أرشيف الرأي

اليوم الأغر

من جديد تمر بناء ذكرى يوم اليمن الأغر يوم 22مايو ، انها الذكرى الثالثة والعشرين لإعلان الوحدة اليمنية عام 1990م،لقد جاء قيامها في زمن التشظي العربي الذي لا يزال مستمراً لولا الربيع العربي الذي يشكل فجر جديد لأوطان الشعوب التي تهوى التوحد بخلاف حكامها المتمترسين كل على كرسيه ولو اقتضى الامر إبادة شعبه ،لواستطاعها،زنقة زنقة وشبر شبر ودار دار كما يفعل معتوه سوريا صنيعة آيات الشر الإيرانية والمتصابي الروسي بوتين .

تعود الذكرى هذا العام وقد تخلص اليمن من الرئيس الذي شوه وحدته وظلم واستبد واستكبر وتجبر وتآمر على شعبه وحول مقدراته إلى وسيلة للبقاء في السلطة مع تعزيز قدرته المالية الشخصية التي تساعده على الايفاء بمتطلبات البقاء كما تمنحه شعور سحري بالتملك وانه لا يقل ثراءُ عن ملوك النفط وامراءه ولو على حساب ميناء اليمن ونفطه ،

فأما ميناء اليمن فهو عدن الذي قام بإفشال مشروعه الحيوي كميناء عالمي وذلك لصالح حكام دبي الجشعين الحريصين على تشغيل وتطوير مدينة دبي ومينائها مقابل ملايين من الدولارات يستلمها منهم سنوياً،ولعل حسني مبارك كان يفعل مثل ذلك مع قناة السويس تعطيلاً لممكنات ذلك الممر الحيوي الاستراتيجي ولذا نجد دبي تناصب حكم الاخوان في مصر العداء غير ان حكام مصر الجدد غير عابئين بمؤامرات دبي الصغيرة،أما نفط اليمن فروائح صفقته آخذة في الانبعاث المنتن حيث تشير المعلومات إلى ان الرئيس والزعيم !!! المخلوع (اول (زعيم ) يخلعه شعبه في التاريخ وبالرغم من انه ادعاء ان شعبه خرج ذات يوم يتوسل اليه بالترشح مرة أخرى لانتخابات الرئاسة) ذلك الزعيم المناضل !!! قد قبل اشتراط حكام السعودية في امتناع اليمن عن التنقيب عن النفط مرتين مرة حين تعين رئيساً عام 1978م شامل لأراضي شمال اليمن ومرة ثانية الامتناع عن التنقيب في مناطق عالية الاحتياطات النفطية في المناطق القريب حدودية في اتفاقية جدة التي وقعها عبدالقادر باجمال وتم استبعاد الشيخ عبدالله الاحمر من وضع مسودتها النهائية رغم جهوده الخارقة لتحقيق المصالحة مع السعودية كونه لن يرضى لليمن بما رضي لها به علي عبدالله صالح مقابل تدعيم استمراره في الحكم بالرغم من فساده وفساد حكمه.

تعود ذكرى 22مايو وقد انتزعت ثورة التغيير اليمنية غريم اليمن الواحد علي صالح واعوانه من مواقعهم الاستراتيجية التي حسبوا انفسهم خالدين فيها فلن يقدر عليهم أحد .فثار الشعب يحطم القيود ويزيل الفاسد والفساد بأقوى المطهرات الوطنية والسياسية فعالية : الثورة الشعبية وفي طليعته قواه الحيّة المنظمة الفتية التي سماها ذات غرور أجوف (كرت تم استهلاكه ).مع اصرار ذلك المستبد الغشوم على المضي في مشروعه الانتقامي التعويقي لثورة الشعب عبر تخريب شبكة الكهرباء من مأرب إلى صنعاء وعبر اغتيال عيون الدولة التي ترصد تحركاته وعبر عكاكيزه المتبقية في مجلسي النواب والوزراء .

والأدهى ان تعود ذكرى الوحدة اليمنية وقد اصبح احد موقعيها علي البيض يتبرأ من يمنيته وبإصرار ويعمل جاهداً لتعميم هذه الفكرة الخاطئة الغريبة على ابناء الجنوب ، وتتبنى قوى الحراك المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني هذا المنطق في رؤيتها لجذور القضية الجنوبية ،انه منطق سقيم ومشين لصالح منطق الاستعمار البريطاني الذي جاء بفكرة الجنوب العربي ،انه انخداع باثر رجعي بالفكرة الاستعمارية،وبحجج واهية رغم انف الثابت واليقيني من علم الجغرافيا والتاريخ حيث يجمع الجغرافيين والمؤرخين العرب ومنذ القرن السادس الهجري كاليعقوبي والمسعودي وياقوت الحموي وابن خلدون على ان اليمن هو ذات يمن اليوم من صعدة إلى المهرة بما فيه عدن وابين وحضرموت وسقطرى وهذا ما صرحوا به في كتبهم بكل وضوح . كان علي البيض بنفسه يدافع عن يمنية اليمن ويتحدث عن صنعاء عاصمة تاريخية لليمن حينما كان الدفاع يضمن له فرصة أن يكون نائب رئيس اليمن واليوم يعتقد أنّ هذا المنطق الجديد وهذا المسعى المحموم لفصل اليمن ممكن ان يعيده ومن معه إلى مركز النفوذ السابق في الجنوب ولو على صهوة دبابه إيرانية هذه المرة بدل خليجية في 1994م .

تعود ذكرى الوحدة المجيدة وجميع الوحدويون في المحافظات الجنوبية خصوصاً أكثر حرصاً على الحفاظ على الوحدة مع حرص النظام الانتقالي الراهن والنظام القادم على تلبية التطلعات في تحقيق العدل والتنمية والاستقرار ومن دون تراخي ولا تسويف،وقد وجدوا متصدري العمل الانفصالي ومن جديد يكشفون عن نواياهم المبيتة وعن احقادهم الفكرية الدفينة وعن حربهم ومصادرتهم للرأي الآخر في الجنوب وما حرق بعض من مقرات الاصلاح في عدن والمكلا وغيل باوزير ومحاولات الانفصاليين المستميتة لمنع أي عمل جماهيري وحدوي في المحافظات الجنوبية وما مليونية عدن الوحدوية في 21فبراير الماضي عنا ببعيد ،بالإضافة إلى بعض الشعارات التي تدل على إجرام منطوي وحقد دفين .

يجابه اليمن الواحد وهو يحتفل بمناسبة ذكرى إعادة توحده المجيد تحديات جسام تحتاج مجابهتها من القوى الوطنية تغليب مصلحة الوطن الحقه في العدل والتنمية وتحكم الشعب الحق عبر الديمقراطية كاملة الدسم في سلطته وثروته .

زر الذهاب إلى الأعلى