arpo27

القيادي في القاعدة رشاد أبوالفداء يعلن في حوار تأسيس حزب «الاتحاد اليمني للإنقاذ» (النص)

وقال القيادي رشاد محمد سعيد أبو الفداء - رئيس «حزب الاتحاد اليمني للإنقاذ» في حوار مثير مع صحيفة «الجمهورية»: "نحن عملنا سياسي من الأصل، كل عملاً يهدف إلى نفع الناس، فهو عمل سياسي سواء جاء عن طريق منظمة حقوقية أو منظمة خيرية أو في عمل حزب سياسي"..

وأضاف: " نحن بهذا المسمى الجديد «الاتحاد اليمني للإنقاذ» نريد أن نبرهن للعالم كله على أن خياراتنا ووسائلنا متعددة وكثيرة في العمل من أجل هذا الدين، والعمل من أجل إنقاذ البشرية، والعمل من أجل إسعاد الناس، وأن الأصل عندنا في الإسلام وفي وسائلنا هي السلمية، وما القتل والاقتتال إلا حالة استثنائية"..

وفيما يلي نشوان نيوز يعيد نشر نص الحوار:
غادر اليمن إلى أفغانستان صغيراً، وشارك في القتال ضد السوفيت حتى أصبح مستشاراً لأسامة بن لادن، رئيس ما يسمى «حزب الاتحاد اليمني للإنقاذ»..

وأخيراً.. تنظيم القاعدة يعلن حزباً سياسياً في صورة تبدو مدهشة للبعض.. نبذة مختصرة عن هذا التحول؟
جديدنا في هذا المشروع أنه بعد الربيع العربي، وما ظهر من فراغ كبير عقب أحداث الثورات المباركة كان لزاماً على جميع العاملين والقائمين في العمل المجتمعي أن يملأوا الفراغ الذي وجد من خلال تكوين تجمعات سياسية وثقافية ومدنية، ومن منطلق شعورنا بالمسؤولية قمنا بتأسيس هذا الحزب ليكون رافداً من روافد بناء المجتمع وبناء اليمن الجديد، وإقامة الحق والعدل ومحاربة الظلم والاستبداد وإعادة أحكام الشريعة الإسلامية إلى وضعها الطبيعي في حياة الناس جميعاً..

> قلت: جئتم بعد الفراغ الذي حصل.. أي فراغ تقصد؟ هل كانت الأنظمة السابقة هي التي تملأ الفراغ الذي جئتم لسده؟
لا.. ليس الأمر كذلك؛ كانت هناك حالة من الطغيان والاستبداد الذي مارسته الأنظمة العربية، وجرفت معها أيضاً مرجعيات دينية وشرعية كانت تتحرك مع هذه الأنظمة السياسية الاستبدادية للأمة، فالأمة كانت مغيبة ومظللة في أغلب حقوقها الأساسية مثل: حرية التعبير وحرية الكلمة وحرية اتخاذ القرار، الحرية الكاملة في اختيار حاكمها وفي اختيار الطريقة والنموذج والمنهج الذي تحتاج إليه، وكانت عبارة عن قوالب تكيف الأمة عليها ثم تشرعن بطريق أو بأخرى، فجاءت الثورات العربية المباركة وكشف الغطاء وانكسر حجاب الصمت، وشعر الجميع بمساوئ الأنظمة البائدة، وشعروا أن كثيراً من حقوقهم كانت مفقودة، فعملوا على تصحيح مسار حياتهم.

> منذ متى بدأت فكرة تأسيس حزب سياسي لديكم؟
أنا شخصياً الفكرة موجودة لديّ من قبل الأحداث ومن قبل ثورات الربيع العربي، ولكن كنا نرى إلى الوضع العام والجو السياسي السابق أنه لم يكن مناسباً أو ملائماً، وكانت العوائق والتحديات والمخاطر كبيرة، لكن بعد الربيع العربي بدت الأمور أسهل والفرص أوفر، فكان من اللازم حتماً استغلالها والاستفادة منها.

