قال المدير العام لمستشفى مجمع الدفاع (العرضي) في اليمن الدكتور هشام عبده عثمان الزبيري ان ما عرضته القنوات من المشاهد الشنيعة بحث جريمة استهداف المستشفى لم يكن سوى 20% من بشاعة الجريمة مؤكداً أن الرئيس لم يكن هناك.
وأوضح الزبيري مع صحيفة "الثورة" الرسمية العديد من التفاصيل والملابسات حول الحادث وما تردد من أنباء، وفيما يلي نشوان نيوز يعيد نشر نص الحوار:
كل تلك المشاهد الشنيعة التي شاهدها اليمنيون لجريمة مذبحة العرضي، «ليست سوى 20% من حقيقة بشاعة الجريمة».. ذلك ما كشفه لأول مرة، المدير العام لمستشفى مجمع الدفاع الدكتور هشام عبده عثمان الزبيري، في أول حوار يجريه مع وسيلة إعلامية، تحدث فيه بأسى لا يخفيه، عن المستشفى بصيغة «كان»، وأكد أن الأضرار التي لحقت به كبيرة لكن خسارته البشرية كانت أفدح.
الدكتور هشام، استشاري أمراض وجراحة القلب، الذي تولى عملية الإشراف على تأسيس المستشفى وإدارته منذ 2008م، يؤكد أن من مارسوا القتل بتلك الطريقة الشنيعة ثلاثة من منفذي الهجوم وليس واحداً «لم يستوعب الدرس» حسبما زعم أمير «القاعدة» في إقراره بتبني التنظيم الهجوم الإرهابي الغادر والجبان على مستشفى ومجمع الدفاع، كاشفاً كثيراً من التفاصيل في هذا الحوار الحصري للصحيفة:
* بداية.. لماذا تتجنب التحدث إلى وسائل الإعلام؟
- أنا لست ضد الإعلام، ولكن لا أحب أن أظهر، حتى في زيارات بعض وسائل الإعلام للمستشفى كنت أفضل أن يتكلموا من الأطباء والممرضين الذين كانوا حاضرين في المستشفى أثناء الهجوم. أما حصر اللقاءات معي فقط، فلا أؤيده.
* لكن الحدث جلل، وحتى الآن لم تعقد مؤتمراً صحافياً.. ألا يبدو هذا لافتاً؟
- هذا صحيح، لكن ما حدث يصعب استيعابه، وكان فاجعة وصدمة، لا زلنا نعيش آثارها. كما أننا منشغلون في أمور كثيرة.. الدفن ثم العزاء ثم التعويضات والآن الإصلاحات.. ومع ذلك، هات ما لديك من أسئلة وسأجيبك عليها سأجيبك بكل شفافية وصدق.
عدد الضحايا
* لماذا لا يزال عدد ضحايا الجريمة متواتراً وغير محدد بدقة؟
- كثير من الزوار كانوا لا يزالون في الاستقبال ولم يكونوا قد سجلوا بياناتهم حين وقع الانفجار. وما أنا متأكد منه بالنسبة للزوار المرضى، أنهم 12 شخصاً. لكن هذا لا يعني أنهم 12 فقط 12 لأن بعضهم لم يكونوا قد سجلوا بياناتهم، كما أسلفت، ولهذا ليس لدي بيانات لهم.
* ألم تتعرفوا على هواياتهم فيما بعد الجريمة؟
- هذه المهمة تعنى، أو عنيت، بها اللجنة الأمنية، فالتحريات حضروا والمباحث الجنائية، وهذه البيانات لديهم، ولم يسلموها لنا، ولست مطلعاً عليها.
* يطرح البعض أن الهجوم استهدف تهريب جرحى من «القاعدة».. هل هذا صحيح؟
- لا.. ليس صحيحاً. لم يكن لدينا أي جريح لا من القاعدة ولا من الحوثيين ولا من جماعة السلفيين في دماج.. لم يكن لدينا أي أحد من هؤلاء.
* ألم يكن لديكم في المستشفى شخصيات عامة تشغل مناصب هامة؟
- الشخص المسؤول الوحيد الذي كان يرقد لدينا، هو وكيل محافظة ذمار عبد الله الميسري.
