بعد ستّة أيامٍ مُهينةٍ من المفاوضات بلا جدوى في صعدة, ربّما يكون الفشل أفضل خيارات اللحظة. اللحظة فحسب! فقد كان صعبا أن ترضخ الدولة للتهديد والوعيد والإبتزاز علانيةً وعلى الملأ بالصوت والصورة!
وإذنْ,فإنّ فشل المفاوضات يحفظ ماء الوجه للطرفين أو هكذا يبدو! ولو مؤقّتاً!
إنّ أحداً لايعرف تماماً ماالذي دار خلال الإجتماع الثنائي السرّي المغلق بين عبدالملك الحوثي وبِِنْ دَغْر ولأربع ساعات طويلة قبل أنْ ينفضّ السّامرُ ويُعلَن عن فشل المفاوضات في الوقت الذي كان فيه بقيّة الوفد الرئاسي منتظراً في مكانٍ آخر!
وبينما كانت العاصمة صنعاء تحتشد كما لمْ يحدث من قبل إستشعاراً لخطرٍ تراه جاثماً على أبوابها كان الوفد الرئاسي يغادر صعدة حائراً وكأنه يلتقي الحوثي لأول مرة!
ماذا يحمل الأفق القاتم الغامض؟! الأرجح أنّ خطوةً للأمام وخطوتين للخلف ستكون
تكتيك الطرفين خلال الأيام القليلة القادمة وبلا إعلان!
ما أخشاه , أن تستمرّ الدولة في سياستها الغامضة العرجاء : خطوة للخلف وخطوتان للخلف أيضاً! وهو ما حدث في عمران وقبل عمران!. . فلا يمكن للّف والدوران أن يكون مَشياً للأمام حتى لو تظاهرت بذلك! ولأنك ببساطة ستدوخ متهاوياً قبل أن تجد نفسك فجاةً بين يدَي الإمام! . . حذارِ!