> ولكن فيما نعرف أنه قد تمت دعوتكم من قبل النظام السابق إلى إنشاء حزب سياسي والعمل في العلن بدلاً من العمل بالخفاء وانتهاج العنف؟
صحيح سمعنا عن الدعوة؛ لكنها لم تكن جادة، وإنما كانت ضرباً من الاستهلاك أمام بعض القوى الخارجية، فلو كانت جادة لسمح لبعض الناس من غيرنا بتأسيس جمعيات خيرية أو منظمات حقوقية، وكان يريد أن يحتوي الناس ببعض المناصب وبعض المواقع الرسمية من أجل احتوائهم وتذويبهم لا من أجل الاستفادة من إمكاناتهم وقدراتهم..

> تعاملتم مع النظام السابق من قبل.. فمن استفاد من الآخر أكثر؟
تعاملنا معه وكانت المعاملة ليست إيجابية في كل أحوالها؛ لأنها معاملة ترصد وسجون ومطاردة واعتقالات، عانى الكثير من الشاب من الآلام وخاصة العائدين من أفغانستان والذين زجّوا بهم في السجون ظلماً وعدواناً تحت حجة الاشتباه ومحاربة الإرهاب. وكلها خارج إطار القانون وبلا مبرر.

> عفواً.. لم تقل من الذي استفاد من الآخر أكثر؟
أكيد كل طرف استفاد من الآخر.. ولكن على تفاوت.. من المستفيد الأكبر؟
أكيد سيكون الشباب استفادوا أكثر؛ لأنهم تعرضوا لمصاعب الحياة كثيراً وللسجون والاعتقالات، كسبوا قسطاً لا بأس به في اكتمال رجولتهم؛ حيث إن من ضمن اكتمال الرجولة الغربة والحرب والمعاناة، هؤلاء الشباب خاضوا معترك الرجولة بأركانها الثلاثة..

> ولم لا تكتمل بالحداثة والبناء والسلم والمدنية دون السجون والمعتقلات؟
والله هكذا قال السابقون وقال اللاحقون: إن الرجولة تكتمل وتنصهر وتظهر ملامحها القوية البناءة التي تأتي بعدها البناء والتنمية حتى تجعل منه كادراً نافعاً في عملية البناء والتنمية..

> تعرضتم للمعتقلات والسجون سابقاً كما ذكرت، ألا ترى أنكم قد ارتكبتم جنايات بحق الوطن وبالحقوق الخاصة أيضاً وقد جعلتم العنف خياراً لكم؟
لم نرتكب أي فعل غير صحيح، ونحن مستعدون للمثول أمام أي محكمة مستقلة ونزيهة وتحكم بالقوانين التي تحترم حقوق الإنسان، وإن تمت إدانتنا بأي شي مجرم في الشرع والقانون من اعتداء على الحقوق أو سلب لها فنحن مستعدون أن نخضع لهذه المحكمة.

> لا أتكلم عن أشخاص.. أتكلم عن التنظيم والجماعة التي انتهجت العنف ففجرت وقتلت؟
أغلب الذي سجنوا وبشهادات قيادات أمنية كان سجنهم غير قانوني، وليس له مبرر، ولذا لم تستطع الجهات التي اعتقلتهم أن تحيلهم إلى المحكمة لعدم وجود قانون أو إطار يستوعب هذه القضايا التعسفية وليس لها أصل من الصحة.

> هناك أشخاص قتلوا وفجروا وهذا معروف؟
المحكمة الشرعية العادلة تأخذ قرارها في حق هؤلاء، لا المحكمة الجزائية المتخصصة التي أنشئت خلافاً للقانون، بل محكمة شرعية مدنية مثل المحاكم الاعتيادية بإجراءاتها القانونية والقضائية، وليدانوا هؤلاء.. إذا تم تطبيق الشرع والقانون فلا مشكلة عندنا.

