هناك أزمة في الأخلاق السياسية في اليمن..
لماذا لم يعزّ الأخ الرئيس في وفاة المهندس فيصل بن شملان.. أغلب الظن أنه استمع نصيحة غير موفقة أظهرته ضعيفاً أمام شعبه وبشكل يدخل الأسف إلى القلوب ويجعلنا نحوقل..
ما الذي كان سيخسره إذا بعث ببرقية تعزية بوفاة رجل كانت خسارته في الانتخابات سبباً في شرعية الرئيس وأضفى خوضه الجاد غمار المنافسة على الديمقراطية في اليمن زخماً لا أروع منه ولا أجمل..
وخلال الانتخابات تجنب بن شملان الإساءة الشخصية لمنافسه علي عبدالله صالح، بينما قام الأخير بمحاولة ربط بن شملان بالإرهاب، عن طريق مرافقه الذرحاني، وذلك في اليوم السابق ليوم الاقتراع وهو يوم يحرم فيه قانون الانتخابات كافة أشكال الدعاية الانتخابية.. (ومعلوم أن القضاء برأ الذرحاني بعدها من تهمة الإرهاب!)
من ثم رفض بن شملان أن يبارك للرئيس فوزه وأصر على عدم المباركة، رغم أن معظم قادة المشترك كانوا يرغبون في ذلك..
الموت يجب ما قبله، وبن شملان شخص اختاره أكثر من مليون راشد داخل اليمن، وحتى المؤتمريون وكافة مؤيدي صالح توقعوا أن يسير الرئيس في جنازة بن شملان وليس فقط مجرد التعزية..
عموماً، هذه ليست أخلاق علي عبدالله صالح التي عرفناها طيلة فترة حكمه، فضلاً عن أن الرئيس نفسه وجه بعلاج بن شملان واطمأن على صحته مراراً قبل موته، فلماذا خانه التوفيق في الأخير وبخل ببرقية العزاء.. إنها غلطة مؤثرة في النفوس ومازالت الفرصة سانحة للاستدراك في الأربعينية..
عادل الأحمدي