الإنسان لا يولد ديكتاتور.
وثلاث وثلاثون عاماً تكفي لتصنيع دكتاتور في بلادنا.
الإنسان يصبح ديكاتور.
الناس تصنع من القادة دكتاتور. وهي غالبا ما تسقطه. هذا ما أثبتته هذه الثورة العربية الثانية.
وحين يصبح الدكتاتور كصاحبنا علي بين الناس نكتةً ساخرةً منه، أو يصبح مادةً غنيةً لوسائل الأعلام بكافة مخارجها، أو لكاركتير ساخرٍ يتداوله الناس والفنانون ساخرين، أو فيلماً كرتونياً على اليوتيوب يفنده تفنيداً دستورياً.. كل ذلك يبدو عملية ديمقراطية مشروعة ضمنَ أخلاقيات صاحب الموضوع الرئيس وصاحب المهنة في علاقة تصاعدية.
إلا أن الأمر يختلف تماماً أذا أصبح الدكتاتور الرئيس كارثة تهدد وطناً بكامله وشعباً بكامله. حينها يصبح تنحيه أو تنحيته أمراً ضرورياً عقلا ونقلاً وهو حق كفله الدستور والشرع والقانون.
وتمشياً مع منطق العصر فإن السبيل الوحيد هو الإعتصامات والإضرابات والعصيان المدني. وهو ما يحدث الآن في كل محافظات اليمن وإن مجازاً أطبقنا عليها مصطلح وكلمة الثورة. الثورة هي الخروج عن المألوف. والذي ألفناه هو السكوت والخوف. وكسر جدران الخوف والخروج من دهاليز الصمت إبداع بحد ذاتهما. والأبداع هو الثورة. والثورة إبداع. والشعب اليمني الآن يرسم لوحة إنطلاقه من تلك القيود بإبداع لا نظير له.
الشعب يعيد رسم الفجر وهو يعيد رسم ملامحه الأصيلة. وكفى بها ثورةً وكفى به إبداع!..
أريد من كل نساء اليمن في كل مكان وفي كل بيت وفي كل مدينة وفي كل قوية من المهرة إلى كل اليمن الطبيعية من أقصاها إلى أقصاها أنْ يرفعن مع كل شهيد يذهب إلى مولاه قراءة الفاتحة وبعدها زغاريد الإنتصار ووردة لكل شهيد!..وعلى كل شباب الثورة وكل قبائل اليمن الكرام وكل يمني مع كل شهيد الفاتحة وبعدها رقصة ووردة.
قتلتم الرئيس بسلامكم ورب الكعبة!..
برقية للثورة
عبدالكريم عبدالله عبدالوهاب نعمان
مهندس معماري واستشاري
حزب البسباس - حِلْف الفضول
فرجينيا - الولايات المتحدة الأمريكية
18 مارس 2011