> عفواً.. كنتم تستهدفون الأجانب بصورة رئيسية وهذا معروف؟
الاستهداف كان ردود أفعال ليس إلا. ولم تكن ابتداء.. حرب بين أمريكا والمجاهدين بدرجة رئيسية إلى العام 2000م، فما دخل الأنظمة العربية في تلك الحرب؟ الأنظمة العربية أقحمت نفسها في حرب مع أبنائها استجابة للضغوط الأمريكية واستجابة لما يسمى بالشراكة الدولية في الحرب على الإرهاب.

انتقلتم الآن إلى العمل السياسي.. هل أنتم مؤمنون بقواعد العمل السياسي حالياً؟
نحن لم ننتقل.. نحن عملنا سياسي من الأصل، كل عملاً يهدف إلى نفع الناس، فهو عمل سياسي سواء جاء عن طريق منظمة حقوقية أو منظمة خيرية أو في عمل حزب سياسي، لكن نحن بهذا المسمى الجديد «الاتحاد اليمني للإنقاذ» نريد أن نبرهن للعالم كله على أن خياراتنا ووسائلنا متعددة وكثيرة في العمل من أجل هذا الدين، والعمل من أجل إنقاذ البشرية، والعمل من أجل إسعاد الناس، وأن الأصل عندنا في الإسلام وفي وسائلنا هي السلمية، وما القتل والاقتتال إلا حالة استثنائية..

> قلت : إن وسائلكم متعددة.. هل يكون من بين هذه الوسائل خيار القتل والتفجير؟
الحروب والقتل يمارسه كل البشر، وتمارسه كل الكائنات، أنا أدافع عن نفسي أصلاً، عندما أستعيد حقاً لي غُصب، هل معنى هذا أني أمارس العنف؟ قد يأخذ الشخص بزمام القوة حتى يصل إلى حقه.
> أنتم الآن حزب سياسي.. أليس كذلك؟

نعم.
> وتؤمنون بقواعد العمل السياسي الحزبي؟
نعم.

> بما في ذلك الديمقراطية؟
بما في ذلك الشورى.

> والديمقراطية؟
نحن ديننا ولغتنا أكبر وأعظم استهلاكاً لهذه المصطلحات، لم نعثر على مصطلحات من قبيل ديمقراطية وما أشبه، نحن مسلمون، والديمقراطية نظام تعاقبت عليه أمريكا وأوروبا، نتاج ظروف تختلف عن ظروفنا، تعاهدوا على هذا النظام وانسجم مع بيئتهم، لكن الديمقراطية لم تنسجم مع أمريكا اللاتينية، ولا مع الفارسية حتى! فلماذا نتجرع نحن العرب هذه الثقافة؟ قد لا نختلف في اللفظ لكن نختلف في المضمون، الديمقراطية ليس فيها سقف ممنوع، ونحن لدينا دين يضبط حياتنا وعلاقتنا مع الآخرين، فنحن ننشد عملاً سياسياً ينسجم مع قيمنا الشرعية وثوابتنا الوطنية، ونؤمن بأن الشورى هي الآلة المثلى للتداول السلمي للسلطة واتخاذ القرارات، التعاطي مع المصطلحات الأجنبية هزيمة نفسية، ونحن عندنا من الأدبيات والمثل السياسية ما ينذهل أمامه الغرب نفسه.

> غادرت اليمن إلى أفغانستان صغيراً وعمرك في الخامسة عشرة تقريباً وعملت مع الشيخ أسامة بن لادن حتى أصبحت مستشاراً له، ثم عدت وصُنفت ضمن جماعة الأفغان العرب، وقد وصفتك إحدى الصحف البريطانية قبل سنوات قليلة أنك من مستشار للشيخ أسامة بن لادن إلى مستشار للنظام السابق.. ماذا تقول؟
كنت قريباً من أسامة بن لادن، وهذا مكان شرف واعتزاز، وشاركت في الجهاد ضد الاتحاد السوفيتي، وشاركت أيضاً في حكومة طالبان، ولي مشاركات أخرى متعددة، سواء في الجوانب السياسية أو الإنسانية أو غيرهما، وكوني عدت إلى اليمن، نعم كأي مواطن يمني وليس لي أي برنامج عدائي مع أحد، لا مع أمريكا ولا مع الحكومة اليمنية، وبعد أحداث 11 سبتمبر استدعيت إلى المعتقل، وتم استفساري لما يقارب الثلاث السنوات في المعتقل، اعتقلت بتهمة لا أدري ما هي؟ وتم إطلاقي لا أدري ما السبب؟!! أما أني مستشار للنظام السابق فهذا محض افتراء، ولم تربطني بالحكومة اليمنية إلى اللحظة أي عمل رسمي، لا في النظام السابق ولا اللاحق.. لست موظفاً رسمياً، ولست مرتبطاً بأي نشاط أبداً.