* وفقاً لموقع وزارة الدفاع (26 سبتمبر) فإن حفيد شقيق الرئيس قتل؟
- نعم، كان فتى عمره 16 سنة، مرافقاً له، وكان شخصاً محبوباً جداً من الطاقم التمريضي لأدبه وأخلاقه العالية.
* بالضبط كما حدثني كثيرون.. ولكن أستغرب لماذا لا تفندون الشائعات؟
- يعني.. الواحد كم سيفند أو ينفي؟ !
* هل جرى إنقاذه مع الآخرين بعد استعادة السيطرة؟
- نعم، نعم بعد استعادة السيطرة على المستشفى. بعدما خرج القتلة الذين دخلوا المستشفى.
* قيل أنه تم نقل شقيق الرئيس بعد الانفجار مباشرة؟
- لا.. ليس صحيحاً.. مع الدمار الذي حصل داخل المستشفى والظلام والغبار بعد الانفجار، لم ينتبه القاتل لوجود غرفتين، عن يمينه وعن يساره. مر من جانبهما لكنه لم ينتبه لهما، فقد كانت أبوابهما مغلقة، وهو دخل الغرف التي كانت أبوابها مفتوحة، لم يحاول فتح أي أبواب.
* هاتان الغرفتان كانت غرف رقود عادية أو عناية مركزة؟
- لا غرف عادية، لكن منفردة. كل واحد في غرفة. أما غرفة العناية المركزة فقد اقتحموها.
زيارة الرئيس
* هناك من زعم أن رئيس الجمهورية كان يزور أو سيزور المستشفى.. ما صحة ذلك؟
- لا.. هذا الكلام غير صحيح.. لم يكن هناك أصلاً برنامج زيارة فخامة الرئيس للمستشفى في ذلك اليوم.
* مادام كذلك.. لماذا لم تؤكدوا هذا للإعلام، منعاً للغلط الذي أثير بهذا الشأن؟
- هذا الكلام أنا مسؤول عنه.
* أين كنت حين وقع الهجوم على مستشفى ومجمع وزارة الدفاع؟
- لحظة وقوع الانفجار، كنت أنا والدكتور زايد عاطف استشاري أمراض غدد صماء خارج المستشفى وابلغني نائبي بأن هناك هجوماً شديداً على المستشفى، بالمتفجرات والبوازيك والرصاص فهمت منه أن الهجوم كان شرساً فاتصلت حينها بأحد أطباء الرئيس الدكتور محمد الشعناء، طلبت أن يبلغ الحرس الجمهوري (الرئاسي) بأن هناك هجوماً مسلحاً قوياً على المستشفى، وأنهم أكيد سيحتاجون لهم، وأخبرته أني سأعود أدراجي إلى المستشفى.
* وهل عدت مباشرة من دون إنجاز المهمة التي ذهبتما إليها؟
- بالفعل، دورت وأوصلت الدكتور زايد على الطريق، ودخلت المستشفى، أو بالأحرى العرضي، إذ لم استطع الوصول إلى بوابة المستشفى لأنه كان هناك إطلاق رصاص في الساحة نفسها لكني وصلت إلى داخل العرضي وجلست مع مهندسي الأشغال عند البوابة التي دخلوا منها لكن من الداخل.
* كم بقيت عند البوابة الغربية لمجمع وزارة الدفاع؟
- ربما نصف ساعة إلى أربعين دقيقة.. إلى أن انتهى القنص (إطلاق الرصاص). واستطعت الخروج، رأيت المستشفى مدمراً، وبعدها مررت وذهبت أرى الجرحى في المستشفيات التي أسعفوا إليها.
* وبالتزامن مع هذا التوقيت، كان وصول الرئيس إلى مجمع الدفاع؟
- لا.. لا الرئيس جاء بعدها، وقت الظهيرة.
* قيل بعد الساعة 11 ظهراً، بعد استعادة السيطرة على المستشفى؟
- نعم.. أنا غادرت العرضي (مجمع الدفاع) تقريباً الساعة 10 أو عشرة إلا عشر، ما عدت أذكر بالضبط، واتجهت إلى المستشفيات لتفقد جرحانا، في (المستشفى) الجمهوري وغيره.
بشاعة الجريمة
* الآن دكتور.. حين تستحضر ما حدث.. كيف تصفه؟
- ما حدث شيء لا يوصف.. شيء مروع وبشع جداً. هذا إجرام، وشيء فظيع، وضرر حصل في المستشفى، غير معقول، ولا مقبول بالتأكيد.
