أرشيف الرأي

دكتور ياسين .. التحذير وحده لا يكفي!

ياسين سعيد نعمان أمين عام الحزب الاشتراكي، في تصريحات صحفية اليوم:
"إذا لا يرضيكم مقترحنا (بفدرالية من اقليمين) أتركوه ولكن لا تتوقعوا منا أن نصادق على مشروع غير واضح طبخ على عجل في آخر لحظة وكل ما هو واضح فيه فقط تقسيم الجنوب بطريقة تعيد إلى الذاكرة المشروع الاستعماري القديم."

***
الدول الفدرالية لا تقوم على أساس التفاوض بين حفنة سياسيين، أغليهم لصوص ومناطقيون وقرويون وقبائليون متعصبون، يقيمون في العاصمة وليست لهم أية صفة تمثيلية على المستوى الوطني ولا على مستوى الأقاليم لأن هذه الأقاليم ،كما كتبت على الدوام ، هي محض فراديس يبشر بها الرئيس هادي وجمال بنعمر وقادة الإصلاج والحوثيين ومن التحق بركبهم في هذا الاسبوع الأخير من عام "الحوار" التفكيكي.
أتفق تماما مع توصيف الدكتور ياسين سعيد نعمان لمشروع الفدرالية الذي يريد الرئيس هادي وحلفاؤه من خلاله ضرب ثورتي الحراك والشباب معا حتى وهم يسبحون بحمدهما ليل نهار.

كنت تمنيت على الحزب الاشتراكي، قبل اسبوعين، أن يتحرر -ولو مؤقتا- من موقفه المتمترس بشأن فدرالية الاقليمين التي يؤكد أمينه العام بأن القوى المهيمنة في اليمن ومن ورائها المجتمع الدولي ترفضها، والتفرغ من أجل قيادة اصطفاف يسقط مشروع الفدرالية المتعددة التي يحذر الدكتور ياسين _محقا وواعيا_ من خطورتها لأنها ستفكك الجنوب واليمن عموما.

إذا كان الاشتراكي متيقنا من أن هناك اصطفاف لقوى تقليدية ودولية لتمرير "مشروع غير واضح، طبخ على عجل في آخر لحظة، وكل ما هو واضح فيه هو تقسيم الجنوب" فواجبه أن يبادر إلى إسقاط هذا المشروع التفكيكي ومنع تمرير أي مشروع طبخ على عجل، لا أن يقبل بطرح المشروعين معا على جلسة عامة لمؤتمر حوار نعلم جميعا، منذ جلسته العامة الأولى، أنه منزوع الإرادة في القضايا الرئيسية.

***
في مسألة الفدرالية، لعب الحزب الاشتراكي دور العامل المحفز (الكاتالسيت) من غير أن يتنبه لتأثيرات موازين القوة الراهنة التي تصب في صالح القوى التقليدية وحليفها الجديد الرئيس هادي، الأمر الذي ساعدها على خطف الفدرالية التي ترفضها وإعادة تعريفها بما يخدم مصالجها واستمراريتها في الحكم حتى وإن كان الثمن تمزيق اليمن وتحويله إلى ساحة تجريب واختبار لـ"الفوضى الخلاقة" التي تحبذها الجماعات المتطرفة، المتناقضة صوريا، في الغرب الأقصى والشرق الأوسط!

***
عندما يقول الدكتور ياسين إن هناك مشروعا لتفكيك الجنوب واليمن فإنه يكون مطالبا من موقعه السياسي الرفيع ومن مركزية دوره في صنعاء أن يسقط هذا المشروع وأن لا يكتفي بإجراء شكلي يسمح بعرض مشروع الاشتراكي على جلسة عامة لا يعول عليها أحد.

***
من السفه والخفة أن يكرر مبشرو "وثيقة الفوضى الخلاقة" القول بأن تحديد عدد الأقاليم سيترك للجنة يرأسها الرئيس الحالي هادي الذي فشل فشلا ذريعا في قيادة اليمن في المرحلة الانتقالية، وبدلا من محاسبته يوكلون إليه ومجموعة مستشرقين، عرب وأجانب، مهمة البت في مصير الكيان اليمني.

زر الذهاب إلى الأعلى