> طيب.. القاعدة فكرة عالمية، ولها أدبياتها وتسلسلها الهرمي وخطابها الخاص بها، كما لها فروعها المتعددة وأنتم اليوم تعلنون أنفسكم حزباً سياسياً.. هل تستطيعون العمل بمعزل عن المقر الرئيسي للتنظيم وعن توجيهاته؟
ليس هناك أي تصادم، وإنما هناك تفهماً بأن لكل مكان ظرفه الخاص به الذي ينسجم مع بيئته وجغرافيته، الوسيلة في مكان ما تختلف عنها في مكان آخر، وفي ظرف احتلال مباشر، ليس هناك أي تصادم بين العمل الإقليمي والقطري، فأهل مكة أدرى بشعابها. وفي نهاية المطاف المشاريع اليوم مشاريع أممية، كالمشاريع الاقتصادية في أمريكا أو السياسية أو الاجتماعية أو غيرها، أمريكا اليوم اتخذت من ساحة بلاد العرب حرباً لها من أجل مصالحها.. تأتي إلى بلداننا تنقب عن ثرواتنا وتنهبها وتستغلها، تأتي تحت غطاء شركات متعددة الجنسيات.. تأتي عن طريق منظمات إنسانية لإفساد شبابنا، فلماذا يسلط على المسلمين وهم أمة لا إله إلا الله هذا الذل والهوان؟ لماذا نرتهن لاتفاقية سايكس بيكو، وأمة الإسلام أمة واحدة؟
> يعني لن تحتكموا بأي شكل من الأشكال لأيمن الظواهري؟
لا.. علاقتنا به علاقة أخوية، علاقة عقيدة فقط. علاقة نصرة المستضعفين في العالم.

> من هي مرجعيتكم الفكرية في الداخل؟
جميع العلماء هم مرجعيتنا الفكرية ونستشيرهم كلهم ونحترم آراءهم، ونجمع بين مختلف آرائهم لنكون منها فكرة ليكون لدينا مشروع يخدم الفكرة والمشروع.

> كيف هي علاقتكم بحزب الرشاد السلفي؟
علاقة أخوة في الله، وعلاقة هدف مشترك وهو إقامة شرع الله، وهم مشائخنا وإخواننا. نمد يدنا إليهم كما نمدها للآخرين، ونتعاون على البر والتقوى، وكل يعمل بما حباه الله من مواهب ونلتقي على هدف واحد وهو إقامة شرع الله وإسعاد البشرية.

> لو دعيتم إلى دمج الحزبين في حزب واحد.. هل ستقبلون؟
المسألة من حينها، ليس لدينا مانع أن نتعاون في الخير، والساحة تستوعب الكثير من المكونات السياسية، كوجود تعددي، لا وجود نزاع.

> اللقاء المشترك؟
ننظر إليه أنه فصيل مهم على الساحة وركيزة من ركائز العمل السياسي، وخاصة التجمع اليمني للإصلاح فيه، ولكن نجد أن لديه اختلالات وانتكاسات في مسيرته السياسية، وذلك في مواقف كثيرة منها: عدم وجود الرؤية لإنقاذ البلد على ما هي من الصراعات الدموية والأخلاقية والاقتصادية، كذلك خضوعه للوصايات والتحالفات الأجنبية وخاصة فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، ونحن ندعوهم أن يراجعوا مواقفهم الوطنية والشرعية، وأضرب لك مثلاً: لقد كان اللقاء المشترك من سابق تثور ثائرته لأي تدخل خارجي في المجال الاقتصادي أو السياسي أو العسكري، واليوم نسمع لهم رأياً في التدخلات، كذلك بعض المواقف السلبية المتصلة بالامتداد الثوري، فما حصل في السبعين في مسيرة الحياة 2 كان موقفهم منه سلبياً، ما سمعنا منهم موقفاً يندد بذلك الحصار على الشباب، وكذلك الموقف الذي حصل مع السفارة الأمريكية كان موقفهم سلبياً، اللقاء المشترك اليوم أسوأ بكثير مما كان في وضعه وهو في المعارضة.