* لولا وثقت الكاميرات الجريمة لما تخيل الناس بشاعتها؟
- كان ما اقترفوه فعلاً بشعاً.
* هل صحيح أن المستشفى يحوي 52 كاميرا مراقبة؟
- لا ليس صحيحاً، الكاميرات الخاصة بالمستشفى 30 كاميرا، اثنتان كانتا عاطلتين وتخضعان للصيانة، و28 كانت تعمل حتى يوم الهجوم.
* وهل سلمت المواد الفلمية جميعها إلى رئاسة الجمهورية للتحقيقات؟
- نعم، سلمناها في نفس اليوم. ليس الكاميرات وإنما أجهزة التسجيل لسنة كاملة.
* تقصد سيرفرات تخزين ما تصوره الكاميرات؟
- نعم، أجهزة ريكوردر، تسمى دي في آر.
* هل شاهد الناس كل شيء، بشأن بشاعة الجريمة وفظاعتها؟
- صور الفيديو التي بثت تعتبر قليلاً من الفظائع التي حصلت في المستشفى. لدينا صور وهم يقتلون أناساً جرحى. وهناك صور وهم يرمون (يطلقون الرصاص) على جثث ميتة ونحن قادرون على إثبات هذا الكلام.
* هل شاهدت الرسالة المصورة لأحد قيادي «القاعدة» بعد بث الفيديو بأسبوع؟
- حق الريمي.. نعم شاهدتها.
* زعم أن واحداً منهم فقط هو من ارتكب هذه الفظائع وأنهم براء منه؟
- لا ليس صحيحاً.. الذين قتلوا الناس بتلك الطريقة الشنيعة، المؤكد لنا %100 أنهم اثنان، ونعتقد بنسبة 80 % أنهم ثلاثة. لأن بعض الصور لا يظهر فيها الوجه.
* ماذا فعل الاثنان الآخران؟
- هناك ما هو أشنع مما عُرض، ورغم اختلافنا مع اللجنة الأمنية حينها وتقديم الاستقالة احتجاجاً على بثها الفيديو. إلا أن ما تم بثه لا يمثل إلا %20 أو %30 من الوقائع الشنيعة التي ارتكبت.
* لكنك –حسبما أشيع - عارضت بث مقاطع الفيديو.. لماذا؟
- نعم أنا كنت ضد البث، فالمشكلة بالنسبة لي أن البث كان بعد يوم على الدفن، وأن أهالي الضحايا كانوا لم ينسوا بعد فاجعتهم. كيف نبث (تلك المشاهد) بعد أقل من يوم على دفن الضحايا، ولا يزال حزن أهاليهم في أوجه ومشاعرهم لم تهدأ. ونأتي نفاجئهم بتلك الصور.. هذه إهانة وعدم مراعاة لمشاعر الأهالي، ولا يصح. وهذا ما أبلغته لوزارة الدفاع في يومها.
* لكن الفيديو كشف بشاعة الجريمة أمام من كان يتعاطف مع شعارات «القاعدة»؟
- أعرف.. واعتراضي كان على عدم مراعاة مشاعر أهالي الضحايا أو حتى إبلاغهم قبل البث كي لا يتفاجأوا. ولو كانوا قالوا لنا، كنا سنهيئ أهالي الضحايا لتلقي الفيديو بعد يوم أو يومين، أما بث الصور هكذا من دون أن نراعي مشاعرهم، هذا الذي قهرني ودفعني لتقديم الاستقالة.
* وهل قُبلت الاستقالة؟
- لم تقُبل من الرئيس، قال لي: استمر في عملك، وأعد تجهيز المستشفى وأكمل موضوع تعويضات الضحايا، وعالجوا الجرحى، وبعد شهر، شهرين يكون لكل حادث حديث.
استهداف للمستشفى
* برأيك.. ماذا كانت دوافع الإرهابيين من مهاجمة المستشفى؟ !
- والله بالنسبة لنا.. ليس لدي تفسير لهذا العمل الإجرامي الذي حدث، أن يقتل أحدهم أو اثنان الأطباء وممرضات ونساء ورجال مرضى، حتى الذين عمرهم ستين إلى سبعين سنة.. لا أجد تفسيراً ولا أنا قادر أفهمه.
