من الأرشيف

آخر محاولة ..!

لست معارضا جذريا لشخص الرئيس هادي، وكنت مؤيدا له من موقعي في وزارة الإعلام في سياق البحث عن قائد وزعيم تقتضيه حاجة البلد وظروفها، التي تتخطفها الشرور والأشرار، ومشاريع التفكيك والدمار والخطر من كل جانب وجهة ..

ولم يتغير الموقف بعد تغييري من الحكومة، غير أن أداء الرئيس منذ حصار عمران وسقوطها وحصار صنعاء وسقوطها من بعد، كان أداء مخيبا ومخيفا وصادما . وأرى أنه لم يقل ولم يفعل ما بوسعه وما هو واجبه .. كان أقرب إلى الصمت حتى عندما يتحدث، وإلى الإنكفاء عندما يفعل ..! لم يدافع عن عمران ولم يسند حاميتها وقائدها حتى على مستوى السياسة والإعلام ..!

ترك صنعاء العزيزة عاصمة اليمنيين، تواجه مصيرها المحتوم لتسقط في أيدي مليشيا أصولية مسلحة لا تختلف عن تنظيم القاعدة إلا في المستوى والدرجة وبعض الأساليب والمظاهر والغايات...

وأيا ما كانت التحججات بدور صالح فيما حدث وحكاية خيانات قادة في الجيش فكل ذلك غير كاف وغير مقبول لتبرير ما حدث ...!

نتذكر كم صمدت الجوف وأرحب من قبل وكم صمدت رداع التي يراد تدعيش جميع قبائلها عنوة، بعد ما مارس عليها نظام صالح من قبل أساليب التهميش والتحريش وتم أحباط الكثير من شبابها واحتقان بعض وجاهاتها ..!

ولا يختلف وضع رداع والبيضاء في عهد هادي ، وهو لا يحرش مثل سلفه، لكنها خارج اهتمامه، حتى وهي تعذب وتموت وتسحق ..!

تحدث اليوم الرئيس بوضوح نسبي، وإن كان لا يزال الحديث يخلو من الحزم والعزم ..ولذلك يلزم الرئيس التأكيد والحشد والتصعيدكل يوم وكل حين حتى يغادر الحوثي صنعاء، وكافة المدن والمناطق التي احتلها ويكف الحوثي عن التذرع بحرب من يسميهم دواعش.. وكل من يخالفه يعتبرهم دواعش وتكفيريين..!

ولا مناص من مواجهة الإرهاب وهذا واجب الدولة أولا وأخيرا ولكن بكل أشكاله ودون تمييز، وغير مقبول ولا معقول أن يكون حرب الإرهاب ذريعة لأغراض مليشيا الحوثي وهي نفسها لا تخلو من روح وأساليب وممارسة الإرهاب، وكل ذلك قد يقود البلد إلى حرب أهلية، كانت بعيدة عن دواعيها وظروفها لولا دور الحوثي وعنفه وقهره ..!

يلزم الرئيس هادي أن يكون أيضا صادقا وصارما وواضحا وصوته عاليا ومدويا، في وجه من يريد تشطير بلد واحد في كل شيء تقريبا، ولا يصح أن لا أن يكون واحدا موحدا إلى الأبد، ما بقي لليمنيين كرامة، وطالما بقي لهم حق وأحلام في مكانة محترمة بين الأمم..!

ولا بد أن يدرك أهل الجنوب بأن أهلهم في اليمن جميعا،، ومن ذلك أهل الشمال بالطبع ، لا يقبلون مثلهم، حكما طائفيا أو جهويا أو أصوليا أو فاسدا، وقد ثاروا في وجه ذلك مرارا وقدموا تضحيات جسام في سبيل ذلك يجب أن تقدر وتحترم ..

أجدني اليوم مؤيدا للرئيس هادي فيما طرح، وإن تأخر كثيرا....! ولكن بشرط التصعيد والتأكيد والعزم والحزم في وجه مشاريع الخطر جميعها طائفية وجهوية وإرهابية ..

هل هذا مكمن....؟!

آخر محاولة ..!

زر الذهاب إلى الأعلى