لا تأمنوا هادي ولا تنظروا لأي من مزاعمه وخطابه المليء بالإدعاءات والتمسكن والتمظهر بالحرص على اليمن بأنها صادقة.. انظروا إلى الواقع اليمني وإلى موقفه المتواطئ مع الجماعات المسلحة التي تحارب المواطنين والجنود على بعد كيلومترات من العاصمة وإلى الخطوات المتخذة في طريق تفكيك المجتمع اليمني واقرأوا ما تقول الحقائق التاريخية والتجارب ومسلمات النظم السياسية عن القضايا التي يبشر هادي بها وبأنها ستنقل اليمنيين إلى النعيم!
هادي بايعه اليمنيون على تنفيذ الدستور والقانون وإدارة المرحلة الانتقالية ولكنه انقلب على الثورة والوحدة والدستور وصار يتحدث عن تطبيق مخرجات مؤتمر الحوار ويدعي أن الشعب كلفه بها وما هي إلا مخرجات فندق خمسة نجوم لتقسيم اليمن وتدمير الدولة وإشعال الفتن بين اليمنيين.. وكما يقول الكاتب القدير سامي غالب: "العراق الآن هو اليمن الموعود"، وهو يشير إلى الفدرالية وأخواتها التي كان المحتلون والمسؤولون الدوليون يبشرون بها في العراق عام2004 وكان من مؤلفيها جمال بن عمر المبعوث الأممي إلى بغداد 2004 وصنعاء الآن. وكانوا أيضاً يعدون بتجربة عراقية فريدة تماماً كما يفعلون الان في اليمن.
**
يبدو من تصريحات هادي الأخيرة وخطابه بمناسبة رمضان الكريم أنه ينوي تلفيق تهمة ضرب الكهرباء وأنابيب النفط لأحد الأطراف السياسية.. وسيحاول بهذه الخطوة عمل فتنة بين الأطراف وبينها مع الشعب.
الواجب على الرئيس السابق علي عبدالله صالح وحزب المؤتمر وكذا حزب الإصلاح أن يستبقوا هذه الخطوة من الآن ويعلنوا للناس أن هادي يسعى لاستخدام أوجاع المواطنين للمتاجرة بها وتحقيق أهداف لصالح تحالفه مع الحوثي الذي يسعى لضرب الكيان اليمني. لأن موقفهم بعد الإعلان قد يكون أضعف. إلا إذا كانوا متورطين وهذا غير وارد.
عندما هاجمت حراسة هادي قناة "اليمن اليوم"، دعونا الإصلاح إلى انتهاز الفرصة للتقارب مع المؤتمر، وعندما أعلن هادي عن اتفاق عمران الذي يدين بصراحة ووضوح الجيش والإصلاح ويسلم رقبته ورقبة البلاد للحوثي ويفتح طريقه إلى صنعاء. أوضحنا للمؤتمر أن هذه الخطوة لا يجب التغني بها بل استغلالها من أجل المصالحة الوطنية لأن الجميع أصبح في زاوية..
**
هناك إرادة شيطانية بضرب جميع القوى وجعل صنعاء حكراً على القوة المذهبية التي تتفق مع مواصفات العصر الطائفي الذي يُراد أن يذهب خلاله مئات الآلاف من اليمنيين في صراع طائفي وصراع مع الجوع والمرض. غير أنه لتحقيق هذا الهدف الخبيث يمكن استخدام أوجاع الشعب نفسه. بالظهور مظهر من يريد له الخير ومحاربة الأشرار المزعومين كما حصل من قبل القوى الدولية في العراق التي وعدت الناس بجنة الحرية والأمن واستغلت اخطاء النظام السابق لتقفز بهم إلى مستنقع قتل فيه ملايين وتدمرت بلاد وضاعت دولة.
هادي في خطابه الرمضاني رد على كل محاولات بعض المؤتمرين التملق والتزلف وظهر يدينهم بصراحة ويتهمهم بالتخريب عن طريق ربط ما جرى في واقعة "الأربعاء" وقطع الطرق ورفع المشتقات. (نثق وفقاً لمؤشرات الواقع والبديهيات أن المسؤول عن التخريب ليسوا هم).
**
هادي لا يذكر من أيام اليمن غير يوم الأربعاء لأنه اليوم الذي وصلت فيه رائحة دخان الاطارات إلى مكتبه. لا يعلم شيئاً عما يجري في عمران.. حيث يموت العشرات.. ويذكر اليوم الذي لم يسقط فيه ضحايا مقارنة بما يجري.. وهذا الكيل بمكيالين يوضح حجم الهوة بين الواقع والخطاب.
الإصلاحي الذي يصدق هادي بعد أن انكشف من خلال الاتفاق الأخير، ما هو إلا بلا ذاكرة.. فلو كان بهادي أي مسؤولية لأقال وزير الدفاع وسحب الجيش من الجنوب إلى عمران لفك الحصار عنها. لكنه لا يزال بالاتفاق الأخير يشدد على اتفاق "الثيران" ويستفز المواطنين.
**
هادي لا يفعل شيئاً غير خدمة الحوثي. وإذا لم يتحد خصوم 2011 فليعلموا أن الذي يضحك اليوم على اتهام هادي لصالح سيجني غداً على نفسه، والذي يفرح بأي خطوة يتخذها هادي ضد الإصلاح سيندم وينتظر دوره.
واضح من تصريحات هادي الأخيرة ومن تصريحات بعض المسؤوليين الدوليين أن تُهماً تلفق ضد أي طرف، وسيكون موقف هذا الطرف ضعيفاً لأن هادي سيظهر بمظهر الرجل المدافع عن مصلحة المواطن وعن الدولة. وعليه.. على الجميع استباق هذه التهم وتوضيح الهدف منها للناس وتوضيح قصة الأقاليم والخطو نحو المصالحة ونسيان الماضي. وإذا كانت ضد صالح فهناك تهمة أخرى جاهزة ضد الإصلاح.. المهم هو محاولة تصفية أجواء صنعاء لصالح طرف طائفي فقط لاستنساخ تجربة العراق الطائفية والجثث الملقية في الشوارع.
والله لطيف بالعباد. ورمضان كريم.