> هل تحملون مشروع إنقاذ لليمن كما هو اسمكم؟
نحن عندما سمينا أنفسنا الاتحاد اليمني للإنقاذ فمن المؤكد أن لدينا رؤية لإنقاذ اليمن في الجوانب كلها الاقتصادية والسياسية والعسكرية والاجتماعية والقضائية وفي جوانب العلاقات الخارجية والداخلية، لدينا رؤية متكاملة لليمن وإنقاذها، خاصة بعد أن تهاوت كل النظريات الأرضية بأجمعها وثبت ألا حل للمجتمعات المسلمة إلا أن تعود تحت سقف ومظلة الإسلام، الإسلام حكم ثلاثة عشر قرناً، وكان نموذجاً للألفة والمحبة والسيادة والكرامة للمسلمين في العالم، وحتى لغير المسلمين الذين عاشوا في كنف الدولة الإسلامية..

> أنتم تنادون بالخلافة الإسلامية.. أية خلافة إسلامية تقصدون؟
عندما نقول الخلافة الإسلامية فإننا نقصد الحكم الرشيد الذي سار عليه الخلفاء الراشدون رضوان الله عليهم أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وأيضاً عمر بن عبدالعزيز، وكل مراجع التاريخ تقرر أن تلك المرحلة كانت بحق المرحلة الذهبية للإنسانية، فنحن عندما نقول خلافة راشدة فإننا نقصد الحكم الرشيد، بالطريقة التي تتناسب مع العصر، حكم رشيد بصرف النظر عن نمط هذا الحكم، برلماني، رئاسي، مختلط، كامل الصلاحيات، واسع الصلاحيات، لا يهم هذا، الأهم الحكم الرشيد، مع مراعاة الوسائل والمستجدات العصرية لإدارة الدولة..

> في الوقت الذي تنادون أنتم بعودة الخلافة.. الحوثي من جهة أخرى ينادي أيضاً بعودة الإمامة؟!!
الحوثي إن نادى بالإمامة فإنه ينطلق من ثقافة مذهبية، وعندما يتكلم في الإمامة فإنه يهرب من الخلافة الراشدة؛ لأن فيها من لا يرضى عنهم من وجهة نظره كأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، ونحن في كل الأحوال نقول لهذا الفصيل أو المكون الذي صار في ربوع اليمن كلها ويثير الكثير من الاستفهامات الداخلية والخارجية: تعالوا نتفق على أصول وعلى أسس تحمي البلد من أية اعتداءات خارجية، تحمي البلاد من أي امتداد عقدي أو مذهبي يشتتها ويفرق فيما بينها، تعالوا نضع الخلاف ونتحاور على ما اتفقنا عليه.. المسلمون اليوم مليار ونصف المليار مليون مسلم، ينادون بعودة الخلافة الإسلامية والحكم الرشيد، والشيعة الذين ينادون بالإمامة لا يتعدون المائة والخمسين مليون شيعي، والأغلبية لمن ينادي بالحكم الرشيد، طبعاً على سنة رسول الله ثم على سيرة أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وبالوسائل العصرية.

