[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

ربيع صنعاء.. قادم

بداية ، لا بد من التأكيد على حقيقة ، يحاول البعض التشكيك فيها ، من زاوية عدم تفاؤله بالثورات العربية، وهي أن ربيع صنعاء قادم لا محالة ، ما دام الشعب الشقيق مؤمن بالثورة ، ومصمم على متابعة المشوار،ومصمم على ترديد حداء شاعره الخالد : « لا بد من صنعا وان طال السفر».

كثيرون اصابهم الفتور ، وربما الاحباط واليأس، فيما آلت اليه الأوضاع في اليمن السعيد ، بعد تشابك الخيوط، والتدخل الخارجي السافر ، من قبل واشنطن ودول الجوار، والذي يقوم على دعم علي عبدالله صالح ، ونظام حكمه، باغراق الثورة بمقترحات ومشاريع حلول ، للالتفاف عليها واجهاضها، من خلال كسب الوقت واعطاء النظام الفرصة ، لاعادة ترتيب اوراقه ، وحشد قواته ، للفتك بالثورة، وشق صفوفها ، والعمل على تعميق الفجوة بين شباب الثورة واحزاب المعارضة ، وهذا ما تنبه له الثوار مبكرا، ما ادى إلى افشال هذه المخططات، وقد رفعت اليافطات في ميادين التحرير في صنعاء وتعز وعدن ...الخ . تدعو إلى رفع الوصاية عن الثورة اليمنية.

مطمئنون بأن الثورة ستنتصر، وذلك لسببين اضافة إلى ماذكرنا وهما:

الأول : ان القوى المضادة للثورة لم تستطع ان تجر الثورة والثوار إلى حرب أهلية، كما خطط النظام، فرغم وقوع الاف القتلى حتى الأن، وعلى مدار اكثر من ستة اشهر،من قبل قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجل الرئيس ، وبلطجية السلطة، وخاصة في منطقة تعز، قلعة الثورة الباسلة ، الا أن الثوار لا يزالون متمسكون بسلمية الثورة ، رافضين الانجرارعلى كمائن النظام.

الثاني: ان انصار الثورة يتضاعفون يوما بعد يوم، ويشهد الجيش انشقاقات بشكل يومي، وانضمام عناصر جديدة للثوار، كما أن القبائل الموالية للثورة لم تزل على خطها وعهدها، وخاصة قبيلة حاشد ، أكبر القبائل، والتي أصبح شيخها، صادق الأحمر، بحق «شيخ الثورة» ، وان هذه القبائل الثائرة على النظام في طول اليمن وعرضه في تزايد، وترفض مهادنة النظام، مصرة على رحيل الرئيس وتغيير النظام.

هذا ويضاف إلى هذين السببين امر أخر وهو انكشاف اساليب العقيد ، ومؤامراته التي دأب عليها ، وعبر أكثر من 30 عاما ، والقائمة على «فرق تسد» وتضخيم خطر المتطرفين الاسلاميين « الحوثيين والقاعدة « لابتزاز السعودية وواشنطن ، واعطاء اميركا المبرر للتدخل عسكريا، وفعلا فقد تمكن من الحصول على مليارات الدولات ، وجعل اليمن بلدا مستباحا، وميدانا مفتوحا لحروب اميركا على الارهاب ، ما اثار حفيظة الشعب الشقيق ، وهم يرون ان بلادهم تسير بفعل سياسة العقيد على طريق افغانستان .

باختصار: رغم أن تدخل واشنطن ودول الجوار، قد أخر قدوم ربيع صنعاء، الا ان هذا الربيع قادم لا محالة ، ما دامت الثورة اليمنية ماضية في طريقها، وما دام الثوار اليمنيون قابضون على جمر العهد، وسينتصرون على القمع والفساد وحكم العائلة ، كما انتصر اباؤهم واجدادهم على حكم الامام في ستينيات القرن الماضي .

انه التاريخ يعيد نفسه.

[email protected]

زر الذهاب إلى الأعلى