أرشيف الرأي

إلى أبينا هادي.. في ذكرى جلوسه الأول

عام ولّى، بكل تعقيداته وانفعالاته، بكل أفراحه وأتراحه، بكل انتصاراته وانكساراته، وبكل ما فيه من فعلٍ وفعل مضاد يعتري طريق خروجنا الآمن إلى ساحات الفوز والاستقرار المنشود.

عام ملأناه تصبرا وتجلدا، وتفاؤلا وتعبدا بالدعاء لله أن يحفظ اليمن ، وأهله، ورئيسه، وجيشه، من كل كيّاد خبيث، ومن كل أفاق لئيم، ومن كل داعية تشرذم وانقسام.. وما زلنا على ذلك.

تذكر أيها الأب هادي، الرئيس، أننا ننظر إليك أنك الباعث والمنقذ والمجدد لوحدة اليمن واستقراره وتصالح جميع فئاته؛ فلا يخدعنك مفلسوا القيم، ودنّاق الكلمة، وذوو الأحلام الفاسدة؛ فتخرج من دائرة الجمع إلى دائرة النفر الهازمة!!

يا أبانا، ما يزال الفقراء على ما هم عليه من العوز والفاقة، وما يزال المرضى على عللهم المقيمة الموجعة، وما يزال الجرحى يقاسون الآلام التي صنعت لك هذا اليوم.. نعم، ما تزال كما هي، وعامك يودع يومه الأخير دون أن يبرئ تلك العلل!!

يا أبانا، إن كان هذا العام قد مضى بكل متناقض وبكل جانب تقصير، ولم يلمس أهلك ما يسرهم؛ فاستفد من كل سانحة آتية لتحقيق ما لم تستطع تحقيقه لهذا المجموع، واعتنِ باختيار رجالك الذين يقولون لك الحقيقة كاملة غير منقوصة.. وكلنا نثق أنك فاعلٌ ذلك، وإني" أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم" كما قالها الحكيم أبو محسّد لسيف الدولة الحمداني.

وتأمل-يا أبانا في هذا اليوم- قول المبصر في الزمن الأعمى:

عيد الجلوس أعِر بلادك مسمعا-- تسألك أين هناؤها؟ هل يوجدُ؟
تمضي وتأتي والبلاد و أهلها-- في ناظريك كما عهدتَ وتعهدُ

ولا تنسى يا أبانا هادي الرئيس، أنّ:

للشعب يوم تستثير جراحه -- فيه ويقذف بالرقود المرقدُ
ولقد تراه في السكينة إنّما -- خلف السكينة غضبة وتمرّدُ

نعم، ولقد رأيتَ ما الذي فعله هذا الشعب بسلفك، رغم قوته وتعمق جذوره!!

تدبّر ذلك- أيها الأب -وأنت على العتبة الثانية من عمر تاريخك الكبير.

زر الذهاب إلى الأعلى