معركة القصير ستنهي الصورة الحاذبة لحزب الله، المقاوم لإسرائيل ، كما حرص أن يقدم نفسه للعرب طوال أكثر من عقدين، وهنا مكمن الخطر بالنسبة لمستقبل الحزب ومكانته، ولعل ذلك يقلب نتائج المعركة رأسا على عقب بالنسبة للحزب ، حيث سيبدو منذ الان مجرد جماعة باهتة منعزلة ، تقاتل طائفيا ، ومخلب قط ينفذ أجندة إيران وتطلعاتها في المنطقة .
كلما يمكن أن يفعله النظام السوري وحزب الله في المستقبل هو الإصطفاف الطائفي في مواجهة بني جلدتهم العرب السنة لا أكثر ، وهذا يعني خسارة الإدعاءات التي قام عليها الحزب والنظام، وأولها حكاية المقاومة والصمود.
قطعا سيكون لذلك تداعيات وردات فعل من قبيل الحشد الطائفي في الطرف السني المقابل، وقد يأخذ الصراع هذا الشكل الطائفي المتخلف لبعض الوقت ، وطبعا فإن في ذلك هزيمة مؤسفة للجميع.
ولذلك سيكون مهما وحيويا وعسى أن يكون طبيعيا وغير آجل، نشوء الفكرالجامع العابر للمذاهب والإديان والإعراق في منطقتنا وبروز القادة الجامعين ، لكني أخشى أن يطول بنا الزمن ونحن نخوض هذا الصراع المختلف، ونمضي خلف قادة لا ينتمون إلى العصر ولا يمثلون قيمه.
كان يجب أن يذهب نظام الأسد قبل غيره، فليس هناك من هو أشد منه طائفية وقمع وإرهاب على الرغم من كثرة إدعاءاته التقدمية وومزاعمه القومية ، لكن الأولوية الان يجب ان تكون لإحلا السلام في سوريا، ووقف نزيف الدم، ولا بد أن رسالة التغيير قد وصلت ولن يكتب البقاء للنظام السوري كما عرفه الناس طيلة أكثر من أربعة عقود..
التغيير قادم في سوريا ، لكن يجب أن يكون بتكاليف أقل.. مع أن التكاليف التي تكبدتها سوريا لحدا الان كبيرة جداً .!
ومع ذلك فلست على يقين بعد، فيما إذا كانت المعارضة السورية تملك رؤرية عصرية لحكم سوريا التي يعيش فيها الجميع بسلام ووئام بغض النظر عن أديانهم وأعراقهم ، وليس مجرد أيديولوجيات متخلفة غير جديرة بتضحيات السوريين ، أو ردة فعل طائفية متعصبة، تقوم على التظالم والتمييز والإنتقام..
أن من يحكم تحت مظلة الطائفية ليس جديرا بالبقاء وكل من يقاتل تحت رايتها ليس جديرا بأي نصر حقيقي، أو مؤازرة من أحد.