة الطيران في دولة الكويت والموانيء واغلقت بعض المادرس ابوابها خلال مرور العاصفة بغبارها الثقيل فوق الكويت. وهو أيضا ما حدث في اليمن التي أعلنت غدا الثلاثاء عطلة مدرسية بسبب الغبار وتعطل مطار صنعاء الدولي لساعات.
يذكر أن دول الخليج ستكون مليئة بالغبار هذا الصيف، ولم يتوقف عند هذا الأمر، بل أن درجات الحرارة ستكون مرتفعة أيضا، وهو الأمر الذي يزيد معاناة المرضى والأطفال وأصحاب الربو وضيق التنفس.
وكان مصدر مخول في قسم التنبؤ الجوي في مطار بغداد تحدث عن تأثر العراق خلال الايام القليلة الماضية لمنخفض جوي قادم من البحر المتوسط رافقته كتلة هوائية دافئة نسبياً سببت ارتفاع في درجات الحرارة في عموم البلاد. ثم تقدم مرتفع جوي يوم السبت 17/3/2012 من اواسط اوربا رافقته كتلة هوائية باردة وجافة سببت انخفاضاً كبيراً في درجات الحرارة مما ادى إلى تصاعد الغبار وحدوث عواصف ترابية في اماكن متعددة من العراق ،حيث سببت تردي مدى الرؤيا على العموم ما بين 6-8 كم وفي الغبار 2-4كم وأقل من (1000)م في العواصف الترابية، والرياح كانت شمالية غربية معتدلة إلى نشطة السرعة 30-40كم/ساعة واستمرت في بعض الاماكن إلى أكثر من 5كم/ساعة . واضاف المصدر قائلاً : إنه من المتوقع أن تقل حالة الغبار تدريجياً ابتداءاً من ظهرهذا اليوم ومن المتوقع أن يكون يوم غد طقس صحو وبارد نسبياً مع غبار خفيف في بعض الاماكن .ومن الجدير بالذكر إن العواصف الترابية أثرت على حركة الطائرات المغادرة والقادمة في مطار بغداد الدولي وتسببت في تأخيرها.