> الاتحاد اليمني للإنقاذ يقال إنه يضم المجاهدين ممن يطلق عليهم الأفغان العرب سابقاً ولا يضم الجيل الثاني من تنظيم القاعدة، وبالتالي فإنه لا يمثل تنظيم القاعدة بشكل كامل، خاصة وأنهم لم يعلنوا انضمامهم إليكم؟
أولاً: توصيف الأفغان العرب هذا الذي قلته توصيف غير دقيق، نحن عندما قلنا الاتحاد اليمني للإنقاذ أي إنه مظلة للجميع كل يمني، وليس عندنا تحفظ ضد أي يمني أبداً، ولن نرفض إلا من سلك فعلاً الإضرار بالأمن والاستقرار والسكينة العامة للأمة، ولابد من أن نستوعبه لنحاور فكره ونحاور عقله وأن ننتزع الآلة الضارة من يده، أما أن نحمل الآلة الضارة بأيدينا ونريد أن نستوعبه فهذا غير معقول، نحن نستوعب الجميع ولن نغلق بابنا على أحد؛ لأننا لسنا حزباً مذهبياً، أو طرائقياً يحكمنا شيخ بطريقة محددة، نحن يحكمنا سقف الوطن الكبير هذا فقط ومسموح لأي شخص الانتماء إلينا متبعاً الخيار السلمي، وليس هناك شروط خاصة على أحد، ولن نؤمن بثقافة الإقصاء أو الاختراق، العمل السياسي معناه العمل العلني، العمل على الطاولة، وعندما نعمل من تحت الطاولة فإن هذا لا يشكل عملاً سياسياً.

> ماذا عمن اختلف معكم؟
من اختلفنا معه فهناك محاكم شرعية نحتكم إليها جميعاً، وهي من تنطق الحكم وتنفذه..

> محاكم الدولة الشرعية أم محاكم خاصة تتبعكم؟
محاكم شرعية ترعاها الدولة ذات السيادة الحقيقية التي تحكم بدين الله وتحكم برضا الأمة..

> لكن ماذا عن إخوانكم من الجيل الثاني الذين لم يعلنوا الانضمام إليكم؟
بعضهم يتحفظ لثقافة سابقة لديه، ولعدم ارتياحهم للحزبية من سابق، ونحن صدورنا أكبر مما يتخيل المعارضون، وسنتحمل الجميع سباً وقدحاً وشتماً؛ لأننا نريد أن نعمل لوجه الله، وعملنا هذا المشروع تعبد لوجه الله، فإن أخطأنا فلا يخطئنا الأجر، وإن أصبنا فلن يخطئنا أجران. نحن متفائلون على أنه سيأتينا الكثير، ومن لم يأتنا اليوم فسيأتنا غداً، ومن لم يأت سيأتنا بالمنفعة التي سنقدمها له.

> تستنكرون ما يقومون به من أعمال عنفية؟
نحن نستنكر كل الأعمال التي لا تنبني على مقصد شرعي، بعض الأعمال التي لا تنبني على مقصد شرعي أو تراعي الأمة وتراعي ظرفها وواقعها والمحيط المجاور نعتبر ذلك عملاً طائشاً في غير محله يتحمل أصحابه تبعاته وآثاره.

> أين أنتم من جماعة أنصار الشريعة الذين ظهروا في أبين ثم اختفوا وتلاشوا؟
أنصار الشريعة أغلبهم طلبة علم، غضبوا عندما انتهكت سيادة البلد، وقد وجدوا عندما وجد الفراغ الأمني والانفلات من أجل أن يسدوا الفراغ الحاصل يومذاك، سواء كان الفراغ مقصوداً لاستدراجهم إلى مواقع أو كان غير مقصود لعجز عن تغطية بعض الأماكن، وهم يتعرضون اليوم لملاحقات أمنية على الأرض وطائرات من الفضاء، معلومات دقيقة من الداخل، وقد قرأت تقريراً لأحد الكتاب الغربيين قبل أيام عن قلة الاستهدافات الأمنية في باكستان وكثرتها في اليمن فقال: إن ذلك راجع إلى دقة المعلومات المقدمة في اليمن..

