[esi views ttl="1"]
من الأرشيف

أبعاد التدخل الإيراني باليمن

ما يجري في اليمن يقود إلى إخراج هذا البلد من هويته العربية وإلى القضاء على ثقافته ‏وفكره وعقيدته وإعادة صياغتها لصالح إيران تنفيذا لأطماع هذه الدولة التي أصبحت ذات ‏أهداف فكرية وسلطوية وهيمنة في المنقطة، وهذا لا يمكن أن يتم دون تعاون وجهد داخلي ‏وتواطؤ مثير، فقد حصلت حرب مفاجئة للبعض ممن لم يتابعوا ما جرى وما حصل من سابق ‏منذ أربعين سنة وتكملة لحرب الأربعينات عندما غزت المليشيات الشيعية مناطق تعز وإب ‏والحديدة واستباحت أموال وأعراض ودماء المسلمين في تلك المناطق تحت مسمى أنها ‏اراضي غير إسلامية وفرضت المذهب بالقوة والإتاوات والجزية واستباحت الأراضي ‏والخيرات، هذا يعترف به هؤلاء حتى في كتبهم وزرعوا هذه الثقافة والعقيدة في اتباع ‏المذهب.‏

‏ واليوم وبعد أن تم إعداد هؤلاء سنوات على نار هادئة، وقامت الثورة التي تم إعدادها ‏وتجهيزها لإعطاء شرعية لهؤلاء. وكانت الجريمة بحق التاريخ إشراك هؤلاء في تلك الثورة ‏وإعطائهم الشرعية لأن الأحزاب التي أرادات أن تصل إلى السلطة لم يهمهما شيء سوى ذلك، ‏ولو كان على حساب الدين والوطن، وكانت الجريمة الثانية إشراك هؤلاء في قيادة ما سمي ‏بالمشترك الذي هو تحالف يخالف ديننا وعقيدتنا ووطنيتنا، فكيف يتم التحالف مع جهات ‏ترفض دستور البلاد الإسلام وتتناقض مع جماعات تقدم الإسلام بطريقتها ليخدم أهدافها ‏العنصرية والكهنوتية والقمع والإرهاب وتاريخها يشهد بذلك وما جرى منها في العراق ‏وسوريا دليل على ذلك. ‏

وبعد اختيار الرئيس الجديد تفاءل الناس كثيرا ولكن صدموا به وبوزير دفاعه عندما بدأوا ‏يسلمون البلاد لهؤلاء لأهداف اختلف الناس في تحديدها، هل لأسباب مادية أو لتصفية حسابات ‏وانتقام وتم تحديد الأهداف لهذه المهمة ولذا كان المخطط ينطلق من ثلاث محاور: فالمحور ‏الأول تغير الجيش والأمن والقمع والإرهاب ضد الخصوم وكسر شوكة جميع القوى الأخرى، ‏وكان ذلك بتشريد القوات المسلحة والأمن، وتم الاستفادة من الدولة كوزارة دفاع محمد ناصر ‏والاستفادة من انتقام علي صالح وابنه وأهله وكل يريد أن يحقق هدف ولكن كان المستفيد هو ‏إيران وأجندتها التي كانت لديها استراتيجية أبعد مما يتصوره عامل وسارت بسرعة فتواطأ ‏الجميع من قيادة الدولة إلى حزب المؤتمر إلى هؤلاء الذين في المشترك. وكان حزب الإصلاح ‏قد ضعف كثيرا وضاعت بوصلته ولم يرد قادته أن يفرطوا بمصالحهم مع الدولة ولم يقبلوا أي ‏نصائح بخطورة الوضع وعدم إعطاء الوضع خطورة المستقبل، ولذا فوجئوا بضربات كبيرة ‏من حلفائهم في المشترك واستمر الذل والهوان إلى أن وصلوا لحالة يرثى لها.‏

وكان الاستيلاء على الأمن والاستخبارات والانضمام للجيش أخطر ما في الأمر، وقوبل ‏بصمت وللأسف إن المال والجاه قاسم مشترك للجميع من الدولة والأحزاب والقبائل والقيادات ‏العسكرية والأمنية وهو ما كان ورقة رابحة لإيران ورجالاتها ونقطة ضعف خدمت المشروع ‏الذي توسع ليصل إلى البحر الأحمر وكافة شئون البلاد، وهو ما يهدد استقرار وأمن المنطقة.‏

