بعدما نشرت السعودية 20 ألف جندي على حدودها الشمالية مع العراق، تحسباً لأي هجوم من قبل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، فوجئت بهجوم على حدودها الجنوبية مع اليمن. واللافت أن الهجوم الذي يحمل بصمات تنظيم "القاعدة"، تزامن مع الذكرى الخامسة لاستهداف وزير الداخلية السعودي، محمد بن نايف، حين كان نائباً للوزير.
فقد قال مصدر يمني رسمي، إن عدداً من السيارات، إحداها مفخخة يقودها انتحاري، انفجرت بالقرب من منفذ الوديعة الحدودي بين السعودية واليمن في محافظة حضرموت (شرق)، ما أدى إلى مقتل جندي يمني وجرح آخر.
وأضاف المصدر، في تصريح نقله موقع وزارة الدفاع اليمنية، أن قوة من "اللواء 23 مدرع" تحركت لتمشيط المنطقة والبحث عن عناصر إرهابية ضالعة في تنفيذ الهجوم. وأشار إلى أن "الوضع في المنفذ تحت السيطرة وما زالت وحدات من المنطقة العسكرية الأولى تطارد سيارتين أخريين للإرهابيين حيث تمكنتا من الفرار باتجاه الصحراء بعد تصدي المقاتلين لهما".
وعلم "العربي الجديد" أن جثث ثلاثة جنود يمنيين، من أفراد القوات الخاصة، وصلت إلى مستشفى سيئون العام في وادي حضرموت، وأودعوا في ثلاجة المستشفى تمهيداً لنقلهم إلى صنعاء. وحسب مصادر طبية، فإن القتلى سقطوا في هجوم "القاعدة" على منفذ الوديعة.
من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن مقتل قائد دورية سعودي بالتزامن مع هجوم المسلحين. وقال المتحدث الأمني في الوزارة، اللواء منصور التركي، إنه "وعند الساعة الحادية عشرة وخمس وأربعين دقيقة صباحاً (أمس الجمعة)، وبالقرب من منفذ الوديعة الحدودي، تعرضت دورية أمنية لإطلاق نار استشهد على أثره قائدها، وقد تولت قوات الأمن مطاردة المعتدين، وتم تبادل إطلاق النار معهم، حيث قتل منهم ثلاثة وأصيب رابع وألقي القبض عليه".
وأضاف أن "قوات الأمن تتولى تفتيش بعض المباني التي ربما يكون لجأ إليها شخص أو اثنان من المعتدين، ولا يزال الحادث محل المتابعة الأمنية".
وحسب مصادر سعودية، فإن قتلى رجال الأمن السعوديين في النقطة الحدودية ارتفعوا إلى ثلاثة، أحدهم من منتسبي حرس الحدود، مؤكدة أن الستة من "القاعدة" الذين هاجموا النقطة كلهم سعوديون.
ونشر ناشطون على الانترنت صوراً تظهر العديد من القتلى المهاجمين سقطوا في المواجهات قرب المنفذ الحدودي.
وتعتبر السعودية حدودها مع اليمن، التي تمتد لمسافة 1400 كيلومتر، تحدياً أمنياً رئيسياً، ما دعاها للشروع في بناء سياج حدودي مع اليمن منذ عام 2003 لمنع التسلل إلى أراضيها.
وتعدّ هذه العملية هي الأولى التي ينفذها مسلحو تنظيم "القاعدة" قرب منفذ حدودي بين اليمن والسعودية.
ويصادف هجوم الجمعة، الذكرى الخامسة لمحاولة اغتيال قام بها أحد عناصر "القاعدة" ضد وزير الداخلية السعودي، محمد بن نايف، في 6 رمضان 1430ه. الموافق 27 أغسطس/ آب 2009. ومنفذ العملية هو مطلوب للسلطات السعودية زعم أنه يرغب بتسليم نفسه، فقصد مكتب بن نايف في منزله في جدة وقام بتفجير نفسه بواسطة هاتف جوال وتناثر جسده إلى أشلاء، وأصيب بن نايف (نائب الوزير حينها) بجروح طفيفة. وقد أعلن تنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" مسؤوليته عن تلك العملية.
وتوحّد فرعا تنظيم القاعدة في اليمن والسعودية مطلع عام 2009 تحت مسمى "تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب"، تحت إمرة اليمني ناصر الوحيشي، وينوب عنه السعودي سعيد الشهري، الذي توفي متأثراً بإصابة عام 2013، بعدما أصيب في غارة أميركية عام 2012.