arpo37

التوتر بين الصين واليابان يشتد في ذكرى شرارة الحرب العالمية

خرج الصينيون مجددا إلى الشوارع أمس بعشرات الآلاف، في مظاهرات رحبت بها السلطات، مطالبين اليابان بإعادة جزر دياويو سينكاكو، في عملية شد حبال ذات طابع قومي. وتزامن موعد هذه الموجة الجديدة من المظاهرات التي تغض السلطات الشيوعية عليها الطرف، مع ذكرى «حادث موكدن» في 18 سبتمبر (أيلول) 1931، الذي كان ذريعة استغلتها اليابان لاجتياح منشوريا، في إحدى الخطوات التي اندلعت على أثرها الحرب العالمية الثانية.

ودقت صفارات الإنذار في ولايات منطقة منشوريا سابقا الـ3 (هيلونغجيانغ وجيليغ ولياونينغ) في شمال شرقي الصين في الساعة التاسعة و18 دقيقة، وأقيم حفل تذكاري لأول مرة في شينيانغ (لياونينغ) التي كانت تدعى موكدن. وفي كل أنحاء الصين منحت مئات الشركات اليابانية بما فيها المطاعم، موظفيها رخصة من باب الاحتياط.

واهتزت العلاقات بين العملاقين الآسيويين بشدة مع تأجج المشاعر في الشوارع وأيضا في البحر بعد نزول نشطين يابانيين إلى جزيرة في قلب النزاع. وسارعت وزارة الخارجية الصينية إلى الرد على هذه الخطوة التي تهدد بإشعال أزمة شهدت تفجر أقوى المشاعر الصينية المناهضة لليابان خلال عقود. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية أن هبوط شخصين يعتقد أنهما يابانيان إلى مجموعة من الجزر التي تتنازع حولها الصين واليابان هو عمل استفزازي، وأنها قدمت شكوى لطوكيو. وقال هونغ لي المتحدث باسم الوزارة في بيان: «الهبوط غير المشروع من جانب يمينيين يابانيين على الأراضي الصينية في جزر دياويو هو عمل استفزازي للغاية ينتهك سيادة الأراضي الصينية». وأضاف: «نحث اليابان على اتخاذ إجراءات فعالة لمنع كل هذه الأفعال التي تصعد الصراع، وفي الوقت نفسه تحتفظ الصين بحق اتخاذ خطوات أخرى».

وجاء هذا بعد أن نقلت هيئة الإذاعة اليابانية، أمس، عن حرس السواحل الياباني قوله إن سفينتين على الأقل من بين 11 سفينة صينية لمراقبة المحيط وسفن دورية تبحر قرب جزر في بحر الصين الشرقي تتنازعها كل من طوكيو وبكين دخلتا إلى مياه تعتبرها اليابان مياها إقليمية لها. وتعرف هذه الجزر في اليابان باسم سينكاكو، وفي الصين دياويو، ويعتقد أنها واقعة في مياه غنية بالغاز الطبيعي.

وفي بكين، سار الآلاف من المتظاهرين ظهرا في دائرة حول سفارة اليابان التي تحميها 6 صفوف من شرطيي مكافحة الشغب والحواجز الحديدية التي يبلغ ارتفاعها متران. ورشق المتظاهرون البعثة الدبلوماسية اليابانية بزجاجات ماء بلاستيكية وبالبيض، وحصلت مشادات قصيرة بين متظاهرين وقوات الأمن بينما حلقت مروحية فوق الموقع. وكتب على اللافتات: «اخرجوا أيها اليابانيون من دياويو»، و«قاطعوا المنتجات اليابانية»، بينما رفع كثير من المتظاهرين صور ماو تسي تونغ، مؤسس جمهورية الصين الشعبية الذي توفي في 1976.

وقد كان قرار الحكومة اليابانية بتأميم تلك الجزر الأسبوع الماضي الشرارة التي أشعلت التوتر في الشارع الصيني. وقام البلدان منذ عدة أسابيع باستعراض العضلات من حول الأرخبيل الصغير الذي يقع على مسافة 200 كلم من تايوان التي تطالب به أيضا، وعلى مسافة 400 كلم غرب جزيرة أوكيناوا جنوب اليابان. وأرسلت بكين عدة سفن قامت بدوريات لبضع ساعات قرب تلك الجزر من باب التحدي. وأعلن وزير الدفاع الصيني الجنرال ليانغ غوانغلي عقب لقاء مع نظيره الأميركي ليون بانيتا أمس: «نحتفظ بحقنا في اتخاذ تدابير إضافية». لكنه ردا على سؤال حول ما إذا كانت بكين تنوي اللجوء إلى القوة، أضاف: «ما زلنا نأمل في حل سلمي تفاوضي».

وفي شنغهاي، توجه أكثر من 3 آلاف شخص إلى قنصلية اليابان على الرغم من محاولات الشرطة منعهم من ذلك، وصرح بو لينغكوانغ (34 سنة)، العامل في شنغهاي، وهو يرفع صورة «القائد العظيم» ماو تسي تونغ: «أعشق ماو، ولو كان لا يزال حيا فإننا ببساطة سنقاتل اليابان».

وحمل بعض المتظاهرين ملصقات صغيرة تشير إلى انتمائهم إلى منظمة تدعى تحالف متطوعي الصين الوطنية. ونظمت السلطات نقل المتظاهرين بحافلات انطلقت من مقر البلدية ومواقع أخرى في العاصمة الاقتصادية، على ما أفاد به المشاركون في المظاهرة.

وفي شنزن (جنوب)، حيث اندلعت أعمال عنف خلال المظاهرات السابقة المناهضة لليابان الأسبوع الماضي، بدا آلاف المحتجين (4 آلاف حسب مصادر في الشرطة) معظمهم من الشبان، يتظاهرون في وسط المدينة، رافعين أعلاما صينية وصور ماو مرددين: «إلى الأمام.. الصين». وردد المتظاهرون «الصين لن تهان أبدا»، و«تسقط الإمبريالية اليابانية،» و«تحيا جمهورية الصين الشعبية».

زر الذهاب إلى الأعلى