[esi views ttl="1"]
arpo28

مجلة فورين بوليسي: هيكلة الجيش اليمني (1 - 2)

لكن لا يمتلك اي من الاثنين هادي أو الاشول اليد المطلقة في المهمة الملقاة على عاتقهم في عملية هيكلة الجيش و قوات الامن. و لحضور الاجتماعات، يتنقل هادي بين منزله و قصر في الطرف الاخر من مدينة مقسمة إلى مناطق تقع تحت سيطرة قوات متعددة و مرصعة بنقاط التفتيش. حتى الان حاول هادي لكنه فشل في اقناع الاطراف المتصارعة في اليمن بسحب قواتهم المسلحة و رجال المليشيا من صنعاء. و يعتمد الاستقرار حاليا على حفظ التوزان بين قوات الحرس الجمهوري تحت قيادة احمد علي، نجل صالح، و الفرقة الاولى مدرع تحت قيادة احد اقرباء صالح، اللواء علي محسن . كلا الفصيلين يعتمدان على الدعم الذي يتلقيانه من اصحاب المصالح الخارجيين الاقوياء.

ان الاولوية التي تفرضها المخاوف المتعلقة بمكافحة الارهاب، و السرعة التي توسع بها جماعة انصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة حضورها في محافظة ابين الجنوبية، يعمل على تعقيد النضال من اجل عملية هيكلة القوات الامنية. و خلال ايام من تنصيب هادي رئيسا للبلاد، قام مسلحون بمهاجمة احد معسكرات الجيش في ابين مما ادى إلى مقتل اكثر من 150 من الجنود الحكوميين. و كجزء من الحملة الاعلامية التي يشنها انصار الشريعة، فقد قاموا بعرض فيلم مصور على موقع يوتيوب يظهر انصار الشريعة و هم يبنون الطرق و يعيدون امدادات الكهرباء و يطبقون عدل القصاص الذي يشمل اعدام المتعاونين مع الحكومة اليمنية من خلال تزويدهم لها بمعلومات استخباراتية.

تواجه القوات اليمنية صعوبة في استعادة ابين، و مع ذلك فان الحكومات الغربية مترددة في النظر إلى ذلك الصراع على انه مقاومة. تظل مكافحة الارهاب، مركز اهتمام التدخلات الغربية بناء على مخاوف من ان البصمة المتنامية لجماعة انصار الشريعة، تعد بمثابة انتصار للقاعدة في الجزيرة العربية و تعزز من قدرات القاعدة في شبه الجزيرة العربية على شن هجمات على اهداف غربية. و مع ذلك فان تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية لم ينفذ هذا التهديد، حيث لم يحاول التنظيم شن هجمات كبرى في صنعاء أو خارج الحدود اليمنية خلال الـ16 شهر الماضية.

بمعنى ان المشكلة الحالية لديها جذور في القرارات السابقة ذات النظرة الضيقة. و خلال العقد الماضي فان الادارات الأمريكية المتعاقبة قامت بتدريب و تمويل وحدات صغيرة لمكافحة الارهاب تحت قيادة يحيى، ابن شقيق صالح، كما قامت ايضا بدرجة اقل بتدريب و تمويل قوات العمليات الخاصة اليمنية التي يقودها احمد علي.

و خلال عام 2011 ، عندما بدات جماعة انصار الشريعة بالسيطرة على مناطق في ابين، فضل يحيى ابقاء وحدة مكافحة الارهاب في صنعاء كقوة لحماية النظام بدلا من ارسالها إلى ميدان القتال. الان و في تحول من الاعتماد السابق على الوحدات الخاصة، فان المسؤولين الأمريكيين يعرضون تقديم استشارات مكافحة الارهاب لوحدات الجيش النظامي. كذلك هي تصورات المخاطر في ابين، و مع ذلك فان رعاية الولايات المتحدة لوحدات يحيى قد يستمر، حتى و ان استمر البنتاغون في سعيه لبناء تحالفات اوسع داخل الجيش اليمني.

وفي موازاة ذلك، فان تبادل المعلومات الاستخبارية بين الولايات المتحدة و جهاز الامن القومي الذي يديره عمار، ابن شقيق صالح، يبدو ايضا انه سيستمر في الوقت الحالي. ان التعاون الحالي بين الادارة الأمريكية و اسرة صالح سيغذي مشاعر الكراهية تجاه أمريكا بين المحتجين اليمنيين، الذين قضوا اكثر من عام و هم يطالبون باقالة اقرباء صالح من المناصب القيادية العسكرية. و بالرغم من ان صالح لم يعد رئيس للدولة، الا انه يملك اكبر الاحزاب السياسية في البلاد، المؤتمر الشعبي العام و نظام المحسوبية الذي لم يتاثر كثيرا، بينما يعتقد انه مازال لدى نجله طموحات رئاسية.

ويعتقد الكثير من اليمنيين ان التعاون العسكري مع الولايات المتحدة يمنح الجيل الاصغر من اسرة صالح حصة مستمرة في العملية الانتقالية الجارية، بالرغم من تورط تلك الاسرة في استخدام العنف ضد المحتجين في ساحة التغيير. و بالمقابل لم تحصل قوات علي محسن الموالية للثورة على اي تمرينات أو دعم عسكري غربي.

زر الذهاب إلى الأعلى