[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

السباق المحموم بين القات والبسباس والثورة.. لماذا تأخَّر الحسم؟

ثلاثُ مجموعاتٍ منَ الأسبابِ هي التي ساهمتْ في التأخير للحسمِ والخروج ِ إلى مرحلةِ البناءِ الثَّوري ؛ مِنَ الإنتظار إلى الإنتصار !... في حين أنَّ الكثيرينَ يعرفونَ بعضاً من الأسباب - أو كلها - إلا أنَّ الثراء في إنعدامِ الصدقِ ، والصراحةِ منَ الساسةِ ، والقادةِ ؛ أوقعَ الشبابَ ، والشرائحَ الشعبية في الساحاتِ ، في كثيرٍ منَ الغلطِ ، واللغط ِ ؛ الذي أسهمَ بشكلٍ مؤثرٍ على مسألةِ الإلتفاف ِ حولَ الهدفِ الرئيسِ الذي أخرجهم إلى الشارع جميعاً من أجل إسقاط النظام ، وأثارَ غيرَ قليلٍ من القضايا الجانبية التي تفسد ُ الجهدَ باتجاهِ الهدفِ الأساسِ والرئيس من الخروجِ ، والعبور بالثورة من مرحلة الفعل الثوري إلى مرحلة الحسم.

التصريحات المدوية لم تعد تجدي الآن.
إنَّ ما يجري خلف الجدران في اليمن، يوحي بالشك . وذلك طبيعي. وكان الأحرى بالجميع - قادةً وساسةً - إطلاع الناس واحدة بواحدة ، عما يجري خلف الستائر الخلفية ، على خشبة مسرح العرائس .
والقفز فوق الساحات أمر لنْ يقبله الشباب والشعب الطافح المذبوح من الوريد إلى الوريد، فالطَّفْحَةُ ستأتي على السَّاسة والقادة مع النظام وبقايا النِّظام مع الدَّجَّال الأكبر !

الوضوح لازم.
ومسألة التذرع بنظرية النخبة والعامة ، على ما طرحه المفكرون المعتزلة ، من أنَّ ما يدور بين النخبة القابعة في قمة الهرم ، لا يستوجب إطْلاع العامة - المنتظرة على قواعد الهرم - عليه. تلك مسألةٌ تعدَّاها الوضع الحرج في الساحات ؛ زِدْ عليه أنَّ المسألة ليستْ فلسفة ترفية ، أو فكر يوضع على الرفوف ؛ فالمسألة مسألة شعب يريد الحياة ، والخروج من إنفاق الظلام ، إلى آفاق أخرى مختلفة ، مفعمة بالضوء ، والحقيقة ، والحياة الكريمة ، والعيش الشريف !..

ومسألة التخويف بالحرب الأهلية مسألة سخيفة في ظل ما يجري الآن. وماذا نسمِّي ما يجري الآن ' حرب بلاي ستيشن ' ! وبرغم التحليلات الرائعة لِ *Sarah Philips في دراسة خاصة ستنشر قريباً معنونة بِ ( Yemen and the Politics of Permenant Crisis ) عندما كتبتْ في دراستها عن الأسباب التي من شأنها أنْ تٍحِدَّ من قيام حرب أهلية واسعة.
*وهل هناك حرب أهلية واسعة وأخرى ضيقة أو محدودة ؟
إنَّ ما يحدث في اليمن هو حرب أهلية على المعنى الحقيقي. *وتظل الحرب الأهلية محل جدالٍ على المستوى الأكاديمي ، أو على مستوى مواثيق چنيڤ ، أو في بعض أدبيات وقرارت الأمم المتحدة... حول الكثير من تعريفاتها ومعاييرها !

فلماذا إذن *- رغم أنَّ كفَّة زخم الثورة تتفوق تفوقاً مثيراً على النظام في أمور كثيرة - تأخَّر الحسم ؟..
للإجابة على هذا السؤآل يجب التَّحلِّي بكثير من الصدق ، والصراحة ، والوضوح.
*
أولاً:
هناك كروت خارجية لاعبة بقوة فوق الطاولة. الكرت الأمريكي وچوكر الإرهاب ؛ والكرت السعودي وچوكر الولآء والثَّورة !...
وتحدثوا ما شئتم في تفاصيلهما. وأكثروا أو أنقصوا! .. فإن ذلك لا يهمني كثيراً. وإن كانا لهما بعض التأثير السلبي على مسار الثورة !

ثانياً :
تعدد الرؤى وكثرة نظريات الخلافات التَّرَفِيَّة ،
وكثرة الكُتَّاب والحَرَّيْب على أختلاف المشارب - مع كل الإحترام والإعتذار - في الكتابة عما يدور هنا أو هناك.
حيث يتم الدوران في نفس الحلقات المفرغة بدون تقديم البدائل الحقيقية لسيناريوهات إنتصار الثَّورة ..
وهو الذي يشتت التركيز حول الهدف الرئيس لقيام هذه الثورة الثالثة.*

ثالثاً :*
بعبع الحرب الأهلية التي يرهب بها النظام الشعب. ويجب أن تدركوا أن النظام أجبن من أنْ يواجه أي بادرة أو قفزة لذلك. وهو فقط يناور بهذا البعبع لتغيير قواعد اللعبة في أية مفاوضات إذا قامت وطرح أوراقه.*
*
زِدْ عليه أن هناك نوع من الخلل في الهوية عند الكثير حين يتحدث المرء عن الثورة ؛ بين التفكير بالثورة وبين القيام بها وإنجازها. أتفق مع الكثيرين أنَّ هناك خلط بين القضيتين. فالأغنية حين تكتب لا بد أنْ تُغنََّ !... أو ستبقى حبيسة دفتر المؤلف. يبلها ويعملها حلبة. وعدم القبول بالسعر الذي يجب أنْ تقدمه لشراء شيء فإنك لن تحصل عليه. فالرضى والقبول أساس بين الثورة والثوار !..

ولكن ..
أقول لكم أنَّ من أول وأهم أسباب تأخر الحسم هو القات !. إذا تملكتم القناعة أن القات هو بلاء اليمن وتوقفتْ الساحات عن هذا المخدر والمسكِّن عن قناعة .. حينها فقط سيكون الناس قاب قوسين أو أدنى من الإنتصار .. حين تقرع القارعة على هذا الفساد كمنظومة متكاملة وحينها أستطيع القول أننا ثُرنا .. ولنْ يبقَ علي وأولاده ولا نظامه لأيام بل لساعات ! توقفوا عن مضغ القات لأسبوع والدُّكاك حق القات ليصرح فوق رأس الرئيس ونظامه !...
ثوروا على القات ، واستبدلوه بالبسباس ؛ ذلك من علامات الثورة والثوار - والثورة فكرة يجب أن تؤمن بها كاملة !.... أو إتركها .
وما هي إلا ساعات حتى يبلغ الهدي محله !
ولن تبلغوا القصر فقط.. بل النجوم البعيدة وإن لم فستسقط على القمر !..
وسامحونا.

زر الذهاب إلى الأعلى