بان يفشل في تحريك عجلة السلام اليمنية
لم تحقق زيارة الأمين العام للأمم المتحدة إلى الكويت اي تقدم في مسار عملية السلام اليمنية اذ تمسكت الاطراف المتحاربة برؤيتها للحل السياسي، وهي الرؤى التي لم تتمكن شهرين من المحادثات في تخطيها.
وخلافا للتوقعات التي سبقت زيارة بان كي مون وقيل حينها إن الزيارة تخفي وراءها مفاجأة إعلان اتفاق نهائي للأطراف المتحاربة اكتفى الرجل بمطالبة هذه الأطراف بالقبول بخارطة الطريق المقترحة من مبعوثه الخاص باليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد ، وترك أمر إنجاح الصفقة التي يجري الحديث عنها لسفراء مجموعة الدول الثمانية عشرة الراعية للسلام في اليمن.
خلال اللقاء الذي جمع أمين عام الأمم المتحدة بالمفاوضين عن الجانبين أعاد نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية رئيس وفد الحكومة في مشاورات الكويت عبدالملك المخلافي تكرار الحديث المستهلك عن أن الحكومة ستبقى ملتزمة بالسلام والتعاون بشكل تام مع المبعوث الأممي إلى اليمن ، لأنه ليس لديها في نهاية المطاف إلا السلام وهي ستصنعه مهما كانت الصعوبات.
وبشأن إطالة أمد المشاورات في الكويت دون تحقيق نتيجة أرجع المخلافي أسباب ذلك إلى ان طريق السلام ليس طريقاً سهلاً وقال ان لدى وفده الصبر الكافي والتحدي والحكمة من اجل الوصول إلى السلام الدائم والشامل في اليمن بناء على المرجعيات الاساسية للمشاورات وهي المرجعيات التي مايزال الخلاف قائما حول أولويات تنفيذها مايعني ان وجود الأمين العام للأمم المتحدة في الكويت لم يغير شيئا في الامر.
وبالمثل تحدث محمد عبد السلام رئيس فريق المفاوضين الحوثيين وكرر نفس كلام الجانب الحكومي عن التزام جماعته بالسلام وأكد حرصهم على إنجاح المشاورات لكنه وخلافا لطرح الجانب الحكومي رأى أن هذه المشاورات أصبحت على مسافة قريبة من الحل الشامل في حين ان الجبهات عادت لتشتعل بالقتال في تعز ولحج والجوف ومارب وصنعاء وميدي.
وظهر ان عبد السلام وخلال كلمته تحدث عن انهم بذلوا جهودا مشتركة مع المبعوث الدولي في بناء نقاشات شاملة وبهدف الدخول في عملية سياسية توافقية لاستكمال المرحلة الانتقالية وفق مرجعيات العملية السياسية الانتقالية وبناء على أسس واضحة المعالم وبمشاركة كل القوى الوطنية وهو يعرف ان هذه الرؤية يرفضها الطرف الاخر ولم تتمكن الجهود التي بذلها سفراء الدول الكبرى في تقريب وجهات النظر بين الجانبين.
وتمسك رئيس فريق المفاوضين الحوثيين برؤيتهم للحل من خلال التوافق على مؤسسة رئاسية وتشكيل حكومة وحدة وطنية مع لجنة عسكرية وأمنية لإجراء الترتيبات الأمنية المستعجلة في المرحلة التمهيدية المتفق عليها وبتوافق الجميع ومشاركة كل الأطراف ليبدأ عمل السلطة التنفيذية التوافقية في أقرب وقت ممكن على ان تبدا بعد ذلك مرحلة مواجهة التحديات الأمنية والعسكرية في عموم البلد وبالذات انتشار القاعدة وداعش وسيطرتها على مناطق شاسعة.
وخلافا لما جاء في احاديث الجانب الحكومي والحوثيين ظهر عارف الزوكا رئيس وفد حزب الرئيس السابق اكثر تفاؤلا وكرس حديثه للسلام وضرورة إنهاء الحرب، لا بل وتحدث عن مكان توقيع اتفاق السلام وكأنه العقبة الوحيدة التي تواجه إنجاز الاتفاق الذي يتطلع اليه ملايين اليمنيين.
الزوكا في كلمته قال إنّنا ونحن على اعتابِ عيدِ الفطر المبارك نأمل في تتويج هذه المشاوراتِ بالتوقيعِ على اتفاقيةِ السلام هنا في الكويت وليس في غيرها ليكون لنا عيدان، عيدُ الفطر وعيدُ السلام وتحقيقِ الوئام ، فالانتصارُ الحقيقيُ هو لليمن وليس لأطراف النزاع.
وهي لغة مرنة تخالف مضامين خطاب الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي هاجم الرئيس عبد ربه منصور هادي وحكومته ووصفهم بالمرتزقة وهاجم السعودية واتهمها بالتسبب في انتشار الاٍرهاب في بلاده والعالم.