[esi views ttl="1"]
أرشيف الرأي

الحوار الوطني وضمانات نجاحه

أحد عشر يوماً هو ما يفصلنا عن أهم حدث في تاريخ اليمن الحديث والمعاصر ، فمنذ بداية القرن الماضي وحتى وثيقة العهد والاتفاق وكل القوى اليمنية مسكونة بهاجس الحوار ومسكونة في ذات الوقت بهاجس الانقلاب عليه أذا لم يكن في صالحها.

شواهد التاريخ تؤكد أنه أذا لم يتحقق للحوار الضمانات الكافية ، فأنه سيفضي إلى عواقب وخيمة لا تستثني من ويلاتها احد.

عدم وجود الضمانات الدولية القادرة على كبح جماح أي طرف من الأطراف للانقلاب على مفردة الحوار ، واستبدالها بالصراع ، سبب مغري لأي من أطرف الحوار للانقلاب على شريعة الحوار والعقل والمنطق ، واستبدالها بشرعية القوة والحرب ، خاصة في وجود انقسام في المؤسسة العسكرية.

ما حدث في 1986م في الجنوب ليس عنا ببعيد ، وكذلك ما حصل بين شريكي الوحدة وأفضي إلى حرب 1994م .

أعتقد أن كل القوى قد استفادت من خيبات الماضي ودروسه المرة الناتجة عن الانقلاب على الحوار ، وأنها لن تكرر ذات الأخطاء.

وحنكة الرئيس الذي ارتضت به كل الأطراف المحلية والإقليمية لقيادة سفينة اليمن إلى بر الأمان ستجنب اليمن وأبنائها ويلات الحرب والصراع .

لأنه لن يكرر ذات الأخطاء التي وقع أسلافه فيها ، والمسئولية التاريخية والأمانة العظيمة التي طوقه بها كل أبناء اليمن تستوجب منه الحذر والحيطة ، والعمل على توفير الأسباب الكافية والضامنة لنجاح الحوار .

كل أبناء اليمن وضعوا ثقتهم فيك سيدي الرئيس ، وسلموك مقاليد قيادة حاضرهم ومستقبلهم وأمنهم واستقرارهم وأحلامهم وتطلعاتهم أمانة في عنقك فحافظ عليها ولا تسلمها للريح والمجهول كما فعل من قبلك .

وكل اليمنيين بمختلف مشاربهم وتوجهاتهم يتطلعون أليك لتنقذهم وتخلصهم من سوء المنقلب الذي وصلوا أليه بسبب تفريط من سبقك في الأمانة والعهد ،فلا تغفل أو تتهاون عن أي أمر مهما بدا صغيراً فحياة 22 مليون يمني على المحك ، ولم يعد للأخطاء متسع في حساب الزمن تجاه اليمن فقد استنفذ من قبلك كل فسحة .

وعلى كل القوى المحلية أن تدرك جيداً انه لا سبيل للخروج من هذا الوضع إلا بالحوار وألا فرصة لأحد في النجاة بمفرده ، لذا يجب أن تعمل مع الرئيس وفيما بينها البين بروح الفريق الواحد، لما فيه خير ومصلحة الوطن .

وعلى كافة أبناء الشعب الالتفاف حول الرئيس هادي حتى يتمكن من تذليل الصعاب والعوائق التي تكتنف رحلة العبور إلى بر الأمان .

وعلى القوى الإقليمية والدولية التي يهمها أمن واستقرار اليمن منح الرئيس هادي الضمانات المطلوبة لإنجاح الحوار ، وآلا تتهاون مع من تسول لهم أنفسهم الالتفاف على التسوية السياسية لان ذلك سيشجعهم على جر البلد إلى الهاوية .

الأيام التي تفصلنا عن الحوار الوطني سيكون الضغط فيها على الرئيس هادي على أشده ، ادعوا الله أن يعينه ، وادعوا كل المخلصين والمحبين لليمن ليكونوا بجانبه .

وفق الله أبناء هذا الشعب إلى الخير وجنبهم مهاوي الردى بفضله ومنته..

زر الذهاب إلى الأعلى