arpo23

صحافيون يروون تفاصيل "الفاشية" الحوثية

"دواعش، تكفيريين، سكارى، كفار"، هذه بعض من العبارات التي وجهها مسلحون من جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) إلى المتظاهرين المناوئين لهم في العاصمة اليمنية، صنعاء، كما يروي الصحافي اليمني صامد السامعي ل "العربي الجديد".

يومان فقط كانا شاهدين على تعامل قاسٍ للجماعة التي باتت تسيطر على مقاليد السلطة في البلاد، مع وسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة. الأمر لم يتوقف حد المنع والاعتداء، كما كانت الحال في الأسابيع الماضية بل وصل إلى الاعتقال والتهديد بالقتل.

[b]الجحيم الحوثي[/b]

يروي السامعي، الذي يعمل في جريدة "الأولى" الأهلية في العاصمة، وقائع اعتقاله وعدد من المتظاهرين بينهم طلبة في كلية الإعلام، ورميهم في السجن "التهديدات لم تتوقف، حتى أنهم منعونا من الكلام والضحك". فظهيرة الأحد الماضي، هاجم مسلحون حوثيون بالرصاص والسكاكين تظاهرة نظمت أمام بوابة جامعة صنعاء، واعتقل مسلحون حوثيون 26 متظاهراً وأودعوهم في أحد سجون العاصمة صنعاء.

وأمس الإثنين، اعتدى المسلحون على عشرات من المتظاهرين، بينهم صحافيون ومصوّرون، وصادروا عدداً من الكاميرات والهواتف. وقال مراسل تلفزيون "سكاي نيوز"، محمد القاضي، إنه ومصوّره تعرضا للتوقيف والاعتداء من قبل الحوثيين قرب المبنى القديم لجامعة صنعاء".

يقول السامعي ل "العربي الجديد"، "سخروا منّا ووجهوا لنا الشتائم في السيارة التي كنّا على متنها أثناء الاعتقال، وأحد المسلحين طرق بمسدسه على رؤوسنا وهددنا بالقتل في حال حاول أحدنا الهرب". وأضاف "أودعونا في سجن الجديري (مخفر للشرطة)، ولم يطلقوا سراحنا إلا في المساء، بعد أن نفّذ صحافيون وناشطون احتجاجات أمام مقر الشرطة".

ورصدت منظمات حقوقية محلية انتهاكات تعرض لها الصحافيون في اليمن، تصدرت جماعة الحوثيين القائمة في ارتكاب تلك الانتهاكات من ضمنها الاختطاف والاعتداء الجسدي. وقال الطالب في كلية الإعلام يحيى القباطي في جلسة استماع نُظمت يوم الثلاثاء في نقابة الصحافيين في العاصمة صنعاء، "الحوثيون تعاملوا معنا بقسوة خلال اعتقالنا واحتجزوني وعددا من المتظاهرين في زنزانة بلا تهوية ومظلمة وباردة جداً، ومنعونا من دخول الحمام".

وقال متظاهرون ل "العربي الجديد" إن الحوثيين كانوا يستهدفون من يقوم بالتصوير بواسطة هاتفه وصادروا عدداً منها، وما يزال مصير يحيى السواري، وهو مصور شاب، مجهولاً بعد أن اختطفه مسلحون حوثيون من مظاهرة أول من أمس بالعاصمة صنعاء.

وأعربت نقابة الصحافيين اليمنيين عن قلقها البالغ من حالة العنف المتزايدة تجاه وسائل الإعلام والعاملين في المجال الإعلامي، إذ ارتكب المسلحون الحوثيون اعتداءات جماعية بحق مجموعة من الصحافيين والمراسلين والمصوّرين، أثناء تغطيتهم لاعتداء المسلحين على مسيرة سلمية أمس الإثنين بصنعاء.

وقالت في بيان صادر عن النقابة مساء الثلاثاء الماضي "رصدنا جملة من الانتهاكات بحق الإعلاميين، حيث اعتدوا بالضرب على محمد عيضة مصور قناة "الحرة" وصادروا كاميرته ثم أعادوها إليه، كما احتجزوا محمد القاضي مراسل "سكاي نيوز" مع المصور سامي العبسي وأفرجوا عنهما بعد الاعتداء عليهما.

