أرشيف الرأي

لماذا تُشكل جماعة الحوثي مبعث قلق عميق لنا؟

الامر يتعدى الخصومة المجانية ليتصل بشكل وثيق بكيف تتجلى الجماعة الحوثية في سلوكها المباشر ك طرف يستولى على المجال السياسي كرهاً على كل الأطراف المشاركة فيه، ليصير الامر إلى ازاحتها جميعاً واحتكار كل شيء، وذلك اعتماداً على قوة عارية عطلت بها أدوات السياسة ورجحت أدوات العنف.

إن الجماعة الدينية التي تستبطن مستوى تعريف مذهبي تقسيميه بتكوينها، لا تستطيع صناعة الاجماع من حولها، وهي لتجاوز ذلك تحاول ان "تعمم" جمهورها ليصبح الشعب اليمني بأكمله، وهو ما يخلق عماءً لديها عن كيف تستنفر الناس وتخيفهم أكثر من كونها تضمن امانهم.

ان الخليط الديني مع فائض السلاح يشكل وصفة خطرة في المشهد العام، فحين تحضر جماعة مُحافظة ك الحوثيين، فهي تأتي مرفقة بتصوراتها الدينية الصارمة عما يجب ان يكون عليه المجتمع فتتحول بذلك "حارس" أخلاقي يفتش عن التزام الناس ب "العفة" على سبيل المثال، محاولة اكراه المجتمع على التطابق مع تصوراتها وقسره ليصبح على مثالها الديني والأيديولوجي.

في مستوى اخر تبدوا العدائية والحساسية المفرطة لدى الجماعة تجاه الاعلام جزء من تجليها العنيف في مجتمع حافظ باستمرار على هامش من الحريات في فترات متعددة وصعبه، لتشكل بما هي سلطة الامر الواقع خصماً خطراً لهذه الحريات، سيتعدى الامر "التحريض" والاعتداءات المحدودة، ليصبح سلوكاً ومنهجاً يُعرف الجماعة ضد نقادها وأصحاب الرأي والاعلام عموماً. إن هكذا حساسية عدوانية مردها "القداسات" الكثيرة التي تُثقل به هذه الجماعة نفسها كجماعة نشأت في إطار ديني مُغلق، وهي قداسات يبدوا من أبرزها كيف تجلي قائدها عبدالملك الحوثي في خطاب أنصاره ك رجل الهي "مُفدى" مصون من الخطاء، وبالتالي يُجب ان يُصان من النقد بأي طريقة كانت!

كل ذلك يُضاف إليه انخفاض حساسية الجماعة الحوثية الشديد لما تقوم به، وتحركها بخفه لفرض خياراتها السياسية في الارجاء اليمنية عبر فائض السلاح الذي بيدها مقوضه في كل مكان ما تبقى من دولة اليمنيين، ما يعبر بجلاء عن الوجهة الخطرة التي ستقود لها مستقبل اليمن وتعايش ابناءه الهش خصوصاً مع كل تلك المحمولات المذهبية والمناطقيه المرفقة بها.

زر الذهاب إلى الأعلى