عيدُ العمال –هذا العام-هل يمرّ مرور الكرام، من أمام المطالب العمالية الملحة، بتحسين أوضاعهم المعيشية المزرية..
وهل تنتصر التحديات المفروضة على حكومتنا (الرشيدة) –عافاها الله-والمعلنة، من قبل اتحاد نقابات عمال الجمهورية، الخاصة برفع الحد الأدنى للأجور، ليصل إلى 300 دولار أمريكي، تمشيا وانسجاما، مع موجة الغلاء والانهيار المريع الذي أصاب عملتنا المحلية، في مقابل العملات الأجنبية، وتحديدا الدولار الأمريكي!
نعلمُ ؛ أنّ الثورة السبتمبرية التي يفترضُ أنها أنهت –كما جاء في أهدافها الستة- الظلم والجهل والظلام والفقر والمرض! ووضعت حداً نهائيا وحاسما للاستبداد والفوارق الطبقية في المجتمع اليمني!.. ولكن من المؤسف جدا، أن ثورة 26 سبتمبر، لم تحقق من تلك الأهداف شيئا يُذكر.. ونستطيع الجزم، في القوم، أن أهمّ منجز، لهذه الثورة، يتمثلُ في
الانتقال من الحكم الملكي البائد إلى الجمهوري (الأسري) السائد!!
فلا قضينا على الظلم، ولا انهينا الاستبداد، ولا وضعنا حدا للفقر الذي انتشر انتشار النار، في الهشيم، وبات يهدّدُ حياة الملايين، في بلد كان يُسمّى بلد (الحكمة والايمان) بالموت فاقة وجوعا وحرمانا!
وبناءً على ما تقدم نتساءلُ –ببراءة شديدة- قائلين:هل انتصرت الثورة السبتمبرية لأهدافها السامية والنبيلة، بعد مرور حوالي 48 عاما، من قيامها؟
فبأي حال، عدت يا عيد (الكادحين)؟.. هل عدت بوعود (الفاسدين) القائلة ؛ برفع مستوى المعيشة (الحلم) ليعمّ كافة فئات وشرائح مجتمعنا اليمني؟
هل العيد.. محطة تاريخية، نستلهم عبرها، التطلعات المشروعة، لغد زاهر ارغد، لا يستثني (أحدا) من صناع الحياة، في يمننا الحبيب؟
عمالنا الذين أفنوا زهرات شبابهم، كدا وكدحا وجهدا وعرقا، يُقابلون –هذا العام- بوعود من سراب، تقضي بانتشالهم، من أوضاعهم الراهنة والمأساوية، إلى حال أفضل!.. وهذا ما سمعناه، ونسمعه، ومللنا من سماعه، وبات اسطوانة (مشروخة) ترددها الوسائل الإعلامية الرسمية، وتلك التابعة لحزب المؤتمر الحاكم، في محاولة منها، ل(دغدغة) عواطف (البائسين) من عمال اليمن (المنكوبين)!
شخصيا ؛ أتطلعُ – وكلي أمل- إلى انتصار العمال، في عيدهم الحالي، ولو بسماع أخبار سَّارة (مؤكدة)، تعيدُ البسمة إلى الشفاه الذابلة، والوجوه الشاحبة (القاحلة)! وتمنحهم مزيداً من التفاؤل في حياة كريمة وسوية آمنة.. لا مكان فيها، للوعود العرقوبية أو (التأميلية) الموقتة!
نعم؛ إنه العيدُ الحزينُ الذي يذكّرُنا بمحطات ومناسبات شبيهة سابقة، في مثل هذا اليوم (الاول من مايو) من كل عام، وتحديدا، منذ العام 1990م، إلى ما شاء الله تعالى.
حيث أصبحت مناسبة الاحتفاء بعيد العمال، مجرد (أسماء) محدودة ومحدّدة –سلفا- لأشخاص، أتت بهم، لجانُ الحصر (المناطقي) المقيتة، ناهيكم عن المحسوبية والمحاباة التي تعوَّدنا عليها، في أكثر من فعالية (جماهيرية).. فلا يُكّرمُ، إلا من كان مقرباً، من المسؤول (الفلاني)!.. ولا يحظى به، سوى التابعين أو المنسوبين إلى شلة الحزب (الحاكم)!.. وتجارب العشرين العام الماضية او- بالأصح - الخمسة عشرة الماضية، دليلنا الواضح الجلي إلى ذلك!
كثيرون؛ في الانتظار للتكريم المستحق.. ويبدو أن إنتظارهم سيطولُ، حتى إنقشاع سحابة الظلم والفقر والجهل والمحسوبية والمناطقية والقروية، من سماء بلادي!
أي حتى الانتصار لأهداف الثورة (السبتمبرية) المجيدة..
فمتى –يا ترى- سيتحقق (حلم) كل الجماهير، وكل كادحي الوطن؟
دعونا ننتظر، ونواصل الانتظار، متمسكين بحبل الله القوي القدير الجبار.
وحتى مايو من العام القادم، يتجدد الأمل، في غد جميل، لكل أبناء الوطن.