والمحور الثاني إزالة الهوية من خلال تدمير المساجد ومدارس تحفيظ القرآن والحرب على ‏السنة ابتداء من دماج إلى المحافظات الأخرى وحرق المصاحف بحجة أنها وهابية والتمهيد ‏لجعل الدين في اليمن بيد إيران وقم والنجف والضاحية، وبتواطؤ من الرئاسة والأحزاب، وما ‏جرى من احتفالات المولد التي كانت مهزلة سخيفة بالأسلوب الذي تمت بالأوان وتغيير الفكر ‏والعقيدة تحت هذا المسمى مع أن أعمال هؤلاء تتناقض مع المعاني والتي جاء بها نبي ‏البشرية في رخصه للقتل والنهب والظلم والقهر الذي تمارسه العصابات المسلحة الإيرانية في ‏اليمن والتي تخطط لغرض مذهب معين كما تعمل في العراق والسعي لتهجير السنة وقتلهم ‏وإبادتهم وإذلالهم.‏

والمحور الثالث تفكيك الدولة من خلال اللجان الشعبية الإيرانية الإرهابية وإعطائها الشرعية ‏من خلال تعيين قادتها والقبول بأعمالها والخضوع لها، وللأسف إنه لم تعد دولة في اليمن ‏وإنما عصابات إرهابية تتحكم وتسيّر الوضع وبقية الدولة في طريقها للنهاية، ولم يعد سوى ‏المقاومة الشعبية الفردية.‏

واليوم اليمن أمام ثلاث سيناريوهات، إما التقسيم دولة شيعية دولة شافعية ودولة جنوبية، ‏اليمن على أبواب تقسيم كرسته الدولة الحالية بالإشتراك مع إيران، وهناك مطابخ سرية يتم ‏الإعداد لها. أما الحرب الأهلية والمليشيات وتحكمها في البلاد وسيطرتها وبداية التهجير ‏والتشرد وأشباح الموت مثل العراق.وإما تدخل دول المنطقة لإنقاذ البلاد بمبادرة مصالحة ‏وطنية أهم بنودها خروج المليشيات وعودة الدولة وإنقاذها قبل زوالها.‏

ولا شك أن تفكيك اليمن لثلاث دول سيكون مشكلة للخلاف على حدود هذه الدول الثلاث ‏للأسف وتقاسم النفوذ وهذا المخطط تفرضه المغامرة الإيرانية في اليمن من خلال خطتها ‏لبسط نفوذها وتغيير ديمغرافية وعقيدة وهوية اليمن الذي عاش سنوات شعب واحدة. ويتحمل ‏المسؤولية رئيس الجمهورية ومن معه في الذي حصل وهو الذي على أحسن الظنون فكك ‏اليمن وأول رئيس يدمر استقلال البلاد.‏

والرئيس السابق وحزبه الذي أراد الانتقام والعودة للسلطة وضاعت اللعبة من يده وكانت ‏النتيجة إحراق اليم فتحول إلى نيرون حارق روما.‏

والمشترك الذي يضم أحزاب اليسارية المتهالكة التي أرادت الانتقام لتيارات سابقة وعودة ‏مجدها وحزب الإصلاح وحلفاؤه الذين انخدعوا بالغرب وابتساماتهم السامة وفرطوا بصمتهم ‏ورفضهم النصائح وجعل السياسة منهجا بدلا من توعية الشباب والقبائل من خطر إيران التي ‏بدأت بهم ولا زالوا إلى الآن لم يتعلموا الدرس وأعطوا شرعية لهؤلاء المجرمين والمحتل ‏الإيراني من خلال تحالفهم والبذل في طلب الرأفة بهم واسترضاء هؤلاء، فيا سبحان الله، كل ‏هؤلاء مسؤولين عن الدماء والدمار والأضرار وسيسألهم الله يوم القيام ولن يفلتوا من عقاب ‏الله.‏

نسأل الله أن يكفي المسلمين شرهم وأن يرحم المسلمين المظلومين وأن ينتقم من جبابرة ‏إيران وفراعنها، ومن ساعدهم، اللهم عدلك ورحمتك بالضعفاء.‏

زر الذهاب إلى الأعلى