> ما رأيك بظاهرة الاغتيالات التي نشهدها هذه الأيام لعدد من ضباط الأمن السياسي، وهي ظاهرة مؤسفة ومزعجة للأمن..؟
كما أسفت أنت.. فأنا أكثر أسفاً عندما أرى الدم اليمني يراق، وهو مسلم، وأبوه مسلم وأمه مسلمة، ويسيل بفعل ابن جلدته، وكم نشعر بالحزن والألم على هذا الوضع، ومن المفترض أن يكونوا جميعاً في صف واحد ضد العدو من أجل تأمين هذا الوطن وبنائه وتنميته، كم أسفت الأسبوع الماضي حينما سمعت أن غارة جوية تقتل ستة من اليمنيين، وأيضاً يقتل في الشوارع ستة بيد اليمنيين! من المستفيد من هذا؟ أدعو الجميع لمراجعة أنفسهم وأدعو اليمنيين للوقوف صفاً واحداً لإيقاف نزيف الدم من الداخل والخارج. لا نريد أن تكون دماء اليمنيين هباء.

> وأنتم اليوم تشكلون حزباً سياسياً جديداً.. هل ستسلمون الأسلحة التي بأيديكم إلى الدولة؟
ليس بحوزتنا أسلحة في الأصل.. فإن كنت تقصد الأعضاء المسلحين من تنظيم القاعدة فالمسألة إجرائية، لكن تسبقها أمور إجرائية قبلها، منها: فتح باب الحوار بجد، والحوار لن يتم إلا بإطلاق السجناء ووقف الملاحقات، ثم بعد ذلك تكون نقطة وضع السلاح نقطة متأخرة، لكن أنت تفتح علي السماء والأرض وتفتح لي السجون والمعتقلات وتقول: اطرح السلاح، هذه مسألة لا تركب بالمنطقة، الحوثيون اليوم يمتلكون ترسانة أسلحة من الثقيل والمتوسط والخفيف، وهم في لجنة الحوار، والسلاح سلاح الدولة. فإن كانت الدولة جادة في مسألة الحوار الجاد وتخفيف الوضع المؤلم داخل البلد فمسألة السلاح مسألة إجرائية فقط. ثم إننا نقول للدولة: نحن الآن فتحنا حزباً سياسياً، ونحن الآن في الطريق، إلى الآن لم نجد أي جهة رسمية تشجعنا ولو معنوياً على هذه الخطوة..

> تنادون بضمكم إلى لجنة الحوار الوطني؟
لسنا حريصين على ذلك، ونحن بقدر ما نؤمن بأهمية الحوار الوطني لإخراج البلاد من أزمته الراهنة ووضعه البئيس إلا أن لجنة الحوار بوضعها الحالي لا تبشر بنتائج حميدة وجيدة، هناك اختلال في التوازن في القوى التي داخل الحوار، كذلك غياب أهل الحل والعقد الذين تتكامل بهم المشورة والرأي، كذلك في لجنة الحوار رجالات حرب هم من أوصلوا البلاد إلى هذا الوضع، فضلاً عن أن هذه اللجنة تفتقد للمرجعية الشرعية عند احتدام الخلاف، وللأسف فقد أصبحت المبادرة الخليجية مرجعيتها عند الخلاف لا الدستور ولا الحكمة اليمانية، القرارات والمخرجات في الحوار مرهونة بوصاية الخارج، وكل واحد في لجنة الحوار خاضع لتوجيهات حزبه، وكل حزب أصلاً خاضع للخارج، والجميع في نهاية المطاف يخضعون للخارج. ولذا نحن غير متفائلين وأيضاً لسنا حريصين على أن ندخل هذه اللجنة، ونتمنى من الجميع أن يتقوا الله، وأن يحافظوا على الأموال التي ستهدر في لجنة الحوار.. نتمنى أن يقود الحوار حوار وطني مواز جاد من أهل الحل والعقد من العلماء والأمراء والمشايخ والأجناد ورؤساء القبائل والمتخصصون والأكاديميون، وغيرهم يكون موازياً ومكملاً بعيداً عن لجنة الحوار الحالية وعن رعاة المبادرة الخليجية من الدول العشر، هذه وجهة نظر عامة للجنة الحوار الوطني.

زر الذهاب إلى الأعلى