وأضافت "قام المسلحون بالاعتداء على مصور وكالة "رويترز" خالد المهدي، ومراسل قناة "سهيل" هائل البَكالي وعلى المصورين ماهر الحبيشي وعبد الله الروحاني وصادروا كاميراتهم، كما اعتدوا على يعقوب الشرعبي مصور في شركة يمن ديجتال".

وتابعت "وأخذ مسلحو الحوثي المصور يحيى السُّواري وصادروا كاميرته، واعتدوا عليه بأعقاب البنادق ثم اقتادوه إلى جهة مجهولة. كما تعرض المصور محمد العماد للاعتداء وأجبر على حذف الصور من كاميرته".

ومن بين من تم الاعتداء عليهم بالضرب المصور توفيق المسلمي والناشط الإعلامي عادل شمسان وهيثم الشهاب الصحافي في جريدة "الأهالي" والصحافي عبد الله السامعي.

واحتجز المسلحون أحمد حمران وعبد الله حمران من قناة "العالم" ومن ثم تم الإفراج عنهما، واحتجز الزميل غمدان الدقيمي من قناة "فرانس 24" بعد اتهام القناة بالإساءة للنبي ومن ثم تم إطلاق سراحه.

ودانت النقابة هذا "التوحش والعداء الفاشي" تجاه الصحافيين والمصورين وألقت باللائمة على جماعة الحوثيين. وعبرت عن رفضها المطلق لهذا التطور الخطير الذي يلحق بالعاملين في الوسط الإعلامي، والتضييق العنيف على حرية التعبير.

وحذرت النقابة من تكرار استخدام العنف تجاه الصحفيين وقمع وسائل التعبير، معتبرة ما حدث مؤشراً خطيراً حول توجهات الجماعة العدائية تجاه وسائل الإعلام.

ودعت النقابة الوسط الصحافي لمواجهة هذا التوجه بالاحتجاجات السلمية، ورفض مساعي فرض القبضة الحديدية على حرية التعبير والحريات العامة.

كما دعت النقابة اتحاد الصحافيين العرب والاتحاد الدولي للصحافيين للتضامن مع الحريات الإعلامية في اليمن، والضغط لإيجاد مناخ مناسب لممارسة مهنة الصحافة.

[b]أنقذوا صحافيي اليمن[/b]

وتأتي هذه الممارسات في وقت ترتفع وتيرة الانتقادات الحقوقية الدولية ضد ممارسات الحوثيين في صنعاء منذ سيطرتهم على العاصمة في شهر سبتمبر/أيلول الماضي.

وقد وثقت هذه المنظمات عشرات الانتهاكات بحق الصحافيين. وتنوّعت هذه الانتهاكات بين اختطاف صحافيين والتحقيق معهم بتهم متعددة، وأحياناً من دون تحقيق، فيخطفون ويتعرضون للضرب ثم يتمّ إطلاق سراحهم. فيما كان صحافيون آخرون يتعرّضون لتهديدات متتالية تارة بالخطف، وتارة بالقتل. كما تمّت محاصرة منازل عدد من الصحافيين، وتمّ دخول بعضها، وسرقة محتوياتها مع ترهيب أصحابها.

وقد طالبت المنظمات الحقوقية بالتدخل السريع لوضع حدّ لهذه الانتهاكات التي ضربت عرض الحائط كل المكتسبات التي حققها الصحافيون منذ العام 2011، أي بعد الثورة على علي عبد الله صالح وإسقاطه. وكانت اليمن قد شهدت أشهراً من التطوّر في ملف حرية الصحافة، ومن ازدهار العمل الإعلامي قبل أن يتدهور الوضع ليصل إلى القاع مع سيطرة الحوثيين على العاصمة.

وتحاول المنظمات الدولية واليمينة توثيق كل حالات الاعتداء، في وقت لا تصدر أي توضيحات عن الحوثيين ولا أي بيانات توضح فيها سبب هذه هذا الصحافي أو اعتقال ذاك.

من جهة ثانية، تستمر سيطرة الحوثيين على أغلب وسائل الإعلام الحكومية في البلاد، مع ما يعنيه ذلك من سيطرة الخطاب الواحد على اللغة الإعلامية، وعدم إمكانية التأكد من صحة أي معلومة تبثّ عبر هذه القنوات والصحف والإذاعات اليمنية.

وأمس، اعتقل الحوثيون الصحافي في "المصدر أونلاين" يوسف عجلان من صنعاء.

زر الذهاب إلى الأعلى