كشفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وثائق وصفتها بالخطيرة، وقالت إنها تثبت تورط قيادات في السلطة الوطنية الفلسطينية والأجهزة الأمنية والإعلامية في خطة لتشويه المقاومة الفلسطينية في الإعلام المصري، وتحميل حماس مسؤولية مقتل جنود مصريين والوقيعة بينها وبين الجيش المصري.
ومما تكشف عنه الوثائق سيناريو لتفجير سيارات، ونقل قنابل مختومة بختم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحماس، من قطاع غزة إلى مصر وتوصية باستخدامها في مواقع شهدت اشتباكات بين الجيش المصري والمتظاهرين.
كما كشفت الوثائق عن تشكيل لجنة أمنية وإعلامية لهذا الغرض، وعن دور محوري لسفارة فلسطين في القاهرة في مجمل نشاطات هذه اللجنة، إضافة إلى دور عضو في اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وقيادات أمنية معظمها موجود في القاهرة وعلى اتصال مع قيادات بغزة والضفة، وخطة للرد في حال الكشف عن الوثائق.
وفي حين دعت حماس الرئيس الفلسطيني محمود عباس للتحقيق في الوثائق وإعلان موقفه منها، وصفتها حركة فتح بالمزورة.
أخبار مفبركة
وعرض القيادي في حماس صلاح البردويل في مؤتمر صحفي بغزة 16 وثيقة قال إنها جزء من عدد كبير من الوثائق التي حصلت عليها الحركة وتقبل تحقيقا في صحتها، مبديا الاستعداد لتزويد الرئيس الفلسطيني محمود عباس بها.
وتتناول الوثائق بالأسماء تعيين مستشارين للجنة الأمنية العليا لمتابعة الشأن المصري، ولجنة إعلامية بموافقة القيادة الفلسطينية لصناعة الأخبار وإرسالها للإعلام والفضائيات بهدف إحراج حركة حماس والزج بها في أحداث مصر.
وتوصي بعض الوثائق بوضع أسماء وهمية في بعض الأخبار، كما تقترح سيناريو لتجهيز حماس سيارات مفخخة في مصر، في حين تشير أخرى إلى موافقة القيادة الفلسطينية على تشكيل خلية إعلامية بناء على توصيات الأجهزة الأمنية.
واقتصرت وثيقة صادرة عن سفارة فلسطين في القاهرة على تحميل حماس مسؤولية خطف جنود مصريين في سيناء، وتناولت خطة إعلامية بهذا الخصوص تتهم حماس بجر الجيش المصري إلى مواجهة مع إسرائيل.
وتضمنت بعض الوثائق تقارير صحفية جاهزة للنشر تدّعي دخول عناصر إسلامية لسيناء للتخريب والتخطيط المشترك بين حماس والسلفيين وقادة الإخوان المسلمين داخل غزة للتصدي "لثورة تصحيح المسار". وتدعي الوثائق كذلك أن حماس تعرف من يقف وراء قتل الجنود المصريين العام الماضي وأن مرسي أيضا يعرف ذلك ويتجاهل الجيش.
واستعرض البردويل تعميما من السفير الفلسطيني في القاهرة للعاملين بالسفارة بوجود تعليمات من القيادة للمشاركة في "ثورة 30 يونيو" لإحراج حماس، وهو ما اعتبره البردويل تدخلا سافرا في الشأن المصري "من طرف مَن ظل يتهم حماس بالتدخل في شؤون مصر".
تحريض على القتل
ووصف البردويل الوثائق بأنها تعكس "جرائم التحريض على القتل والموت والإبادة"، معتبرا ربط أحداث سيناء بحماس محاولة لتوريط الحركة مع الجيش المصري، وتجييش عاطفة الشعب المصري ليشن حملة عدائية على الحركة.
وشدد القيادي بحماس على أن مصر عمق القضية الفلسطينية، وأنه لا مبرر للحملة الإعلامية التي تقودها بعض وسائل الإعلام على الشعب الفلسطيني ومقاومته.
وأضاف أن ما سماه تورط قيادات فتح والسلطة في الحملة جاء "لتحقيق مكاسب سياسية فئوية لتشويه المعارضين للمفاوضات ومحاولة تصفية القضية الفلسطينية"، نافيا بشدة تدخل حماس في الشأن الداخلي لأي بلد عربي.
وطالب البردويل الرئيس الفلسطيني بالتحقيق في الوثائق وفي استخدام السفارة الفلسطينية أداة لتنفيذها، ووقف "السلوك المشين والتخريب المسيء لصورة شعبنا صاحب التاريخ المشرف... ومحاسبة الذين سببوا هذا الضرر الوطني الكبير".
وطالبت حماس مسؤولي مصر "بوقف الحملة المسمومة التي تشنها بعض وسائل الإعلام ضد الحركة والشعب الفلسطيني والتي تعتمد على أخبار مفبركة".
فتح تنفي
من جهتها نفت حركة فتح اتهامات حركة حماس، ووصفت الوثائق التي نشرتها بأنها "مزورة".
وقال المدير التنفيذي لمفوضية حركة فتح موفق مطر للجزيرة إن فتح حريصة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وأنها لا تحتاج لتصدير وثائق ومعلومات للأشقاء المصريين ليعرفوا حجم تدخل حماس في شؤونها.
وأضاف أن حماس "كررت نفس أخطاء التزوير التي كانت نشرتها قبل يومين"، وقال إن الوثائق التي نشرتها حماس تحمل ترويسة غير التي تستخدمها حركة فتح.
واعتبر أن حماس "تسعى لتفجير الساحة الفلسطينية من جديد بعد تفجير علاقاتها مع الدول العربية، وعليه نشرت الوثائق المزورة"، مشيرا إلى أنها "لا تستطيع القيام بعمليات انتحارية لتخريب المسيرة السياسية حاليا، ولذلك لجأت للعمل الإعلامي".