مع مرور الأيام تزداد وتيرة أعمال الجماعات والتنظيمات المسلحة الرامية إلى تقويض أسس الدولة وإفقاد الشعب ثقته بالدولة وبالقيادة السياسية ممثلة بالرئيس هادي وحكومة الوفاق وبمؤسسات الدولة ممثلة بالجيش والأمن، كما انها تريد ان تفرض عزلة على اليمن من خلال استهداف الاجانب والجماعات المسلحة لتحقيق هذه الاهداف تقوم بعدة اعمال ارهابية مثل القتل لضباط الامن والجيش واستهداف الأجانب وتصفية الخصوم والتخلص من الشخصيات التي ستقف حجر عثرة امام مشاريعها وإشعال حروب ومواجهات هنا أو هناك.
تتعدد الجماعات المسلحة ويختلف توجهاتها الفكرية لكن وسائلها لتحقيق اهدافها تتشابه لحد التطابق كما انها تتقاسم اليمن جغرافيا فيما بينها فجماعة القاعدة نراها تنشط بشكل كبير في المحافظات الجنوبية ومأرب وبعض العمليات في صنعاء والتي تستهدف الاجانب.
اما جماعة الحوثي فتتخذ من صعدة وحجة وعمران والجوف وصنعاء مسرحاً لعملياتها.. جماعة القاعدة تستهدف ضباط الأمن السياسي لأنه الجهاز الذي يمتلك معلومات متكاملة عن القاعدة كما تستهدف مقار القوات المسلحة في المحافظات الجنوبية كما حصل لمقر قيادة المنطقة الثانية في المكلا والقاعدة تدرك ان القوات المسلحة في هذه المناطق ستقف ضد القاعدة في حال ارادت السيطرة على هذه المناطق.
القاعدة تستخدم اسلوب الهجوم المباغت والخدعة عند تنفيذ عملياتها وعدم الدخول في مواجهات مع الخصوم وهذا راجع إلى عدم قدرة مقاتلي القاعدة على المواجهة نظرا لعدم امتلاكهم التسليح الكافي.
جماعة الحوثي تقوم بتنفيذ عمليات اغتيالات ضد خصومها خصوصا ممن قامت الجماعة بتهجيرهم والاستيلاء على ممتلكاتهم حيث نفذت عدة عمليات ابتداء بمحاولة اغتيال شائق المراني ومرورا بمحاولة اغتيال غائب حواس وانتهاء باغتيال الشيخ عبدالرحمن ثابت.
هناك عمليات اغتيال منظمة لأفراد القوات الجوية كثير من أصابع الاتهام تتجه نحو جماعة الحوثي بأنها هي من تقوم بهذه الاغتيالات، فهي المستفيد الوحيد من تعطيل القوات الجوية والطيران حيث يعد السلاح الوحيد الذي يتفوق به الجيش اليمني على هذه الجماعة التي اصبحت تمتلك كافة الأسلحة عدى الطيران.
في الوقت الذي تقوم القاعدة بمهاجمة مقار القوات المسلحة والمعسكرات لانها ترى بانهم عقبة أمام طموحات القاعدة في السيطرة على هذه المناطق. فان جماعة الحوثي تقوم باشعال حروب مع الخصوم الذين تتوقع ان يكونوا حجر عثره يقفون امامها في حال سيطرت على المناطق بشكل كامل، فقد أشعلت حرب في ال مقنع بمنبه خلال ايام عيد الفطر وكذا حرب في دماج عقبها حرب في كشر واليوم عاودت الهجوم على دماج من جديد.
عمليات التصفية تتم بنفس الطريقة سوى في اغتيال مشائخ القبائل المناوئين للحوثي أو اغتيال افراد القوات الجوية وهذه الطريقة تتمثل في استخدام مسلح يستقل دراجة نارية. بينما تتعدد وسائل القاعدة في تصفية ضباط الامن السياسي ما بين زرع عبوات ناسفة وبين مسلح يستقل دراجة نارية .
تقوم القاعدة بعمل الاجلاء العسكري للدولة في المناطق الجنوبية بينما يتولى الحراك الجنوبي عملية الاجلاء السياسي للدولة بنفس الوقت تقوم مليشيات الحوثي بعملية الاجلاء العسكري للدولة وللقبائل الموالية للدولة من مناطق الشمال يتولى مفاوضو الجماعة من لبراليين ويساريين في مؤتمر الحوار يتولون اجلاء الدولة سياسيا من هذه المناطق وانتزاع شرعية لجماعة متمردة وخارجة عن القانون .
هذه الجماعات تعمل في سباق مع مؤتمر الحوار بحيث يعلن عن نتائج مؤتمر الحوار- الذي سيقسم اليمن إلى اقاليم - الا وتكون هذه الجماعات جاهزة للسيطرة على المناطق التي تعمل فيها.
في ظل كل هذا على الرئيس هادي ان يدرك ان مهادنته لهذه الجماعات أو محاوله استرضائها لن تؤدي إلى نتيجة، سوى زيادة مطامع هذه الجماعات وزيادة سطوتها وعليه ان يصرف جهوده نحو القوات المسلحة والامن ليعيد زرع الحماس في نفوس الجنود ورفع معنوياتهم فهم الاقدر على تحقيق ما لم تحققه المهادنة والاسترضاء كما أنهم الأقدر على إيقاف كل عابث عند حده.
كما ان عليه ان يدرك ان الشعب اليوم اصبح مستعدا للوقوف بجانب الجيش والامن اكثر من اي وقت مضى من اجل تحقيق امن واستقرار ووحدة اليمن.
ومن الملاحظات المهمة والتي يجب التنبه لها جيدا اذا كان وزراء حكومة الوفاق قد غادروا اليمن لقضاء اجازة العيد فان مقاتلي الجماعات المسلحة على اهبة الاستعداد لتنفيذ اعمال اجرامية لا احد يستطيع التنبؤ بها وهم يرون ان الاجازات الرسمية والمناسبات الدينية هي فرص ذهبية لتنفيذ مخططاتهم في حين يكون الجميع منشغلين بهذه المناسبات.