* البعض يعلل الهجوم بموقع المستشفى الأنسب للسيطرة على مجمع الدفاع.. ما رأيك؟
- أنا عملي فني مهني وليس سياسياً.. لكن كأطباء عاملين في المستشفى، إحساسنا أن الهدف كان المستشفى.. والله أعلم.
* لماذا.. لأن المستشفى كان يضم غرفة عمليات طائرات بلا طيار، كما زعمت «القاعدة»؟
- لا.. لا وجود لمثل هذا المزاعم.. نحن سمحنا لبعض الصحافيين القيام بجولة في المستشفى، ورأوا أن أجهزة المستشفى وخدماته كلها طبية، ولا وجود لأي أجهزة عسكرية بداخله.
* لكن تنظيم القاعدة يصر على أنه كان يستهدف غرفة تحكم بالطائرات؟ !
- لا يوجد داخل المستشفى حتى أسلحة.. ليس فيه عدا اثنين حراسة عند البوابات فقط. ليس بداخله أي شيء عسكري ولا أسلحة.
قيمة المستشفى
* إذن.. المستشفى ماذا كان يمثل من قيمة، حتى يكون هدفاً للهجوم، حسبما ذكرت؟
- المستشفى أنشئ على أساس فكرة أن يكون نموذجاً للمستشفيات، ويخفف من السفر إلى الخارج، للضباط وأفراد الجيش. وبالفعل قام بهذا الدور.
* وما الذي يميزه في ذلك عن المستشفيين العسكري أو الشرطة؟
- الذي يميزه، أن تجهيزه كان عالياً وكان حديثاً، عمره خمس سنين أو أقل. وكادره، كان لدينا سابقاً ستة استشاريين ألمان في تخصصات مختلفة، غادروا اليمن مع انفجار الأحداث (الأزمة) عام 2011م، قبل جريمة جامع النهدين (مسجد الرئاسة) بحوالي أسبوع.
ولم يبق معنا غير الدكاترة اليمنيين،حتى اليمنيين حاولنا أن نختار منهم الذين هم استشاريين ولديهم تخصصات عالية، متميزين في عملهم، وطاقم التمريض أيضاً مميز، خبراته عالية، وأكثريته كان من الفلبينيين، وفيه حوالي ستة أو ثمانية، ثمانية تقريباً يمنيين متخصصين عناية مركزة وتخصصات طوارئ.
* أفهم من كلامك أن المستشفى استهدف لأنه يعالج كبار القادة العسكريين مثلاً؟
- المستشفى كان يعالج العسكريين والمدنيين. ونسبة المدنيين تقريباً ما بين 50 إلى 65 %.
* ألم يكن مستشفى النخبة، كما يُوصف؟
- لا.. أنتم شاهدتم الفيديو. ورأيتم بين الزوار، في غرفة الاستقبال قبل الانفجار، مواطنين مدنيين بسطاء، رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً، بجانب بعض العسكريين. فالمستشفى كان يخدم أساساً مجمع وزارة الدفاع، وكل العاملين فيه يحق لهم دخول المستشفى. أما الآخرون فكان أي شخص يستطيع أن يحصل على تحويل من مستشفى الثورة إلى أي قسم لدينا، الحصول على موعد يأتي فيه، ولم يكن الانتظار يزيد عن أكثر من أسبوع.
* هل حقاً كان المستشفى يجري ما بين 12 إلى 15 ألف معاينة و3000 عملية سنوياً؟
- نعم.. المستشفى كان يجري نحو ثلاث إلى خمس عمليات يومياً.. رغم أن العمليات التي فيه، غرفة عمليات واحدة. ومدة الرقود لدينا لا تزيد عن يوم ونصف كمعدل متوسط، فالمريض –عادة- يخرج اليوم الثاني، عدا حالات يتأخر فيها يومين إلى ثلاثة، وهي قليلة، أما الأكثرية، يوم واحد ويخرج.
أضرار بالغة
* العمل في المستشفى هل توقف كلياً أم جزئياً.. وفي أي أقسام تحديداً؟
- الآن كل الأقسام متوقفة، لأن الأقسام كلها متضررة.. والعمل الآن مستمر في إصلاح الأضرار، ورؤساء الأقسام يحضرون يومياً للإشراف، من كل قسم يحضر واحد، سواء رئيس القسم أو نائبه، للإشراف على المهندسين العاملين في ما يخص أقسامهم ومشاورتهم. أما التطبيب وأعني (المعاينة والعلاج) فلا يعملون الآن.
