1
قبل أن تتحول "الهبة الشعبية" لأحزاب اللقاء لمشترك في اليمن إلى "هكبة" كما يقول أخواننا في تعز أذكر الحزب الحاكم بأن القوانين النافذة تتضمن نصوصاً واضحة تعاقب على إساءة استخدام الحق وتجرم العسف في استعمال السلطة..
ولست أجد مثالاً للعسف واساءت باسم الشرعية مثل نهج المؤتمر وتعامله الأرعن مع مجلس النواب وتحويل أغلبيته البرلمانية إلى عكاز يشبه عصى الرئيس السوداني عمر البشير التي حملها معه في زيارة الوداع الأخير لجنوب السودان..
كان هذا العكاز رمزاً للقوة وإساءت استخدام السلطة حتى وقت قريب وهو اليوم مصدراً لقصم وطن،وفصام شعب،وانفراط عقد دولة.
صحيح لا وجه للتشابه بين وضع اليمن والسودان لكن سياسات المؤتمر تستدعي المثل وتنحو وجهة الاستبداد في استعمال الحق وتوظيف المشروعية الدستورية خارج محددات العقد الاجتماعي وأسس ومكونات وثوابت النظام السياسي التعددي المقترن بوحدة الوطن.
احترم أغلبية الحاكم في برلمان اغتصب إرادة الشعب ومدد لنفسه ونقض العقد الزمني الممنوح له من الناخبين هذا مجرد مثل عابر احتجت إليه بعد ما سقطت خيارات الحوار الوطني وأجهضت رهانات الطيبين على العقل والحكمة وما تبقى من خبرة طويلة في افتعال المعارك وإدارة التسويات..
2
لا أمل في حوار الأحزاب التاريخية دون توافق مسبق على محاصصات يتحمل الشعب تبعاتها..
وسيبدو الحديث مكروراً حين نؤكد بأن هؤلآء نسخة طبق الأصل من أولئك بل أن أكثر القوى السياسية حدة ضد الاستبداد ضالعة في صناعته والجهاد من أجله..
والحق أن أحزاب المشترك عطلت الحوار منذ لحظته الأولى لاعتراضها على حق رئيس الدولة في رعايته وتعمد إثارة اللغط حول شرعية مؤسسات النظام.
الشطط يغري شركاء الولائم والمآتم على هدم المعبد وإغراق الوطن بالأزمات..
صرع الاستقواء برئيس الجمهورية يجعل المؤتمر يصادر الحياة السياسية برمتها بينما يتواطأ المشترك مراراً ويجعل من نفسه معبراً لخرق الدستور.