[esi views ttl="1"]
شعر وأدب

رسالة إلى «الزعيم».. الثانية بعد الألف (قصيدة)

قصيدة للشاعر يحيى الحمادي إلى الرئيس السابق في اليمن علي عبدالله صالح بمناسبة ظهوره في مهرجان حاشد بميدان السبعين بصنعاء.

رسالة إلى «الزعيم»..
......................
الرسالة الثانية بعد الألف ..

هَجَوتُكَ وَابِلاً فَوَعَيتَ طَلَّا
وجِئتُكَ بالشّهيدِ و قَد أَطلَّا

و قُمتُ عليكَ بالأشعارِ حتى
مَلَأتَ دفاتري حِقداً و غِلَّا

دَعَوتُ عليك في غَسَقِ الليالي
دُعاءَ مُطارَدٍ بالخوفِ شُلَّا

وثَنَّيتُ الدعاءَ بِوَجهِ كَهلٍ
توضَّأَ مِن مَدامِعِهِ و صَلّى

و أشْهَدتُ العِبادَ عليك مِمّن
تَدَثَّرَ في سرابِكَ أو تخلّى

صَبَرتُ- صَبرتُ حتى قِيل إني
غَدَوتُ الصَّبرَ، أو هو بي تَحَلّى

وثُلثَ القَرنِ قُلتُ بِهِ عَساهُ
سَيُدرِكُ ما أُعاني أو لَعَلَّا

و لَمَّا لم أجِد للعيشِ باباً
قَفَزتُ مِن الممات, و قُلتُ: (كلَّا)

لأني لَستُ عَبدَ أبيكَ حتى
أكونَ لسيّدي فَرشاً و ظِلَّا

وأنك لست رباً أو نبياً
بِزِنبيلٍ سماويٍّ تَدَلّى

ولا كُنَّا شَريكَينِ اختلفنا
على أمرٍ مَلَلْتُ بهِ و مَلَّا

ولا مِن أجلِ مَن عَشِقوك رباً
تَخِرُّ لهُ الجِباهُ إذا تَجَلَّى

ولا مِن أجل إرثٍ عائليٍّ
دَحَوتُ الأرضَ تِرحالاً و حِلَّا

جُعِلتُ رَداك- ما مِن أجلِ هذا
أتيتُكَ حامِلاً وَرداً و فُلَّا

ولكني أتيتُ بِشَوقِ شَعبٍ
ذَوَى مِن طُولِ شُربِكَ و اضمَحلَّا

أنا شَعبٌ يَتوقُ إلى صباحٍ
يُدَوِّي: إنَّ ما تَخشاهُ وَلّى

إلى وطنٍ يُضَمِّدُ كلّ قلبٍ
صَدَعتَ شِغافَهُ فَقراً و ذُلَّا

إلى مُستَقبلٍ لا يَزدريني
لأني لم أكن للظلمِ خِلَّا

و لا بالموتِ يُطفِئني لأني
حَفظتُ كرامتي أن تُستَغَلَّا

أنا شعبٌ تنفَّسَ بَعدَ يأسٍ
و أَجمَعَ أمرهُ إمّا .. و إلَّا

و أَقسَمَ لن يعودَ بلا يَقينٍ
تُعانِقُهُ (المُصَلَّى) و (المُعَلَّا)

يُغَنِّي في (أزالَ) و مِن صَداهُ
يَهيجُ المَوجُ في (خورِ المُكَلَّا)

وقد دار الزمانُ عليك فارحل
ولكنْ لِلعدالةِ .. ليس إلَّا

يحيى الحمادي

زر الذهاب إلى الأعلى