[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

مساعي إيران لتكرار نموذج حزب الله في اليمن

حين أعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، من صنعاء، وقوف مصر إلى جانب اليمن ضد التمرد والتدخل الخارجي، لم يكن يقصد غير تمرد الحوثيين ودعم إيران له.

ويدلل على ذلك أن التحرك البارز للمسؤولين المصريين، أبو الغيط ومدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان، إلى إريتريا ثم اليمن فالسعودية، والذي يشير إلى أن الرابط المشترك بين هذه الزيارات هو إيران، بخلاف ملفات إقليمية مهمة، خاصة تلك التي تتعلق بالصومال.

فوفق خبراء السياسية والمحللين أصبحت إيران هي المتهم الأول في كل الاضطرابات التي تشهدها المنطقة سواء في اليمن أو فلسطين أو لبنان، مع ترجحيات بمحاولة لعب دور في الصومال أيضا.

وبخلاف العلاقات العربية التي تجمع القاهرة وصنعاء، فإن لمصر مصلحة في استقرار اليمن، ليس لأنه بلد عربي فقط ولكن لأن اليمن يعد جزءً من "القرن الأفريقي" بالحساب الاستراتيجي، وليس من مصلحة مصر أو اليمن أو أي دولة عربية ان تفتح إيران لنفسها جيبا واسعا في اليمن، بما يهدد المصالح العربية.

لقد كانت الرسالة المصرية واضحة عبر تصريحات وزير الخارجية أحمد أبو الغيط، وعبر الصحف اليمنية الرسمية التي أكدت أن تحركات تجري على مستوى عال بين اليمن ومصر، وأن الأخيرة أبدت استعدادها للوقوف مع الحكومة اليمنية في حربها مع الحوثيين في صعدة، مشيرة إلى أن الوزيرين المصريين زارا اليمن في مهمة تتعلق بحرب الحكومة اليمنية على الحوثيين، ليعلنا دعم القاهرة السياسى للحكومة اليمنية واستعدادها تقديم المساعدة في مختلف المستويات خلال الفترة المقبلة.

وعلى الرغم من أن إيران تنفي أنها تتدخل في شؤون اليمن وبالرغم من أن الحوثيين ينفوون تلقيهم أي دعم من طهران إلا ان الحقائق تكذب هذه المزاعم.

فالحركة الحوثية، بدأت تخالف الكثير من تعاليم المذهب الزيدي، واقتربت كثيرا من مذهب الأثني عشرية، المذهب الرسمي في إيران، فمثلا بدأت الحوثية في الهجوم على الصحابة، لذا رفضت العمل بالسنة لأن كثير منها منقول بالتواتر عن الصحابة..

كما أنه حين قتل بدر الدين الحوثي، مؤسس حركة الحوثيين، قررت إيران تغيير اسم الشارع الذي تقع فيه سفارة اليمن بطهران إلى اسم الحوثي، وحين بدأت الحرب السادسة بين القوات الحكومية والمتمردين في صعدة أعلنت طهران استيائها من الوضع وقالت إن الدماء ليست حلا لمشكلة الحوثيين، وهو تدخل صريح في الشأن اليمني، لم تجرؤ مثلا على إعلانه في قضية دارفور، ما يشير إلى أن الأمر يتعلق باتباعها من الشيعة.

لقد تسربت مؤخرا وثائق حول ما يعرف باسم "المؤتمر التأسيسي لشيعة العالم" في مدينة قم الإيرانية، والذي أصدر توصيات من أهمها "تعميم التجربة الشيعية، التي كانت ناجحة في العراق، إلى باقي الدول العربية والإسلامية الأخرى مثل السعودية والأردن واليمن ومصر والكويت والبحرين، وهذا من خلال بناء قوات عسكرية غير نظامية لكافة الأحزاب والمنظمات الشيعية بالعالم".

وليست الحركة الحوثية سوى قوة غير نظامية مسلحة تحاول التشبه بقوة شيعية في لبنان هي حزب الله، ذراع إيران في لبنان وتجربتها الشيعية في الدولة العربية.

زر الذهاب إلى الأعلى