اندلع جدل دبلوماسي بين مصر وإسرائيل امس، بعدما وصف وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان مصر بأنها “أخطر من إيران” غداة إلغاء الشركة المصرية القابضة للغاز (إيجاس) والهيئة المصرية العامة للبترول اتفاق بيع الغاز لشركة “شرق المتوسط” المشتركة الخاصة لتصديره إلى إسرائيل، في وقت ابدت وزيرة التعاون الدولي المصرية فايزة أبو النجا استعداد بلادها لإبرام اتفاق جديد لتصدير الغاز بشروط واسعار جديدة.
فقد صرح ليبرمان للإذاعة الإسرائيلية بأن إلغاء اتفاق تصدير الغاز إلى إسرائيل “مؤشر لا يبشر بالخير” لأن الاتفاق يشكل دليلا على العلاقات المستقرة بين البلدين. لكنه أكد أن إسرائيل حريصة على الحفاظ على معاهدة السلام مع مصر وأن الأمر يصب أيضاً في المصلحة المصرية. وقال “ان صفقة توريد الغاز ليست جزءاً من معاهدة السلام ولكنها صفقة اقتصادية مهمة كانت تعبر عن العلاقات المستقرة بين البلدين وإلغاؤها ليس مؤشراً طيباً، ونأمل في حل هذا الخلاف كأي خلاف تجاري من دون أخذه إلى الساحة السياسية”.
وأوضح ليبرمان “نريد أن نفهمه كنزاع تجاري، وأعتقد أن تحويل نزاع تجاري إلى نزاع دبلوماسي سيكون خطأ”، وأضاف أن إسرائيل مستعدة لاتخاذ خطوات لبناء الثقة بين البلدين تحاول دعم السلطات المصرية في مكافحة ما سماها “العناصر الإرهابية” في سيناء. وقال في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام الإسرائيلية أمس الأول إنه حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مؤخراً من أن مصر تشكل “خطراً أكبر من إيران وبرنامجها النووي”، باعتبارها أكبر دولة عربية ولها حدود شاسعة مع إسرائيل. وأضاف “يتعين على اسرائيل الاستعداد لكل الاحتمالات”.
click here
واقترح ليبرمان أن تعيد وزارة الدفاع الاسرائيلية القيادة الجنوبية المؤلفة من 3 أو 4 فرق عسكرية، التي تم حلها بعد توقيع المعاهدة عام 1979، تحسبا لتدهور اجتماعي واقتصادي في مصر بسبب تصاعد حالة اليأس داخل المجتمع المصري، واحتمال زيادة عدد القوات المصرية في شبه جزيرة سيناء”. وتابع “إذا تم تعديل أو الغاء معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية، فستصبح إسرائيل هدفاً طبيعياً كعدو من قبل النظام (الجديد في مصر) لتحويل الانظار عن المشكلات الداخلية”. واستطرد قائلاً “إن مصر قد تخرق معاهدة السلام بارسال مزيد من القوات المزودة بأسلحة ثقيلة في سيناء، حيث نشرت فرقتين العام الماضي ووافقت إسرائيل على هذه الخطوة بعد أن أصبحت أمراً واقعاً”.
وفي المقابل، أعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان أصدرته في القاهرة أن وزيرها محمد كامل عمرو كلف سفير مصر لدى إسرائيل الاستفسار من الحكومة الإسرائيلية حول التصريحات المنسوبة لليبرمان بشأن بعض الأمور المتعلقة بمصر والتطورات التي تشهدها.
وقالت “سيطلب السفير المصري في تل أبيب إيضاحات حول مدى صحة المواقف المنسوبة لوزير الخارجية الإسرائيلي، كما سينقل إلى الجانب الإسرائيلى استغراب مصر لصدور مثل هذا الكلام منسوباً إلى مسؤول كبير في الحكومة الإسرائيلية”.