arpo23

حرية الصحافة باليمن في أضعف لحظاتها

تشعر المنظمات الحقوقية والإعلامية اليمنية بالألم إزاء عجزها عن حماية الإعلاميين.

وهي تشهد لأول مرّة وضع قائمة سوداء معلنة عشرات الصحافيين والناشطين السياسيين والترويج لهم كعملاء وخونة، يتوقعون أن يتم سفك دمائهم خارج نطاق القانون في أيّ وقت وعلى يد أيّ مسلح. ولم تفعل تلك المنظمات الكثير حتى حين وضع الحوثيون صحافيين اثنين كدروع بشرية داخل مخازن السلاح التي تستهدفها طائرات التحالف العربي، أو عقب مقتل الصحافي عبدالكريم الخيواني، كأسوأ فظاعات السلاح أمام عدسات وأقلام المدافعين عن حقوق الإنسان وحريته في ظل انعدام الدولة. رغم ذلك، يصر الصحافيون على تصدُّر جبهة متقدمة في الصراع ضد كم الأفواه.

وفي الوقت الذي يقبع فيه عشرات آخرون من الصحافيين، وقادة الرأي في جب المجهول، عقب قيام الحوثيين باختطافهم من مقرات أعمالهم وسكنهم منذ حوالي 70 يوماً، لم تملك بعض تلك المنظمات سوى الصمت أو الإدانات والدعوة لإطلاق سراحهم. لكن أهوال تلك المصائر وقوائم الموت، جعلت المنظمات منشغلة عن الدفاع عن حقوق أوضاع عشرات آخرين فروا نحو قرى نائية مجهولة، ودول عربية بعد استقبالهم رسائل التهديد بالموت. وفي النهاية تحقق للمليشيا ما تمنت وأصبحت المدن شبه خالية ممن سبب لها الصداع الأليم.

لقد كانت المرّة الأولى التي يتم فيها التحريض ضد الصحافيين من داخل المؤسسة الصحافية ذاتها، كما تقول الإعلامية، سامية الأغبري، بعد أن أجبرت على لبس النقاب لتجنب التصفية أخيراً: "أعضاء الحركة الحوثية ممن يصفون أنفسهم بالحقوقيين والصحافيين هم مجرد قتلة ولصوص عندما حرض بعضهم ضد زملاء صحافيين، وهم وراء كثير من الاعتقالات التي طالت ناشطين وصحافيين".

في السياق، تشكو المنظمات الحقوقية والإعلامية، عدم فعالية أنشطتها لحماية الصحافيين نظراً للتلوث الكامل لبيئة الحكم والقضاء، حتى السلطات الإعلامية ذاتها، حيث باتت كل تلك الأطر مختطفة من المليشيا. الناشط الحقوقي، محمد العريقي، يقول ل "العربي الجديد": "إن كثيراً من قيادات تلك المنظمات ذاتها وعلى رأسها نقابة الصحافيين اليمنيين، اختفوا ويتم مطاردة ومضايقة البقية، لتكون كل تلك المصائر المخيفة درساً هدفت المليشيا، أن تعلمه لمن لم يزل يمارس هذه المهنة الخطرة. وتعد نقابة الصحافيين، أقوى نقابة مهنية يمنيّة على الإطلاق بسبب تلاحم أعضائها وارتفاع مستوى وعيهم الحقوقي وقلة عددهم".

لا يملك أحد أن يفعل شيئاً أمام معاناة الصحافيين التي لم تقتصر على المخاوف الأمنية، بل تعدت ذلك إلى تعرض عدد كبير منهم إلى فقدان عمله، كان منهم 80 إعلامياً في مؤسسة "الشموع للصحافة"، وأمين عام النقابة، مروان دماج، ومدير التدريب والتأهيل، نبيل الأسيدي، ونقيبها السابق، عبدالباري طاهر.

يتحدث أحد من وضع اسمه في القائمة السوداء الصحافي المقيم في القاهرة، عبدالله إسماعيل، لـ"العربي الجديد": "أنه توجد إحصائية بأكثر من 400 إعلامي تمّ منعهم من أداء مهامهم الصحافية في تغطية أخبار الحرب، وأكثر من 200 صحافي تعرضوا للقتل والاختطاف والتعذيب لأنهم عملوا مع صحف خارجية".

زر الذهاب إلى الأعلى