حصلت اليمنية الحائزة على جائزة نوبل توكل عبدالسلام كرمان على شهادة دكتوارة فخرية في القانون من جامعة البرتا الشهيرة في كندا وذلك تقديراً لجهودها في هذا المجال.
وفي حفل تخرج طلاب الدراسات العليا في جامعة البرتا في 21نوفمبر بكندا ألقت كرمان كلمة عبرت فيها عن شكرها لإدارة الجامعة "على منحي شهادة الدكتوراه في القانون وقالت: "أقبل هذه الشهادة .. وأعلن اعتزازي بها .. ويزداد فخري بها كونها تأتي في مجال اهتمامي .. وطبيعة عملي كناشطة حقوقية ادافع عن الحقوق واساند الحريات المدنية والسياسية للمواطنين.. أكافح الفساد وادعوا إلى الحكم الرشيد، وهي كلها مبادئ وقيم تقوم على أساس من العهود والمواثيق والقوانين والاتفاقات الدولية.
وتحدثت كرمان مؤكدة إن العولمة المتسارعة التي يغذيها ويصنعها الانفجار المتسارع والمتعاظم لوسائل الاتصالات وتقنيات والمعلومات ، تجعل من القوانين والمواثيق والاتفاقات الدولية الاكثر حضورا وأهمية ، ربما من القوانين والتشريعات الوطنية في العصر الحديث"..
وأشارت كرمان إلى "إننا في عالم اليوم لا نحتاج إلى إعمال هذه التشريعات وتنفيذها تنفيذا كاملاً في مختلف المجالات والابعاد السياسية والاجتماعية والاقتصادية والبيئية فحسب ، بل إلى تطويرها وتحديثها بما يمكنها من التعامل مع كل صغيرة وكبيرة مع كل دقائق وتفاصيل الحياة العالمية في عالم اليوم وفي قريتنا الكونية الصغيرة".
وأضافت كرمان: "يخيل إلي أننا يوماً بعد يوم في هذا العالم الصغير وبفعل تعاظم وسائل الاتصالات وتقنيات تكنولوجيا المعلومات نزداد تقاربا ً وتشاركاً واندماجاً وتوحداً .. نؤثر ونتأثر ، بطريقة تجعل منا دويلة صغيرة ذات مركز واحد وتشريعات وقوانين واحدة ،ومع هذا التقارب يكون الأثر بالغ الخطورة والتدمير للجرائم عبر الوطنية وجرائم القرصنة وغسل الأموال وجرائم التهريب والمخدرات والجرائم الالكترونية وجرائم الإرهاب وجرائم التلوث البيئي .. ما من شأنه أن يحطم بيئتنا المشتركة وحياتنا الاجتماعية العالمية ، وان يقوض سلمنا العالمي ، ويهدد استقرارنا العام ، كل ذلك .. إن لم تتصدى لها منظومة من التشريعات الدولية المحكمة والمرنة والتي عليها ان تتنبأ بها وتكافح تلك الجرائم بطريقة منظمة وشاملة".
وأضاف "إن العالم الواحد والقرية الصغيرة ليس كلمة عابرة نقولها دون أن يترتب عليها شئ ، انها حقيقة واحدة تنتظرها التشريعات المؤسساتية والقانونية التي تجعل منها عالما متكاملا يؤثر بعضه على بعض ، يخدم بعضه بعضاً بطريقة ايجابية وعلى نحو نافع".
وختمت بالقول: نحن بنو الإنسان .. الأرض امنا ووطننا والانسانية أمتنا وهويتنا.. هذه هي أحق الحقائق في عالم اليوم .. والتي علينا ان نوليها اهتماماً بالغاً .. إن الإضرار بسلامة الأرض ومستقبلها جريمة جسيمة علينا جميعا أن نكافحها ، إنني أدعو اليوم من جامعة البرتا .. إلى تجديد اتفاقية كيوتو لحماية المناخ وإلى توقيع كافة الدول عليها ، وأؤكد أن حماية الأرض .. أمر بالغ الأهمية .. لا يمكن أن ينظر إليه باعتباره أمراً ترفيا أو كماليا زائدا عن الحاجة ، ان الكوارث غير المتوقعه وغير المقدور عليها التي تحدث هنا أو هناك بصورة متسارعة ، تبين لنا .. مدى أهمية التوقيع على هذه الاتفاقيات والعمل بها".