* لكن البعض تحدث أن الأضرار التي لحقت المستشفى، في الديكور والأثاث فقط؟ !
- لا.. لا.. بالنسبة للمبنى، أكثر الضرر في الأسقف المستعارة والتجهيزات الفنية، تمديدات الكهرباء والمياه والغاز، يعني التجهيزات الداخلية كلها. أما كهيكل فالضرر فيه خفيف. هذا هو الصحيح. أما القول أن الأضرار في الديكور فقط ليس صحيحاً. فتمديدات الغازات وحدها شغلة كبيرة، والتكييف لأن المستشفى مغلق ليس فيه شبابيك (نوافذ)، الشبابيك التي فيه كلها عبارة عن زجاج (للضوء) لكنها لا تفتح.
* هذا لأن المبنى مصمم بنظام الكبسولة، أليس كذلك؟
- نعم. فالمبنى داخله يعتمد بأكمله على التكييف في مده بالهواء وتنقيته ونظام تعقيم داخلي.
* ماذا عن المعدات والأجهزة الطبية.. هل تضررت بالفعل؟
- الأجهزة تضررت كثيراً.. هناك أجهزة فحص صغيرة لم تتضرر. لكن الأجهزة والمعدات الكبيرة، مثل أجهزة الأشعة حصل فيها ضرر، وغرفة العمليات، وهي كاملة عبارة عن كبسولة واحدة وأجهزة حديثة وأغلى غرفة عندنا، حصل فيها ضرر كبير.
أيضاً سيارات الإسعاف حصل فيها ضرر كبير. وحافلتان انتهيتا، واحدة مجهزة خاصة بالمستشفى الميداني، والثانية باص لنقل الركاب. المختبر أيضاً تضرر. يعني بعض الأماكن يصل الضرر فيها ما بين 20 إلى %30 وبعض الأماكن 100 %.
* سيارات الإسعاف التي تضررت، اثنتان كما جاء في تقرير لجنة التحقيق؟
- نعم، سيارتا إسعاف تضررتا.إحداهما تجري محاولة إصلاحها، ولا ندري هل سيستطيعون إصلاحها أم لا؟
* أين وصلت اللجنة الفنية لتقييم الأضرار وكلفة إصلاحها؟
- الأشغال العسكرية بدأت العمل، كان لدينا طابقان جديدان الثالث والرابع، لم يزودا بالأجهزة بعد، والمقاول مستمر في العمل والمؤسسة الاقتصادية بدأت في حصر الأضرار، ومهندسوها بدأووا في إصلاح بعض الأشياء. أما الأجهزة فتحتاج إلى وقت حتى تصل.
* لكن توجيه رئيس الجمهورية يقضي بإعادة تجهيز المستشفى خلال شهر؟.
- تكليف رئيس الجمهورية لنا بأن نحاول إصلاح الأضرار وإعادة تجهيز المستشفى خلال شهر. وأنا أتوقع أن يستغرق ذلك شهراً ونصف الشهر، تقريباً.
* نُقل عنك أن الإصلاحات تكلف 2.5 مليون دولار.. هل هي نهائية أم تقديرات؟
- لا.. هي تقديرات أولية، لمهندسين ذوي تخصص طبي يسمونهم مهندسين طبيين، والأشغال العسكرية، والمؤسسة الاقتصادية اليمنية. وهي تقديرات مبدئية وليست حسبة نهائية. ولكي نعرف الأرقام (الكلفة) النهائية لإصلاح الأضرار.. سنرى أثناء الإصلاح ما هي الأجهزة المتضررة تماماً والتي ضررها متوسط أو ضرر صغير، ونطلب من الشركات المصنعة عروض أسعار.
* ما مصدر تأمين نفقات الإصلاحات؟
- بعض الدول الكبرى، وعدوا بأن يقدموا مساعدات للمستشفى في الأجهزة وليس مساعدات مالية.
* هل كان هذا مغزى زيارة السفير الفرنسي للمستشفى رغم أن لا ضحايا فرنسيين؟
- نعم، السفير الفرنسي وقبله الروسي والأردني والسفيرة البريطانية، زارونا لتقديم التعازي وإبداء تعاونهم في السعي لدى دولهم لتقديم مساعدات لاستبدال الأجهزة والمعدات المنتهية.
