لا زال البعض يبيع أوهاماً عن مجلس الأمن ومواقفه وكأنه مجلس العدل... وكأن جميع الدول المنكوبة ليست منكوبة بواسطة الدول الكبرى وغطاء مجلس الأمن.
أما يكفى ثلاثة أعوام من الوصاية الدولية يكاد يتهدم اليمن ويختفي وتكاد الحرب الأهلية والطائفية تطل برأسها من أوسخ أبواب الفتنة وتهدد الدولة برمتها؟
**
كان السياسيون اليمنيون يتحدثون بكل ثقة في 2011: الوحدة اليمنية بألف خير ولا نقاش حولها. العالم لن يسمح بتقسيم اليمن. هذا أمر مفروغٌ منه.
في 2013 غير محبوطو العمل وعُباد الأجانب نغمتهم وخرجوا يتمتمون: لا حل إلا تقسيم اليمن وإعادتها زيوداً وشوافع وسواحل وحضارم وجنوبيين... هذه إرادة دولية ولابد أن تمر.. لا مفر منها..
في 2014 يخرجون مجدداً لم يبق في وجوههم ذرة من حياء.. يرددون ما مؤداه: المجتمع الدولي سيحمي صنعاء، مجلس الأمن ردع توسع الحوثيين، موقفه غير كل شيء..
إذن، ما دام الأمر فيه مجتمع دولي فاعلموا أنها خيانة عظمى وحفرة قد يسقط فيها الوطن..
**
في 2011 كانوا يرددون بكل ثقة أنه لم يسبق أن أجمع المجتمع الدولي على الوقوف مع دولة إلا اليمن.. ثم ماذا؟ كيف فعل وقوفهم؟.. لقد ضغطوا وقسموها وحاولوا إعادتها إلى ما قبل المسيح عليه السلام.. اليوم تقسيم اليمن صار من شبه المؤكد.. وما تبقى لليمنيين محاولة الدفاع عن أدنى صور الدولة.. أما التقسيم فيبدو الواقع والبرنامج السياسي الذي تنفذه قيادة الدولة والأحزاب.
**
ما دام أن بان كي مون وجين ماريوت وماثيو تولر والمبعوث الدولي هم حماة صنعاء.. فترقبوا اللادولة والعصابات والحرب الأهلية والحرب الطائفية ومئات الآلاف من اللاجئين وزوال القوى الوطنية المعتدلة وصيرورة البلد للتصفيات بين القاعدة والحوثي مثلما العراق الآن بين داعش وميليشيات الموت الطائفية..
ليس هذا للتبشير بالأسوأ.. ولكن للتذكير والتحذير.
وجنب الله اليمن كل سوء.