[esi views ttl="1"]
آراءأرشيف الرأيالفكر والرأي

لماذا يقاطع باسندوة الحوار اليمني؟

لاحظت مصادر عربية امتناع رئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة عن المشاركة في مؤتمر الحوار الوطني الذي بدأ اعماله في صنعاء في 18 من الشهر الجاري. وكشفت هذه المصادر ان باسندوة معتكف في منزله في العاصمة اليمنية ولا يمارس اي نشاط سياسي باستثناء استقبال زواره من الاصدقاء الذين يجتمعون في منزله بعد ظهر كلّ يوم.

ولدى سؤال إحدى الشخصيات التي تتردد على باسندوة في شكل منتظم عن سبب اعتكافه، اجابت ان رئيس الوزراء اليمني الذي شكّل حكومة تشرف على المرحلة الانتقالية عاتب كلّ العتب على الرئيس عبد ربه منصور هادي. واوضح ان من بين اسباب العتب اقدام رئيس الجمهورية الموقت على تعيين عدد من الموالين له اعضاء في مؤتمر الحوار الوطني وذلك قبل ايام قليلة من موعد انعقاده ومن دون استشارة احد.

واشار إلى ان معظم هؤلاء الاعضاء ينتمون إلى ما يسمّى «الزمرة» التي كان هادي من بين رموزها حتى العام 1994 عندما اختاره الرئيس السابق علي عبدالله صالح نائبا لرئيس الجمهورية.

وكانت «الزمرة» تضم في الاصل مجموعة من السياسيين والمسؤولين والضباط، محسوبة على الرئيس اليمني الجنوبي السابق علي ناصر محمد الذي لجأ إلى صنعاء اثر خروجه من عدن اثر احداث 13 يناير 1986.

وكان هادي وقتذاك احد القادة العسكريين الذين شاركوا في المواجهات التي دارت بين انصار علي ناصر وخصومه والتي انتهت بانتصار الخصوم واستيلائهم على السلطة.
ويربط بين أنصار علي ناصر، قبل انفكاك معظمهم عنه، الانتماء إلى محافظة ابين التي هي ايضا مسقط رأس هادي.

ويأخذ باسندوة، وهو من اصول عدنية، على الرئيس اليمني تغيير طبيعة التمثيل الجنوبي في مؤتمر الحوار الوطني وقلب الموازين لمصلحة انصاره وابناء منطقته متجاهلا القوى الاخرى التي تعتبر اكثر تمثيلا لاهل الجنوب من «الزمرة».

اضافة إلى ذلك، يأخذ باسندوة على هادي تركه نجله جلال يتدخل في شؤون الوزارات وسعيه إلى لعب دور في مجال توجيه اعضاء الحكومة بما يخدم مصالحه الخاصة.

ويتندر اليمنيون بانه «صار لليمن رئيسان للجمهورية بدل رئيس واحد بعدما سمح عبدربه منصوره هادي لنجله جلال بالتصرف بطريقة توحي بأنه يحظى بغطاء كامل من والده».

وقالت شخصية يمنية ترتبط بعلاقة وثيقة بباسندوة ان الاخير «وقف علنا ضد علي عبدالله صالح،عندما كان رئيسا، بسبب تدخل اقاربه في شؤون الوزارات والدوائر الحكومية». واضاف ان «باسندوة دفع وقتذاك ثمنا غاليا بسبب مواقفه من الرئيس السابق وتصرّفات اقاربه وهو ليس مستعدا في الوقت الراهن للسكوت على ما اعترض عليه سابقا، خصوصا انه اصبح في موقع رئيس الوزراء».

ورجحت الشخصية القريبة من باسندوة «استمرار الأزمة بين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية طويلا، خصوصا ان كلا منهما معروف بعناده وتشبثه بمواقفه».

زر الذهاب إلى الأعلى