أصبح الإدمان على الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي حالةً مرضيّة متفشية في المجتمعات العربيّة.
وتقول الباحثة والاختصاصية الاجتماعية سارة إبراهيم، إنّتصرفات الأشخاص تدل على ذلك، فالكثير منهم ينسى وقته ومواعيده أثناء الجلوس لمتابعة فيسبوك وتويتر.
وتشير إبراهيم إلى أنّ “مدمني الإنترنت فقدوا التوازن بين الضروريات والكماليات، الأمر الذي خلق فجوة اجتماعية كبيرة، وأصبح الإنسان معزولاً عن الواقع داخل غرفته، وغدا لكل فرد في الأسرة اهتماماته الخاصة دون أن يهتم أحد بالآخر، واستمرار هذا الأمر خطير”.
[b]هل أنت مُدمن على مواقع التواصل؟[/b]
تشرح إبراهيم أنه من السهل معرفة ما إن كان الشخص مدمناً أم لا من خلال الأسئلة التالية التي يمكن للشخص طرحها على نفسه:
- هل يشكل موضوع عدد المتابعين هاجساً لك؟
- عند تحميل أي صورة أو أي منشور على فيسبوك أو تويتر هل تهتم بعدد الإعجابات؟
- عند الذهاب إلى مكان معيّن هل تهتم بالتصوير لتحميلها على مواقع التواصل؟
- إذا اجتمعت بأي شخصية عامة هل تهرع إلى تحميل المعلومة أو الصورة؟
- هل تذهب إلى أماكن معينة لتنشر الصور فقط على صفحتك؟
- إن لم يحصد المنشور أو الصورة على عدد كبير من الإعجابات هل تحذفه؟
- هل تستطيع إقفال هاتفك المحمول أو فصله عن الإنترنت لمدة يومين؟
إذا كانت أكثرية الإجابات “نعم”، يكون الشخص مدمناً أو على أبواب الإصابة بهذه الحالة المرضية.
[b]5 خطوات علمية للتخلص من الإدمان[/b]
من جهتها، تُشير الباحثة والمجازة في علم النفس العيادي غنوة يونس، في حديث ل”العربي الجديد”، إلى أنّ “هناك 5 خطوات علمية للتخفيف من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن في البداية يجب أن يعترف الشخص بالمشكلة، وعليه أن يدرك أنه سيعيش حياة أفضل في مجتمعه الواقعي بعد التخلص من واقعه الافتراضي، وإلا لا يمكنه التخلص من المشكلة”.
[b]تنظيم الوقت[/b]
يجب على الشخص أن يقوم بتنظيم أولوياته خلال يومه بحيث لا يدخل إلى تلك المواقع إلا بعد الانتهاء من أعماله الأساسية وتلبية احتياجات عائلته على ألا يتجاوز استخدامه لها الـ20 دقيقة في الفترة الأولى.
[b]تجديد الاهتمامات الشخصية[/b]
من الآثار السلبية لإدمان مواقع التواصل هو حب الوحدة والهروب من مواجهة المجتمع ولقاء الأصدقاء. على الشخص أن يعطي أصدقاءه الوقت الكافي للقائهم وقضاء الوقت الكافي معهم، بالإضافة إلى ممارسة الرياضة والذهاب إلى شاطئ البحر أو قراءة رواية أو كتاب أو القيام بالهواية المفضلة لديه، هذه الخطوات قد تساعد الشخص على التخلّص من الإدمان.
[b]"الصيام" عن مواقع التواصل[/b]
على كل شخص أن يغيب عن مواقع التوصل الاجتماعي مدة أسبوع إن كان قد مضى على استخدامه لها عام كامل دون توقف، قد يفيده ذلك من ناحية السيطرة على إرادته في التعامل مع تلك المواقع.
[b]حذف الأشخاص الذين لا يهمّونك عن صفحتك[/b]
تعتبر هذه الخطوة أساسية، فكلما زاد عدد الأشخاص ازدادت معه التحديثات ومعها الوقت الذي يمضيه الشخص بالتصفّح ومشاهدة الصور.
[b]قم بزيارة مواقع أخرى[/b]
للإفلات من إدمان فيسبوك وتويتر يجب زيارة مواقع أخرى. يُتيح ذلك فرصةً للتعرف على مواقع مفيدة ومختلفة.
وعن تخفيف الإدمان عند المراهقين بعيداً عن الاحتكاك المباشر معهم، تقول يونس: هناك تطبيق اسمه "دينر تايم بارنتل كونترول"، وهو مهم للأهل واستخدامه مفيد للتحكم بالوقت وإدارة الاستخدام، ويجب التعامل معه بجدية لأن العائلة تحتاجه، حتى يشعر المراهق بالاكتفاء الذاتي، ولكي لا نحرمه من الولوج لهذه المواقع نهائياً، فلا يكون بعيداً عنها كلياً ولا منغمساً حتى الإدمان”.