[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

صدقت (آيات الله) وكذبت (آيات قم)

ظهر علينا عبد الملك الحوثي رافعا لكتاب الله كما سبق أن ظهر حليفه المخلوع علي صالح في واقعة مشابهة وكما قيل (الطيور على أشكالها تقع) .. ولكن السؤال المهم هل صحيح أن الحوثي يتبع (آيات الله) ويحتكم إلى كتابه أم أن (آيات قم) في إيران أصدق عنده وأولى بالاتباع (من كتاب الله)؟!!

إذا تتبعنا سيرة الرجل وواقع الحوثيين في اليمن خلال العقد الأخير سواء في حروب صعدة أو في أحداث الثورة سنجد أن أوامر الآيات في (قم) كانت أحب في إتباعها لدى الحوثيين من إتباع آيات الله في كتابه.. فنحن نقرأ في آيات الله شيئا ونرى في أفعالهم خلافه .. والدلائل على ذلك بقدر وضوحها للعيان فهي كثيرة ومن أبرزها:

- نقرأ في آيات الله:{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) (البقرة:114) .. ونرى الحوثيين يتبعون آيات قم ..فيمنعون المصلين في صعدة من أداء صلاة التراويح ويقومون باعتقال الأئمة الذين يقيمونها في الناس كما يعتقلون ويختطفون حفظة كتاب الله.

- نقرأ في آيات الله: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) (الصف: 3-4) .. ونرى الحوثيين يتبعون آيات قم ..فيرفعون شعار (الموت لأمريكا الموت لإسرائيل) ثم نرى الموت يفتك باليمنيين أطفالهم ونساءهم وشيوخهم على أيدي مليشيات الحوثي.

- نقرأ في آيات الله: (وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ) (القصص:5) فنجد آيات الله تشير إلى وقوف الله في كفة المستضعفين وتمكينهم من مقاليد الأمور (ونجعلهم أئمة) وتوريث الشعب حكم فرعون لا توريثه لأبناء العائلة .. لكننا نرى الحوثيين يتبعون آيات قم ..فيقفون في كفة الطغاة ضد الشعوب المستضعفة فينتصرون لبشار الأسد ويتهمون شعبه بالتآمر على المقاومة وفي اليمن يتحالفون مع بقايا نظام صالح في مواجهة الثورة الشعبية التي قدمت الشهداء والجرحى.

- نقرأ في آيات الله: (وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) (آل عمران:103) .. ونرى الحوثيين يتبعون آيات قم فيخالفون علنا آيات الله دون استحياء أو خوف فيدعمون الفرقة والاختلاف ويقفون ضد الوحدة والائتلاف .. ألم يعلنوا وقوفهم مع انفصال الجنوب كمادعموا فصائل الحراك الداعية للانفصال بالمال والسلاح والتدريب.

- نقرأ في آيات الله: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18) وقوله تع إلى (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً) (29: الفتح) .. ونرى الحوثيين يتبعون آيات قم ..فيشتمون الصحابة ويلعنون الخلفاء الراشدين ويتهمون كل هؤلاء بالردة بعد رسول الله (ص) واغتصاب الملك من علي بن أبي طالب (رضي الله عنهم جميعا).

- نقرأ في آيات الله: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب:33) والحديث عن نساء النبي (صلى الله عليه وسلم) .. ونرى الحوثيين يتبعون آيات قم ..فيتجرؤون على السيدة عائشة حبيبة النبي وأحب زوجاته إلى قلبه بعد خديجة ..وقد برأها الله مما رماها به المنافقون بالأمس فتجرأ عليها الحوثيون ومراجعهم اليوم .

- نقرأ في آيات الله: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ (205)) البقرة وفي الآيات تحذير صريح من هذه الأفعال ونهي للمؤمنين عن اقترافها ..لكننا نرى الحوثيين يتبعون آيات قم ..فيدعون اتباع آل البيت ليكسبوا مودة الناس ثم نراهم يردمون الآبار ويعتدون على المحلات التجارية وينهبون مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية ويفجرون مدارس التحفيظ.

