قال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي إنه أخطأ لعدم استقالته من رئاسة تونس في ظل استفحال الفساد في البلاد، معتبرا أن الثورة التونسية لم تنجح في تحقيق أهدافها حتى الآن رغم ما حققته من بعض النتائج الإيجابية.
وخلال افتتاح أعمال المؤتمر التحضيري لتأسيس التيار السياسي الذي يتزعمه تحت اسم "حراك شعب المواطنين" السبت، قال المرزوقي في كلمته إنه أخطأ لعدم استقالته من منصب الرئاسة في ظل استفحال الفساد.
وأضاف أنه ينبغي الاعتراف بعدم النجاح حتى الآن في تحقيق أهداف الثورة التي أطاحت بالنظام السابق مطلع عام 2011، رغم إنجاز بعض النتائج الإيجابية مثل سن الدستور الجديد، وذلك نتيجة "شراسة الثورة المضادة"، فضلا عن غياب الشجاعة السياسية على وجه الخصوص، حسب تعبيره.
وتابع المرزوقي "لا أنصفنا الشهداء ولا العائلات، ولا قدنا الحرب ضد الفساد، ولا أعدنا الآلة الاقتصادية لخلق الثورة، ولا شمرنا عن سواعدنا للعمل، ولا دخلنا في الإصلاحات الجذرية المطلوبة في الاقتصاد والتعليم والقضاء والإعلام".
وفي سياق آخر، قال المرزوقي إنه يجدد المطالبة بإطلاق سراح الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وجميع السجناء السياسيين في مصر، وأضاف -وسط تصفيق الحضور- أنه يعلن عن تضامنه مع الناشطين السلميين في مصر أيا كان انتماؤهم السياسي.
وطالب الرئيس التونسي السابق بإلغاء عقوبة الإعدام في الدستور، معللا ذلك بأن هذه العقوبة تتذرع بالقصاص من جرائم حق عام بينما هي "موجودة بالأساس لخدمة الاستبداد"، ومعتبرا أن الاستبداد والإرهاب وجهان لعملة واحدة.
وكان المرزوقي قد أعلن عن إطلاق "حراك شعب المواطنين" عقب خسارته أواخر العام الماضي في الانتخابات الرئاسية أمام رئيس حزب حركة نداء تونس آنذاك الرئيس الحالي الباجي قايد السبسي.
وقالت سنية الزكراوي -وهي عضو في حراك شعب المواطنين- آنذاك إن "هذا الحراك يضم أكثر من مائة شخصية من بين المنتمين إلى أحزاب سياسية ومثقفين ونساء ناشطات في مجالات عديدة"، مشيرة إلى أنه سيتم تكوين تنسيقية في كل ولاية من ولايات البلاد، وأن اسم "حراك شعب المواطنين هو وقتي وقابل لأن يكون مستقبلا حزبا أو ائتلافا حزبيا".