حذرت قيادة السلطة المحلية في محافظة حضرموت شرقي اليمن من وجود أيد خارجية تسعى لاستغلال مطالب أبناء المحافظة الحقوقية لتحقيق أهداف مؤامرة بتدمير حضرموت في ظل الأوضاع العصيبة التي يمر بها اليمن ، داعية إلى أخذ الحيطة والحذر من تلك المخططات والمشاريع الهدامة.
وجددت السلطة المحلية في بيانها وقوفها إلى جانب مطالب أبناء المحافظة وما تمخض عنه مؤتمر تحالف قبائل حضرموت في وادي (نحب) مديرية غيل بن يمين من قرارات ومطالب حقوقية. وقالت:"لقد عملنا مع كل العقلاء لمتابعتها مع الجهات ذات العلاقة كافة لشعورنا بأنها مطالب حقوقية مشروعة تخدم المحافظة وكل أبنائها دون استثناء".
وأضافت:" تمر محافظة حضرموت هذه الأيام بفترة عصيبة وتحديات كبيرة تضع أبناء محافظتنا أمام مفترق طرق فأما أن نحافظ على أمنها واستقرار الحياة فيها وأما أن نتخلى عنها لتتجه نحو منحى ومنزلق مجهول لن يصطلى ويكتوي بنيرانه ونتائجه غير أبناء هذه المحافظة, وهو الأمر الذي لا يمكن أن يرتضي به كل عاقل من أبناء محافظتنا".
وعبرت السلطة المحلية في البيان "عن الأسف الشديد لبروز من يحاول تجيير هذه المطالب واستغلالها بشكل لا يخدم المحافظة ولا حتى الأهداف التي كان يناضل من أجلها الشهيد الشيخ سعد بن حمد بن حبريش العليي واستغلوا أيضاً الظروف التي تمر بها المحافظة والوطن بشكل عام ليحاولوا تمرير ما يريدون تمريره دون مراعاة بأن ما يتجهون نحوه لا يقود إلا إلى مزيد من الخراب والدمار وإراقة الدماء دون أية مبررات ولا أسباب منطقية تخدم المحافظة".
وكشفت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت في البيان أن "هناك عناصر خارجية تسعى لذر الرماد في العيون لإلهاء أبناء حضرموت عن تحقيق مطالبهم الحقوقية ودون أن يفقه أبناء المحافظة الشباب بأن ما يقومون به ما هو إلا جزء من المؤامرة لتدمير محافظة حضرموت ومصالح أبنائها وإعادتها إلى مربع الصراعات والتدمير والتخريب وزرع بذور الفتنة والشقاق بين أبناء حضرموت".
ودعت السلطة المحلية في بيانها أبناء حضرموت "إلى أخذ الحيطة والحذر من تلك المخططات والمشاريع الهدامة .. مؤكدة على ضرورة التمسك بأخلاق وسلوك الحضارمة المشهود لهم بتحكيم العقل والمنطق في معالجة قضاياهم وتحقيق مطالبهم وانتهاجهم دوماً طريق السلم والاعتدال ونبذهم لكل أساليب العنف المقيتة التي يحاول البعض غرسها عنوة في قلوب ونفوس أبناء حضرموت وذلك في نية مبيتة لتشويه تاريخ هذه المحافظة صاحبة اليد الطولى في العلم والثقافة والسلمية ورقي العادات والتقاليد والأعراف ومن كان للعلماء من أبنائها دور مشهود في رفع راية الاسلام في دول وأصقاع عديدة في العالم".
وتابعت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت قائلة :" ولا يجوز لنا نحن أبناء هذه المحافظة اليوم أن ندمر وبلمح البصر تراث وميراث حضاري وثقافي وإنساني ورثناه عن الاسلاف ".
وأردفت:" ان ما تشهده اليوم بعض مدن وقرى محافظة حضرموت من اختلالات وشغب وفوضى أمر لا يقبله أي عاقل من أبناء المحافظة, فهل من أهداف الهبة السلمية القيام بالتعدي على مقار مباني الأمن واشعال الحرائق فيها واغلاق المدارس والمستشفيات والمتاجر والمطاعم وتعطيل الأعمال في الدوائر الحكومية؟, ولمصلحة من مثل هذه الأعمال؟ , وهل انتهت كل الطرق السلمية المعبرة عن تحقيق المطالب؟.. إننا لا نظن ذلك".
واستطردت السلطة المحلية بمحافظة حضرموت قائلة :"وإذا كان كل ذلك يهدف إلى تحقيق مطالب مؤتمر (وادي نحب) لقبائل حضرموت فأننا نود هنا أن نوضح الأمر لأبناء محافظتنا حيث قمنا أولاً بتقديم واجب العزاء في منزل الشهيد بن حبريش وقامت اللجنة الرئاسية بإبلاغهم بموافقة الأخ الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية على المطالب كافة التي تقدمت بها قبائل حضرموت بل وتم تجاوز هذه المطالب بمطالب أخرى لمصلحة أبناء المحافظة عموماً .. وفي نفس الوقت قام الأخ رئيس الجمهورية بالاتصال هاتفياً بذوي الشهيد ليطمئنهم بالموافقة على مطالبهم , وتقدم الأخ المحافظ بمذكرة يطلب فيها تشكيل لجنة من تحالف قبائل حضرموت للجلوس مع اللجنة الرئاسية لوضع آلية وجدول زمني لتحقيق هذه المطالب , إلا أنه وللأسف الشديد لم تتم الاستجابة , لكنه بالمقابل تم حرف مسار متابعة الحقوق المشروعة لأبناء حضرموت إلى مسار آخر يشهده الجميع اليوم مسار تخرب فيه المصالح العامة والخاصة وتحرق وتنهب وهو ما يسئ تماماً لما دعت إليه قبائل حضرموت , ولا نظن بأن مثل هذه التصرفات يمكن أن يقتنع بها تحالف قبائل حضرموت ".
وحثت قيادة السلطة المحلية في البيان تحالف قبائل حضرموت وكل الخيرين من أبناء المحافظة التداعي لوقف التصرفات والممارسات المخلة بالأمن والاستقرار والتعدي على الممتلكات العامة والخاصة والتي لا تعكس بأي شكل من الأشكال موقفهم تجاه تحقيق مطالبهم المشروعة وأن يضعوا حداً لمن يشوه حقهم في التعبير السلمي .
كما دعت جميع أبناء المحافظة إلى الالتفاف وتوحيد الصف لتجنيب الظواهر والاختلالات التي تسيء إلى سمعتهم وتشوه تاريخهم وتخلق المتاعب لأبنائها .
وأعربت في ختام بيانها عن الثقة بعقلاء حضرموت من أنهم لا يمكن أن يرتضوا بخراب ودمار حضرموت .. مشددة على ضرورة تكاتف كافة الجهود لتعود الحياة إلى طبيعتها وتجنيب المحافظة الانزلاق إلى مخاطر الفتن واعمال الفوضى والتخريب.