arpo28

مؤسّسات اليمن بلا موظفين

كانَ لعمليات "عاصفة الحزم" أثرها على الموظفين الحكوميين. لم يكترث هؤلاء للتقيّد بدوام العمل، ما أدى إلى توقّف الأعمال وتدهور الخدمات الأساسية. في مدينة عدن (جنوب)، توقفت المؤسسات الحكومية والخاصة عن العمل، باستثناء قلة أصرت على تواجد بعض الموظفين كونها تقدم خدمات ضرورية للمواطنين، على غرار المستشفيات والمصارف وغيرها. ويقول عدد من المواطنين لـ"العربي الجديد" إن "كثيراً من الأعمال والمعاملات توقفت تماماً بسبب انتشار العنف وانقطاع الطرقات".

وفي مدن أخرى كانت العمليات الحربية فيها أقل حدة، مثل العاصمة صنعاء، تدنت إنتاجية غالبية المؤسسات الحكومية، وأرجِئ كثير من المعاملات الخاصة بالمواطنين.

ومنذ إعلان الحوثيين حالة التعبئة العامة في المحافظات الجنوبية، ودخولهم مدينة تعز (وسط)، وبدء "عاصفة الحزم" في أواخر مارس/آذار الماضي، توقف عدد كبير من الموظفين الحكوميين عن العمل خوفاً من الحرب. في السياق، يشكو عبد الحكيم سعيد من عدم إنجاز معاملته في إحدى الوزارات منذ أكثر من شهر، ما أدى إلى عدم قدرته على قبض مستحقاته من وزارة المالية. يقول: "أنا مقاول، وكنت قد أنجزت مشروعاً لصالح مؤسسة حكومية. لكن منذ فترة طويلة، وأسعى إلى تحصيل مستحقاتي المالية من دون فائدة". يضيف: "ترددت كثيراً على هذه المؤسسة خلال الأسابيع الماضية، لكن غالبية الموظفين لم يكونوا في مكاتبهم". مع ذلك، يتفهّم سعيد الظروف التي جعلت بعض الموظفين يفضلون البقاء في منازلهم في هذه المرحلة، مطالباً بإيجاد حلول بديلة.

من جهته، اضطر الشرطي محمد غالب إلى التغيب كثيراً عن العمل خلال الأسابيع الأخيرة خشية أن تصيب الضربات الجوية المؤسسة الأمنية التي يعمل فيها. يقول: "أعمل في أحد فروع مصلحة الأحوال المدنية التابعة لوزارة الداخلية، لكنني مع ذلك خشيت استهدافها بالخطأ. لهذا، تغيبت لعدد من الأيام عن وظيفتي"، مشيراً إلى أن "عدداً كبيراً من زملائه فضلوا البقاء في منازلهم".

إلى ذلك، تدهورت الخدمات الأساسية التي يحتاج إليها المواطنون. وتعجزُ الممرضة فتحية عبد الحميد عن الذهاب إلى المستشفى التي تعمل فيها في المساء بسبب اشتداد القصف في ساعات الليل، عدا عن عدم توفر وسائل المواصلات بسبب انعدام الوقود. وتوضح أن عائلتها رفضت ذهابها إلى عملها في المستشفى في الفترة المسائية خوفاً من تفاقم الأوضاع الأمنية، مشيرة إلى أن عدداً من زملائها اضطروا إلى التغيب عن أعمالهم، ما أدى إلى نقص في عدد الممرضين، علماً أن بعض الممرضات الأجنبيات كن قد غادرن اليمن بسبب الحرب. وتلفت إلى أن إدارة المستشفى حاولت إيجاد حلول لتفادي المشاكل التي نجمت عن تغيب الممرضات والطبيبات.

من جهة أخرى، أدى نزوح غالبية سكان العاصمة إلى تغيّب كثير من العاملين عن المؤسسات الحكومية، ما أدى إلى تأجيل إتمام معاملات المواطنين. ويشير عبد الرحمن العديني إلى أنه توجه وأسرته إلى محافظة إب (وسط اليمن) قبل أسبوعين من "عاصفة الحزم"، لأن مؤشرات اندلاع الحرب كانت قد ظهرت من خلال خطابات السياسيين. يضيف أن "وتيرة العمل راحت تتضاءل بعد سيطرة جماعة أنصار الله (الحوثيين) على مؤسستنا في سبتمبر/أيلول الماضي"، مشيراً إلى أن أسباباً كثيرة أدت إلى تراجع وتيرة العمل، منها "عدم إيمان بعض الموظفين بوجود الدولة وسيادة القانون".

يتابع العديني ل "العربي الجديد": "ما زلت في محافظة إب، وطلبت من مديري اعطائي إجازة مفتوحة لأنني لا أستطيع ترك أسرتي"، لافتاً إلى أنه حرص على تسليم جميع معاملات المواطنين لزملائه لكنه لا يعلم ما إذا كانت قد أنجزت أم لا".

[b]خطط بديلة[/b]

تعمل المؤسسات الخدماتية في اليمن، على غرار مؤسسات المياة والكهرباء والاتصالات والصحة، على تنفيذ خطط بديلة تساعد على معالجة المشاكل الناجمة عن تغيب بعض الموظفين فيها بسبب عمليات "عاصفة الحزم". وكانت محافظة تعز (وسط) قد طالبت مديري المكاتب الخدماتية بتحمل مسؤولياتهم وتنفيذ واجباتهم بهدف التخفيف من معاناة المواطنين التي تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

زر الذهاب إلى الأعلى