[esi views ttl="1"]
أرشيف محلي

تباين بين الموقف العربي والغربي تجاه سقوط عمران بيد الحوثيين ‏

وأظهرت بيانات الخميس تباينا في مواقف الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية تجاه ‏تطورات الوضع في شمال اليمن وسقوط مدينة عمران 50 كيلومتر شمال صنعاء، ففي حين ‏أدان الموقف الخليجي بشكل صريح جماعة الحوثيين، تجنب موقف الدول الغربية تحميل ‏الجماعة مسؤولية ما حدث. ‏

وحمّل بيان جامعة الدول العربية الخميس الحوثيين المسؤولية الكاملة عن اقتحام عمران وما ‏رافقه من قتل وتدمير واستهداف للمواطنين والمنشآت الخاصة والحكومية وطالب بانسحاب ‏الحوثيين من عمران. ‏

ويتفق هذا الموقف مع بيان الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي الذي قال‏ إن "جماعة ‏الحوثي تتحمل المسؤولية كاملة عن كل ما يجري في مدينة عمران، وما يتعرض ‏له مسار ‏التسوية السلمية في اليمن من تعطيل يهدد مسيرة الانتقال السياسي السلمي". معتبراً إن ‏‏‏"اليمن يتعرض لحرب معلنة يقف وراءها فكر متطرف وقوى يسعى لزعزعة امنه ‏‏واستقراره، وإفشال مسيرة الانتقال السياسي السلمية". ‏

من جهتها أدانت وزارة الخارجية الأميركية في بيان أصدرته الخميس، وتلته الناطقة باسمها ‏جين بساكي، العنف في عمران ودعت الحوثيين إلى الوقف الفوري لكافة التحركات المسلحة ‏و"وقف تقدمهم نحو العاصمة صنعاء".‏

وأشادت واشنطن بجهود الرئيس عبدربه منصور هادي، و"عزيمته الراسخة لتنفيذ مخرجات ‏مؤتمر الحوار الوطني الشامل، مهيبة بالحوثيين وكل الأطراف بسرعة نزع السلاح والحرص ‏على استمرار المشاركة سلميًا في العملية الانتقالية". ‏

ودعا البيان الأميركي "كافة الأطراف إلى تجنب الانزلاق في النشاطات المسلحة ذو الطبيعة ‏الهجومية أو الانتقامية".‏

وكمؤشر على معلومات لدى الولايات المتحدة بحجم الغضب الشعبي في اليمن إزاء سقوط ‏عمران، دعا البيان الأميركي إلى "الامتناع عن إقامة المظاهرات السياسية التي لن تؤدي إلا ‏مزيد من توتير الأوضاع المؤججة في الأصل". ‏

إلى ذلك، أدان الاتحاد الأوروبي في بيان الخميس "سقوط ضحايا خاصة بين المدنيين"، ‏وحثّ "جميع الأطراف على الالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار، خاصة الاتفاق المبرم في 22 ‏يونيو".‏

ودعا الاتحاد الأوروبي "الجميع" إلى "السماح بالوصول الإنساني الفوري دون أي عرقلة إلى ‏المناطق المتضررة". وأكد على "أهمية احترام كافة الأطراف المعنية، لسلطة الدولة"، معتبراً ‏أن "الأعمال الرامية إلى إيقاد العنف في الشمال تقوض عملية الانتقال في اليمن".‏

ولم يبتعد الموقف البريطاني عن موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، أذ أعرب وزير ‏الدولة البريطاني لشئون الشرق الأوسط هيو روبرتسون في بيان أصدرته الخارجية البريطانية ‏الأربعاء عن قلق بلاده من التطورات، وقال "إنني قلق للغاية من تقرير منسق الشئون ‏الإنسانية في اليمن والذي اشار خلاله إلى مقتل 200 مدني بينهم اطفال ونساء وأن الآلاف من ‏المدنيين ما زالوا محاصرين داخل مدينة عمران".‏

تبايُن لهجة البيانات العربية والغربية عكس خلافا صامتا داخل مجموعة الدول العشر ‏الراعية للمبادرة الخليجية، في درجة تقدير خطورة الوضع في عمران وتحديد نسب ‏المسؤولية، حسب سياسي يمني مستقل.‏

ورجّح السياسي الذي فضل عدم نشر اسمه في تصريح انقسام مجموعة العشر حيال تقدير ‏الموقف في عمران هو ما حال دون صدور بيان مشترك لسفراء العشر بصنعاء حتى صباح ‏اليوم الجمعة. وهو في نظره، تأخر غير مسبوق منذ تولت المجموعة الإشراف على مجريات ‏الأحداث في المرحلة الانتقالية الحالية في اليمن التي بدأت نهاية العام 2011.‏

ويتكوّن قوام مجموعة "العشر" في اليمن من سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس ‏الأمن زائدا سفراء دول مجلس التعاون الخليجي الست إضافة إلى ممثل بعثة الاتحاد ‏الأوروبي.‏

زر الذهاب إلى الأعلى