خسارة الكادر
* يظل الأهم من التجهيزات، الكفاءات.. كيف تصف خسارة المستشفى البشرية؟
- هي خسارة كبيرة وفادحة.. شهداء الكادر العامل في المستشفى، عددهم 15 شهيداً، 7 يمنيين و8 أجانب. لقد صفي %80 من العاملين في قسم الجراحة، سواء أطباء أو فنيين. وهؤلاء كانوا من ذوي التخصصات العالية والخبرات الرفيعة ومتميزين في عملهم.
* تقريباً كم عدد كادر العاملين في المستشفى؟
- حوالي مائة وعشرة أو مائة وعشرين.
* الفلبينيون الذين قتلوا سبعة من أصل كم في المستشفى؟
- تقريباً من أصل حوالي 40 فلبينيا وفلبينية.
* هل تكفلتم بنفقات شحن جثامينهم إلى أهاليهم كاملة؟
- نعم كاملة.
* البعض تحدث عن راتب شهر والنفقات على ذويهم؟
- لا غير صحيح.. دفعنا تكاليف شحنهم كاملة مع المعاملة، لأن التكاليف تدخل فيها قيمة الصندوق والإبر لحقن جثة الميت، ورسوم معاملات أوراق، ونفقات الشحن نفسه لجثامينهم وقد دفعناها كاملة مع نفقات شحن عفشهم أيضاً. وليس إلى العاصمة، بل إلى أقرب المناطق إلى ذويهم.
* هل ثمة تعويضات أو مكافآت نهاية خدمة صرفت لذويهم؟
- أخذنا إذنا من الجهات العليا أن ندفع لهم رواتب ستة أشهر. ونحن نسعى إلى أن نرفعها أكثر، لكن مبدئياً ستة أشهر.
* الحال نفسها مع الكادر اليمني الطبي والإداري؟
- نعم، نفس الوضع. مع فارق أن لا نفقات شحن لأنهم كما تعلم دفنوا في الداخل.لكن موضوع الراتب، ستة أشهر أيضاً، مع زيادة أن فخامة رئيس الجمهورية أعلن أن يعاملوا معاملة الشهداء، سواء مدنيين أو عسكريين.
* صرفت للعسكريين رسوم دفن.. فهل صرفتم لشهداء كادر المستشفى رسم دفن؟
- نعم، نحن أول من صرف مساعدات نفقات الدفن والعزاء لذوي شهداء كادر المستشفى.
*( مقاطعاً) هل صرفت لهم 500 ألف كما العسكريين؟
- لا أدري كم صرف للشهداء العسكريين.. لكننا صرفنا لذوي الأطباء 300 ألف ريال بحسب اللائحة الداخلية للمستشفى.
* البعض قال أنكم خصمتم 200 ألف على الأطباء؟
- لا، نحن صرفنا من البداية في ثاني يوم، قبل ما الجيش يصرف للعسكريين.. وليس لدينا ما نخفيه، فنحن المستشفى العسكري الوحيد الذي لديه حسابات وموظفون محاسبون من المالية، ولدينا شفافية.
التكريم والتقدير
* بالنسبة لتكريم الضحايا.. هل تم تسليم ذوي الجراح فانزويلا وساماً؟
- فخامة رئيس الجمهورية استقبل نائب القنصل الفلبيني، لأن القنصل الفلبيني كان قد غادر، وسلمه الوسام بحضوري لتسليمه إلى ذوي الدكتور روبن فانزويلا، استشاري جراحة الصدر والأوعية الدموية، نظير خدماته في اليمن التي امتدت لأكثر من 33 عاماً.
* ماذا عن باقي الضحايا ألا يستحق الأطباء وسام الواجب والعسكريون وسام الشجاعة؟
- أنا من ناحيتي أنا أرى أن الكل يستحقون. لكن هذه تقديرات ليست في مجال اختصاصي. هذا شأن سياسي وأنا اسألني في الشأن الطبي أو شأن فني.
* أقصد هل تأمل أن يستحق الجميع أوسمة؟.
- من ناحية نأمل، بالتأكيد نأمل.
* شكراً جزيلاً لك دكتور على هذا الحوار الحصري مع صحيفة «الثورة ».
- شكراً لكم.