- نقرأ في آيات الله: ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) (آل عمران: 38) وقوله تعالى:(.. وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) (آل عمران:159) فالشورى أساس الحكم ولو كان الحاكم رسول الله (صلى الله عليه وسلم)..لكننا نرى الحوثيين يتبعون آيات قم ..فيدعون أن الحكم وإدارة شؤون الأمة حقا خالصا لآل البيت لا يشاركهم فيه أحد ولا ينافسهم عليه أحد بعيدا عن مشورة الناس رضي الشعب أم أبوا كما أن الأئمة معصومين وعلماء آل البيت لا يحل مخالفة أرائهم ولا نقد قراراتهم ولا معارضة سياستهم ..وما وثيقة الحوثيين عنا ببعيد فقد جاء فيها "وما قد يقع من النقد للعلماء لا يقصد به علماء أهل بيت رسول الله وشيعتهم العاملين، ولا علومهم..".

- نقرأ في آيات الله:(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) (الحجرات:13) .. ونرى الحوثيين يتبعون آيات قم .. فيدعون أن الله اصطفاهم على سائر خلقه فكان مما جاء في وثيقتهم "ونعتقد أن الله سبحانه اصطفى أهل بيت رسوله صلى الله عليه وآله وسلم فجعلهم هداة للأمة وورثة للكتاب من بعد رسول الله".

- نقرأ في آيات الله: (الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَلاَ يِنقُضُونَ الْمِيثَاقَ (20) وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ) (الرعد:21) .. لكننا نرى الحوثيين يتبعون آيات قم ..فيدّعون، مثلا، الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني المنتخب رئيسها من قبل الشعب ثم يتحالفون مع النظام السابق سعيا لإفشال هذه الحكومة كما أنهم يقطعون ما أمر الله به أن يوصل من ولاء المؤمن لأبناء شعبه ووطنه فيمدون أيديهم للفرس الإيرانيين الذين يدعمون الخارجين على النظام والقانون ويزرعون القلاقل والفتن وينشرون الفوضى رغبة في التوسع الطائفي.

- نقرأ في آيات الله: (وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالحَقِّ وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنْصُوراً) (الإسراء:33) .. ونرى الحوثيين يتبعون آيات قم ..فيقتلون المعارضين لهم ويستبيحون دماء المدنيين العزل كما يستبيحون دماء إخواننا في الجيش فيهاجمون المعسكرات والنقاط الأمنية ويقتلون الأبرياء.

- ونقرأ في آيات الله: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَيَتِيماً وَأَسِيراً (8) إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاء وَلَا شُكُوراً (9) إِنَّا نَخَافُ مِن رَّبِّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً (10)) الإنسان - فأشارت الآيات إلى إكرام الأسرى وهم كفار محاربون وإيثارهم على أنفسنا.. ونرى الحوثيين يتبعون آيات قم .. فيعذبون المعتقلين من أبناء دينهم ووطنهم ويحبسونهم في زنازين ضيقة وينهبون الطعام الذي يقدمه أهاليهم ويطعمونهم كسرات من الخبز اليابس الملقى في الزنازين ويمنعون عنهم المصاحف ولا يتيحون لهم قضاء الحاجة إلا مرة واحدة في اليوم.

- وأخيرا نقول لمليشيات الحوثي هل هذه أخلاق المسلمين؟!! .. هل هذا يوافق سيرة آل البيت؟!! .. هل يرضى بهذا علي أم يرضاه الحسين الذي خرج ضد طغيان بني أمية بينما أنتم تناصرون طغيان علي صالح؟!! .. أيهما أحق بالاتباع (آيات الله) الذي ترفعون كتابه أم (آيات قم) الذين لا تعصون لهم أمرا ولا تردون لهم قولا ولو خالف ذلك آيات الله ؟؟!! .. ألا تخافون وأنتم تتبعون آيات قم مخالفين كتاب الله أن تكونوا ممن قال الله عنهم: (يَوْمَ تُقَلَّبُ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ يَقُولُونَ يَا لَيْتَنَا أَطَعْنَا اللَّهَ وَأَطَعْنَا الرَّسُولَا (66) وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا (67)رَبَّنَا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ الْعَذَابِ وَالْعَنْهُمْ لَعْنًا كَبِيرًا(68) الأحزاب..

نشهد أننا خالفنا الحوثيين فآمنا (بآيات الله) وكفرنا (بآيات قم).

زر الذهاب إلى الأعلى