لم تواجه دورات كاس الخليج العربي لكرة القدم منذ انطلاقتها عام 1970 موقفا عصيبا كما هو الحال عليه في السنوات الأخيرة وكانت أمور الدورة التنظيمية واضحة وصريحة وإقرار استضافة الدول للدورة يتم قبل عامين بعد أن يتسلم علم الدورة بعد نهاية آخر بطولة وحتى عندما نقلت الدورة من الإمارات عام 1978 ومنح حق تنظيمها للعراق وتأجلت سنة كاملة تم بسلسة تامة بدون الدخول في تفاصيل صغيرة .
ندرك تماما أنه من حق كل دول الخليج العربي واليمن والعراق استضافة الدورة كل عامين حسب الأدوار المعتمدة ومطالب الأشقاء في العراق في الاستضافة مشروعة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتجاوزها خاصة وان الدول الخليجية في اجتماعهم في المنامة على هامش خليجي 21 أقروا مساندة العراق في مساعيه من أجل رفع الحضر الدولي عن ملاعبه ولكن يظهر بأن الدول الخليجية عجزت عن إقناع الفيفا مثل ما عجز الاتحاد العراقي عن مساعدة الدول الخليجية في جعل مدينة البصرة التي تستضيف الدورة القادمة محمية أمنيا بعيدا عن الأحداث التي تشهدها الشقيقة العراق .
في اجتماع الأمس في المنامة اتخذ رؤساء الاتحادات الخليجية قرارا بعدم جاهزية البصرة لاستضافة البطولة ، لكن ناجح حمود رئيس الاتحاد العراقي اعترض ، واقترح نقل التنظيم لمدينة اربيل وهي الأكثر أمنا بين مدن العراق وأقيمت عليها مباريات دولية في وقت سابق وهذا الاقتراح تأكيد على إصرار العراق باستضافة الدورة التي أصبحت لها مكانة بين دول المنطقة برغم عدم الاعتراف بها رسميا من الاتحاد الدولي لكرة القدم الفيفا سوى اعتماد مبارياتها ودية وهو ما أكده السيد خالد بن حمد البوسعيدي رئيس اتحاد الكرة في اجتماع الأمس عندما قام بعرض تقرير عن ما تم بخصوص إدراج كاس الخليج ضمن رزنامة الفيفا والذي أكد أن رزنامة الفيفا تم وضعها حتى 2018 وبعد هذه الفترة سيتم مناقشة هذا الموضوع مع الفيفا .
ووسط أحداث وسخونة مناقشات دورة كاس الخليج تعكف الأمانة العامة لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على دراسة آلية مشاركة المنتخبات والأندية اليمنية في المسابقات الرسمية لدول مجلس التعاون بعد قرار وزراء الشباب والرياضة بدول المجلس في اجتماعهم الأخير بإشراك اليمن في جميع المسابقات الخليجية وهذا بحد ذاته أمر إيجابي للرياضة اليمنية وسيطور من أداء لاعبيها ومنتخباتها ولكن الوضع في اليمن الشقيق ليس أفضل حالا من العراق الشقيق فكيف سيكون التعامل معه عندما تقام المسابقات في اليمن وهل سندخل في نفس السيناريو الذي بدأ منذ خليجي 20 هذا هو السؤال الذي يبحث عن إجابة؟.