"1- التمسك بالقرارات الدولية، وانطلاقا منها نطالب المجتمع الدولي بعقد مؤتمر دولي كامل الصلاحيات لمساندة شعب الجنوب العربي المحتل(جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية) والذي ينعقد على أساس الشرعية الدولية بأشراف الأمم المتحدة وتحت رعاية وبمشاركة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التي أصدرت القرارين الدوليين رقم 924، 931 لسنة 1994م والأطراف المعنية بما فيها المجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب على قدم المساواة وبحقوق متساوية مع الطرف اليمني".
من البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الأول للمجلس الأعلى للحراك السلمي لتحرير الجنوب 30سبتمر2012م.
****
بيان مؤتمر المجلس الاعلى للحراك السلمي الجنوبي (حسن باعوم) زاخر بالتهويمات، وأصحابه يحلقون عاليا بعيدا عن الأرض، لكأنهم كائنات متحولة كما في البند الاول من قرارات المؤتمر على الصعيد الدولي، فالمجلس الاعلى يؤكد تمسكه بالقرارات الدولية، ما يعني التزامه بالقرارات الاخيرة الصادرة من مجلس الامن خلال العام الماضي، والتي تؤكد على دعم العملية السياسية في الجمهورية اليمنية، وتتوعد كل من يعترض سبيلها بالعقاب.
المجلس الاعلى للحراك يتحدث عن علاقة متخيلة بين كائنين افتراضيين لا وجود لهما في الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ اليمن والجنوب العربي، وهي بحسب البيان علاقة يحتل فيها الكائن الافتراضي الاول أراضي الكائن الافتراضي الثاني، لكن في العالم الحقيقي هناك عضو في الامم المتحدة اسمه "الجمهورية اليمنية"، وهذا العضو شهد حربا طاحنة بين مكونات داخله (وليس بينه وبين عضو آخر في المجتمع الدولي)، فيما يمكن توصيفه بالحرب الاهلية، ما استدعى صدور قرارين من مجلس الأمن يشددان على وقف فوري للحرب، وعودة الاطراف إلى الحوار.
المجلس الاعلى الملتزم بقرارات الشرعية الدولية يسرف في تأويل قراري مجلس الامن لعام 1990 (لكنه مؤئل فقير الملكات محدود الخيال) فالأطراف المدعوة للحوار (بحسب الأستاذ حسن باعوم ورفاقه الجدد) هم كيانان افتراضيان أحدهما يدعى الجنوب العربي والآخر اسمه اليمن، ثم أن حسن باعوم ورفاقه (ولدرء أي تأويل آخر يذهب إلى أن علي سالم البيض هو الممثل الحصري والوحيد لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، يسارعون إلى التاكيد بأن المجلس الاعلى للحراك هو أحد الاطراف المعنية بقراري مجلس الامن، ولذلك ينبغي ان يكون طرفا في اي مؤتمر دولي يتعلق بالصراع بين اليمن والجنوب العربي! فالقرارات الدولية لم تصدر في 1994 إلا من أجل مجلس أعلى للحراك سيظهر بعد 18 عاما من الحرب.
عندما يحلق فرد فذلك يفترض أننا إزاء مبدع استثنائي، وعندما تحلق جماعة بأكملها فأمر ينذر بعواقب وخيمة على المجتمع الذي تتحرك فيه في العالم الحقيقي!
* من صفحة الكاتب على موقع فيس بوك